أسواق القدس
من يقرأ تاريخ مدينة القدس يعشق ذلك العبق الذي يلفٌّ صفحات هذا التاريخ
لها طابع مميز مختلف ، تنفرد به عن باقي أسواق المدن الأخرى
وكيف لا وهي "زهرة المدائن"
فالمدينة لها مكانة دينية وتاريخية تجعلها محطَّ أنظار الناس في جميع أنحاء العالم
برغم ما أحدث بها الاحتلال من تغييرات ، وحاول الصهاينة على مدى سنوات طويلة
أن يغيروا بها وطمس معالمها الإسلامية إلا أنها وقفت شامخة أمام محاولاتهم
تستمع الأجيال لحكاية ماضيها وحاضرها لتقف أمام تراثها الخالد
فتزداد القلوب تعلقًا بها وترحل العيون إليها ترتوي أرواحها من عشقٍ سكنها
كما تحتضن الأم صغيرها ، يحتضن السور العتيق هذه المدينة الشامخة الصابرة
يضمها بأحيائها وحاراتها وأزقتها وأسواقها ، وكأنها لوحة فنية ترسم المعالم التاريخية للمدينة
نشتمُّ فيها عبقها وأريجها وعطر الماضي ، فما نزداد إلا حبًّا وتمسّكًا بها
أكثر ما تتميز به أزقة المدينة العتيقة وحواريها هي أسواقها
ومع ما طرأ عليها اليوم من تغيير وحداثة إلا أنها احتفظت بصبغتها التاريخية العريقة
فالتاريخ يكاد أن ينطق من حجارتها العتيقة ، ومن قناطرها التي بُنِيت بإبداع
توحي برسوخ هذه المدينة وثباتها عبر التاريخ الحافل لها
ينتشر في أزقتها باعة الكعك المقدسي والخروب والسوس والهريسة
والفستق و التمرية .....تختلط نداءاتهم برائحة الخضار والفاكهة التي
تم قطافها طازجة بحبات الندى اللؤلؤية تزينها
سنبدأ بجولة في أسواق المدينة العتيقة لنتعرف عليها
للمدينة أسواق كثيرة ومتعددة
- سوق باب العامود : وهو المنفذ التجاري والمتنفس الحيوي الدائم لمدينة القدس.
- سوق القطانين.
- سوق اللحامين.
- سوق الخواجات.
- سوق العطارين.
- سوق باب خان الزيت.
- سوق حارة النصارى.
- سوق سويقة علون وطريق البازار.
- سوق طريق الواد.
- سوق عقبة الخالدية.
- سوق أفتيموس.
سنتناول بعضها بشيء من التفصيل
سوق خان الزيت..
'سوق خان الزيت يعتبر من أطول أسواق البلدة القديمة، وأكثرها اكتظاظا وشعبية، كان يحوي محال لبيع الحبوب
والبقول والخضار وأنواع الجبن والزيتون والصابون النابلسي والدخان البلدي ومطاعم شعبية ومحال الحلويات الشرقية والكنافة النابلسية
كما أن بعض الحرف والصناعات اليدوية التي كانت تلفت النظر سابقا لم يعد لها وجود هذه الأيام'.
سوق الدباغة وحارة النصارى..
من باب خان الزيت نصل إلى سوق الدباغة القريب من كنيسة القيامة الذي كان يعج بالسياح من مختلف الجنسيات والديانات
ونوافير المياه المنبعثة من البركة التي كانت تتوسط ساحة السوق وحولها
أما حارة النصارى الواقعة غرب سوق الدباغة فيمتاز هذا السوق ببيع التحف الشرقية وأنواع الخزف والشمع والأواني وخشب الزيتون
ورسومات تجسد حياة المسيح عليه السلام، إضافة إلى صناعة الطرابيش التي كان وجهاء المدينة يلبسونها.
سوق العطارين..
وعن سوق العطارين حيث سمي بذلك لأنه كان يمتاز بمحال بيع البهارات بيع البهارات
والأحذية والنثريات واشتهر هذا السوق بالعطارين لأنه كان مخصصاً لبيع البهارات والتوابل والأعشاب الطبيعية والعسل
وكان الباعة آنذاك نصف أطباء يصفون العلاج للسعال والقرحة والانتفاخ وفتح الشهية ووجع الأسنان والمفاصل والحصبة
أما اليوم فتحولت معظم المحلات فيه إلى محلات بيع الملابس وبيع الذهب'.
سوق القطانين
مدخل السوق
سمي بهذا الاسم نسبة لباب القطانين من ابواب المسجد الأقصى المبارك ويعود تاريخ هذا السوق من العصر الفاطمي
حيث تجد العمارة الفاطمية تضفي جمالا ورونقا لهذا السوق ويوجد به حمامات قديمة يعود تاريخها للعصر المملوكي
تمتاز حوانيت هذا السوق ببيع الهدايا والروائح لزوار المسجد الاقصى المبارك حيث تنبعث منه الروائح العطرية
سوق اللحامين..
وبموازاة سوق العطارين تنبعث رائحة اللحوم من سوق اللحامين
نعبر إليه من ممر صغير وفيه يكثر القصابون ومن بيع لحوم الخراف والماعز والبقر
أجمل تلك الأيام قديماً هي أيام عيد الأضحى
وأواخر شهر رمضان، فمن الإفطار الجماعي في ممرات السوق إلى ذبح الأضاحي والتكبيرات
فكانت الحياة جداً بسيطة ورائعة
أسواق النحّاسين والخواجات والصّاغة والباشورة..
في نهاية ووسط سوق العطارين هناك سوق النحاسين والخواجات القريبان أيضاً من سوق اللحامين
حيث'في سوق النحاسين وهو في حوش السلطان كان يقوم النحاسون بتبييض وتلميع الأواني النحاسية
فكان النّحاس يهز وسطه من حركة رجيله، وهو يفرك الأطباق بقدميه النحاسية وسرعان ما تبرق وتلمع من جديد
أما سوق الخواجات فكان لندف الصوف والقطن، حيث يعود الصوف منفوشا وتصبح الفرش أكثر ليونة ومرونة
أما سوق الصاغة الذي كان يشتهر ببيع الذهب فــ محاله التجارية اليوم تقتصر على الأقمشة
كما أوضح أحد أصحاب المحلات هناك قال أن مهنة بيع القماش
التي تشتهر بها القدس في طريقها إلى الانقراض، فلم يعد المواطن يلجأ إلى التفصيل والخياطة.
والى الأمام من سوق العطّارين يقع سوق الباشورة والذي اشتهر بعد نكبة عام 1948 ببيع الملابس المستعملة
وتبديل وشراء الملابس القديمة والتي يطلق عليها 'البالات
لكن حاليا فأغلب محلاته تحولت إلى بيع الخزف ومواد السياحة.
أسواق قرب المسجد الأقصى..
'أما سوق السلسلة المؤدي إلى المسجد الأقصى فكانت تكثر فيه المحال التجارية من باعة البقول والأفران والمخابز
إلى تصليح الكهرباء والساعاتية (مصلحو الساعات) والحلاقين، وكان الحلاق زمان 'نصف طبيب' يخلع الأضراس والأسنان
ويعمل الحجامة والتطبيب بالكي وكاسات الهواء ودودة العلق وعلاج الثعلبة، وكان المارة في شوارع القدس وأسواقها يكادون يختنقون من الاكتظاظ
لاسيما في الأعياد، فالمسلمون الأتراك والأفغان والباكستانيين والإندونيسيين والعراقيين والسوريين كانوا يقومون
بزيارة الأقصى ثالث المساجد التي تشد إليها الرحال'.
مدخل سوق افتيموس
وتبدو إلى يمين الصورة مئذنة مسجد همر بن الخطاب رضي الله عنه
من سوق باب العامود
سوق سويقة علون وطريق البازار
بسطات باب العامود
لأسواق القدس عبقٌ لا يُنسى..
فكيف بمعالمها الأثرية والتي تحمل طيبَ أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم
لن ننساكِ ياقدس مهما طال الزمان وأبعدنا المكان
::
الروابط المفضلة