قد يخطىء البعض في الحديث وقد يخطىء البعض الآخر في الاستماع ولقد تعودنا أن نرى ونقابل أشخاصا من شتى الأشكال والاصناف فمنهم من يسمع ومنهم لا يسمع ومنهم يسمع ولكن لا يفهم ما يسمع فمن هنا أبدأ سلسلتي التي بعنوان حوار طرشان والتي سأناقش معكم فيها قضايا اجتماعية وأسرية ومشاكل نفسية وسأكشف الغطاء عن أخطائنا اليومية التي نواجهها ونقع بها كل يوم وسنحاول تعديل الصورة وتوضيح الألوان والتوصل معا إلى الحل .
موضوع الحلقة اليوم هو: لا تعاند الريح بل عدل الشراع
حوار الطرشان
استيقظت حنان من النوم متأخرة وخرجت من غرفتها وإذا بحماتها تنتظرها خارج الغرفة الغرفة لتصبح عليها بطريقتها الخاصة.
أم أسعد: مسا الخير بكير يا هانم خليك نايمة للعصر شو وراك؟؟؟ انت ما بتستحي على حالك نايمة لهالساعة و تاركة شغل البيت علي ؟
حنان:يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ، عمتي انت ما بتصدقي تشوفيني مشان تحاسبيني عالطالعة والنازلة ، تأخرت بالنوم شوي شو فيها ؟ عملت مصيبة لا سمح الله ؟
أم أسعد : شوفي لا تقعدي تكبري في الكلام احترمي حالك وفوتي عالمطبخ كملي الشغل عني ، بلاش احكي لأسعد عن عمايلك الناقصة.
حنان: احكيله ما بهمني ، بعدين أنا ما بحب حدا يتأمر علي لما بدي اشتغل بشتغل براحتي وبإرادتي.
أم أسعد: والله انك قليلة أدب يا ريتني عرفتك على حقيقتك من أول ؛ كان ما تورطنا فيك.
دخلت حنان على غرفتها وطرقت الباب بوجه حماتها وانتظرت أسعد حالما يأتي لتشتكي له من أمه النكدية.
عاد أسعد من العمل واستقبلته زوجته وهي عاقدة الحاجبين (وبوزها قدامها شبرين) وقالت له: شوف أسعد انا مش قادرة اتحمل امك اكتر من هيك لانه العيشة معها بتقصر العمر .
أسعد: لا حول ولا قوة الا بالله بعدين معاك انا كل ما بروّح بلاقي النكد قدامي؟ راح تقضيها على هادا الحال انت وامي؟
حنان: احكي هاد الكلام لأمك ، أنا ما بشعر بحريتي معها ابدا ، ممنوع أنام ممنوع اقعد ممنوع اتكلم مع صحباتي ، تخيل انا بدون فطور طول اليوم بسببها...
أسعد: يا حنان سايريها كبري عقلك شوي ، امي ست كبيرة وانت ما بتقصري بالرد عليها ما بسير هيك.
حنان: ما بقدر اسايرها لأنها كل شوي بتعملي مشكلة مشان هيك ما في حل غير انك تستأجرلي بيت بعيد عنها .
أسعد: يا حنان الف مرة حكيتلك أنا مش قدرتي افتح بيت لحالي مصاريف الحياة كثرت وانا ما بقدر اضغط حالي ؛ بعدين امي ما بتركها لحالها لو شو ما سار يعني سكري عالموضوع .
حنان: هاد اللي انت شاطر فيه تسكر عالموضوع وانا اموت من قهري
ترك أسعد الغرفة لحنان وخرج منها فوجد امه تنتظره لتدلي بدلوها هي الاخرى (زوجتك ما بتحترمني ... لسانها طويل .. يا ريتك ما اخذتها ..ما بتقوم من النوم الا الظهر ...
لقد تسببت ام اسعد وحنان بصداع مزمن لأسعد فنام ليتلها مثل القتيل وتلك ليست الليلة الاولى بل هذه هي حاله كل يوم.
في اليوم التالي استيقظت حنان من النوم وقررت أن لا يخاطب لسانها لسان حماتها تجنبا للمشاحنات ، فحضرت الفطور لها وحدها دون أن تسأل حماتها اذا تناولت الفطور ام لا؟ وكانت أم اسعد تراقبها والشرر يقدح من عينيها فدخلت على المطبخ وكانت المشاحنة أكبر من صباح الامس .
أم أسعد: انت فعلا قليلة اصل وأهلك ما عرفوا يربوك ما بكفي قاعدة ببيتي وسترنا عليك بالآخر بتقومي كبرانه علينا ؟
حنان: عمتي انت زودتيها كتير ها ان حكينا ما بعجبك وان سكتنا ما بعجبك شو اللي برضيك بالضبط؟ بدك اعملك فطور حاااااااااضر على عيني
حضرت حنان الفطور لحماتها (بدووووووون نفس )واخذت فطورها وتناولت الفطور لوحدها في غرفتها .
في نفس اليوم أتت صديقة حنان لزيارتها فجلسا في غرفة الضيوف وتعالت ضحكاتهما بينما أم اسعد تجلس وحدها في الغرفة .
لم تستطع ان تصبر اكثر من ذلك فدخلت علييهما فجأة فقطعا حوارهما فوراً.
صديقة حنان: اهلا خالتو كيفك؟
أم اسعد: ليش قطعتوا كلامكم لما دخلت ؟ كنتو تحكوا عني مش هيك؟
حنان: لا عمتي ما كنا نحكي عنك كنا نحكي في موضوع وانتهى
أم اسعد: لا ما انتهى انتو عمدا قطعتوا كلامكم عن شو كنتو تحكوا؟
حنان: يا عمتي ما كنا نحكي عنك بعدين مو حلوة تكذبيني قدام صاحبتي.
أم اسعد: ليش مين كاينة صاحبتك لأستحي منها أصلا صاحبتك ما طلقها زوجها من قليل اكيد كانت مسوْدة عيشته .
صديقة حنان: انا ما بسمحلك تتكلمي عني بهالطريقة انتي هزأتييني في بيتك ، عن اذنك حنان هادي آخر مرة باجي عندك فيها.
حاولت حنان أن تلحق بصديقتها ولكنها لم تدركها فرجعت لحماتها وقالت: ليش هيك عملتي ؟ ليش هيك احرجتيني قدامها ؟.........موتي وريحيني منك
ذهبت حنان لغرفتها وهي تبكي ووظبت حقيبتها وذهبت لبيت أهلها.
ومن هناك اتصلت على زوجها وقالت له:أسعد انا هلا في بيت اهلي وما الي رجعة على بيتك الا لما تستأجرلي بيت تاني... يا أنا يا إمك...
طبعا أسعد لم يدعها تكمل حديثها لأن أمه سبقتها بالاتصال وأخربته عما قالته حنان لها لذلك ما كان جوابه الا أن قال: خليك في بيت اهلك ما الك رجعة للأبد انت طالق بالثلاثة . وأغلق السماعة
حنان:
هذا هو حوار الطرشان وهذه هي حياتهم
سنعكس الصورة الآن ونعيد الشريط من البداية ليس لنرى حنان وأم أسعد في حوار الطرشان بل في حوار المحبين.
حوار المحبين
استيقظت حنان من النوم متأخرة وخرجت من غرفتها وإذا بحماتها تنتظرها خارج الغرفة الغرفة لتصبح عليها بطريقتها الخاصة.
أم أسعد: مسا الخير بكير يا هانم خليك نايمة للعصر شو وراك؟؟؟ انت ما بتستحي على حالك نايمة لهالساعة و تاركة شغل البيت علي ؟
ابتسمت حنان وقالت: اول شي يا عمتي صباح الخير والله معك حق تزعلي مني بس والله ما بعرف كيف غلب علي النوم .
أم أسعد: أنا بحب الكنة النشيطة والمعدلة ما بحب تكوني خاملة وكسولة.
حنان: حاضر يا عمتي ولا يهمك ، شو رأيك هلا أعمل فطور وناكله عالبلكونة؟ اليوم الجو كتير حلو
أم أسعد: آه والله فكرة كويسة لاني حابة اقعد تحت الشمس شوي
حنان: ثواني بكون الفطور جاهز انت روحي ارتاحي
وبعد ان انتهيا من تناول الفطور قالت حنان: شو رأيك عمتي بفنجان قهوة وسط ؟أسعد مبارح اشترى قهوة طازة وريحتها بتفتح النفس.
أم أسعد: اه يا ريت يا عمتي، القعدة حلوة وبدها قهوة.
في اليوم التالي قامت صديقة حنان بزيارتها واستقبلتها حنان وجلسا في غرفة الضيوف ولكن أم اسعد لم تجلس معهما ؛ فذهبت حنان ودعتها للجلوس معهما .
حنان: عمتي اجت صاحبتي الهام وحابة تسلم عليك تعالي اقعدي معنا .
وافقت أم أسعد للجلوس معهما فأخذت حنان تتحدث في مواضيع تحب ام اسعد سماعها احتراما لوجودها .
كانت الجلسة مسلية واستمتعت أم أسعد فيها وأعجبت بصديقة حنان رغم الفارق العمري بينهما وقالت لها: ما شاء الله عنك يا خالتي والله انك بتنحبي أنا عارفة ليش زوجك تركك والله انك ما بتستاهلي .
الهام: تسلمي يا خالتو بس شو بدي اعمل هيك اجا نصيبي
أم أسعد: الله يعوضك بأحسن منه ان شاء الله
الهام: آمين يارب الله يخليك
حنان: ان شاء الله الله بيرزقك بابن حلال مثل أسعد وبحماه متل حماتي
أم أسعد:الله يرضى عليك يا حبيبتي والله غلاوتك عندي مثل غلاوة بناتي وأكثر
بالكلام اللين يصبح كل شيء هيّن و نكسب جميع العالم لصفنا ، ليس كل شيء بالعناد والصراخ يمشي ، فأحيانا كلمة تهدم بيوت وكلمة تعمر بيوت فلنحذر مما نقول.
لذلك سأنتهي مثلما بدأت لا تعاند الريح بل عدّل الشراع
أتمنى أن تنال حلقة اليوم اعجابكم وأن تصل رسالتي لكم عبرها .
التقي معكم في الحلقة القادمة مع قصة جديدة وابطال جدد من سلسلة حوار طرشان
ترقبوني
ملاحظة: قبل ان انهي الموضوع اريد ان اخبركم عن قصة حقيقة حدثت ليست من نسج خيالي ابدا ، قصة جارنا الذي خرج ولم يعد:
قبل 20 سنة تقريبا كان لنا جار يسكن في الطابق العلوي كان متزوج ويعيش مع زوجته وامه في نفس الشقة وكان بين نارين دائما ،كانت حياته كلها مشاكل في مشاكل بسبب زوجته وامه لقد قلبا حياته الى جحيم ، كلما دخل الى المنزل وجد معركة بين امه وزوجته فاذا وقف مع زوجته يا ويله من امه واذا وقف مع امه يا ويله من زوجته ، بالنهاية لم يستطع التحمل اكثر من ذلك فخرج من البيت والى اليوم لا ندري اين ذهب ؟
يعني خرج ولم يعد اي حدا بعرف شي عنه يا ريت يخبرني هههههههههه
الروابط المفضلة