السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اجتمعت هناء مع صديقاتها
وكان الحديث عن الأطفال فأخذت كل واحدة تدلو بدلوها عن الاطفال وأعبائهم ومسؤليتهم الكبيرة والشاقة
والإستيقاظ الباكر والمدارس والمذاكرة و أنهن ضائعات فى هذا العالم لا أحد يدرك قيمة ما يقمن به
ونسين أن أمهاتهن قاموا بنفس الدور وبعدد أكبر من الأولاد ثمانية وتسعة وربما إثنا عشر طفلا داخل غرفتين
ولم يطلبوا من أحد تقدير ما كن يقمن بهن لأنه واجبهن وهن يعلمن أن هذا دورهن وأن الجنة تحت أقدامهن
سعاد فى جلسة نسائية
أخذت تتكلم عن عيوب زوجها وعدم تقديره لما تقوم به وأنها هى الضحية فى هذا الزواج فهو كل ما عليه أن يأخذ ولا يعطى أبدا
وإن طلبت تكون غير مقدرة لما يقوم به وصديقاتها يأكدن على ما تقول ويذكرن تجاربهن ويزدن الطين بِلة
ويتسائلن عن حبيبنا وقدوتنا محمد كيف كان خير الناس لأهله
ونسين أو تناسين أنه ليكون زوجها مقتدي بمحمد صلوات ربي وسلامه عليه يجب أن تتحلى هى بصفات خديجة رضى الله عنها
كانت منى تجلس مع عائلتها
عندما بدأ الحديث السياسى عن الثورات فى البلاد العربية وعن وضع البلاد
وما آلت إليه وأخذ الكل فى التذمر من الأوضاع
وأن االأمر لا يطاق ولا يحتمل وأننا نذهب إلى الهاوية
ولا أحد يشعر بنا
ونسوا أن ما نجد من أوضاع وضياع هو بفعل ضياعنا عن الطريق القويم
والسكوت عن الحق وأن كل إنسان حر بنفسه وحده لا دخل له فى الآخر
وأن قضية القدس هى شأن الفلسطنين وحدهم وأنها ليس قضية كل مسلم حر
وسوريا شأن أهلها ومصر خاصة بأصحابها وهلم جرة
تذمر .... شكوى......تأفف
الكل يشكوى ويتوجع وينظر إلى الكأس الفارغ من الكوب
ولا ينظر لما حباه الله من نعم وما رزقه من خيرات
أعلم أن الكثير من الأمور صعبة وأن هناك فعلا من يقاسى الآلام والأحزان
وقد أسمع قصصا تشعرني بحزن شديد
وألما يعتصر القلب
ولكن عندما يبقى التذمر حالة سائدة
وفحوى الأحاديث فى كل مكان وفى كل موقف
ولا تجد من يشعرك ببصيص من الأمل
هذا ما يحزن ويؤلم
فالأم التى تشكى من أطفالها ألا تنظر لمن هى عقيمة
كيف تتمنى طفل صغير وتعيش أيامها على حلم وأمل
الزوجة التى تشكو من زوجها
ألا تجد له صفات رائعة
ألا تنظر لمن هى كبرت ولم تتزوج وتتمنى أن تخوض تجربتها
البلاد العربية حالها مؤلم جدا
لكن ألا نجد نعم نشكر الله عليها
أنا أم وزوجة وبنت فلسطين والأمة الإسلامية
تأتيني لحظات ضعف وإكتئاب لست مثالية أبدا
لكنى أتمنى أن أجد من يرتب على كتفى
ويمسك بيدى ويعطيني دفعة من الأمل والتفاؤل
ويشعرني بعظم روعة الحياة التى أحياها والنعم
ومدى الأجر الذى سأخذه بالصبر والحلم وإحتساب الأجر
لذلك أصبحت بيتوتية من الدرجة الأولى
وأشكر الله لوجود أمى الرائعة فى حياتي
فهى دفعة الأمل عندي
وهى جرعة التفاؤل والروعة
التفاؤل الذى أصبح صفة مرعبة لمن يحملها فى هذه الأيام
وأتمنى وأدعو الله أن يكون مصحفي
بل مصاحفنا جميعا
هى صديقنا الأول
وملجأنا للشكوى
هى سجادة صلاتنا .
وتبقى الإبتسامة والأمل يعلو محيانا الجميل
لذلك فلنتخذ قرار
أن نعيش أيامنا بإيجابية وأمل
ونستيقظ ونحن نردد نعم الله التى أنعم بها علينا
ونعيش على تفاؤل وإنشراح وخير وسرور
دمتم في أمان اللــــــــــه
الروابط المفضلة