بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا..وأصلي وأسلم وأبارك على الهدية المهداه والنعمة المسداه من العظيم الإله عبده ورسوله الصادق الأمين محمد بن عبدالله..وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أخواني الأفاضل..أخواتي الكريمات.. رعى الله الجميع ووفقهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
وزارة الإعلام..هي ذلك الجهاز الحكومي والناطق والمتحدث الرسمي الذي يمثل الحكومة والمفترض به أن يمثل الشعب في أي بلد..وهو الجهاز الذي تظهر به الصورة الإعلامية لذلك البلد. فتظهر وزارة الإعلام العقيدة والمبادئ والأسس والمنهج والثوابت التي يقوم عليها المجتمع في ذلك البلد ويؤمن بها وتظهر هذه الوزارة أيضا الأخلاق والقيم والصورة الحقيقة الماثلة لذلك المجتمع كونه محافظا مباركا أو متحللا متفككا ساقطا. وهذه الوزارة معنية ومسئولة أمام الله عز وجل وأمام الناس أجمعين للدفاع عن كل ما يؤمن به الشعب والأمة التي تنوب عنه وتتحدث بإسمه ضد كل دعوة هدامة وهجوم باغ.
أما أن تتحول وزارة الإعلام..إلى حربة في خاصرة الأمة وسكينا للعدو تغمد في الجسد الطاهر لذلك المجتمع فحينئذ تنقلب الآية ويعيش أفراد ذلك المجتمع وتجمعاته إلى حالة إنفصام ومواجهة وانقلابات وتظهر الفتنة رأسها ويدب الشر على الأرض ويظهر وتضيع الأمانات وتنتهك الحرمات.
وزارة الإعلام في هذه البلاد..كانت حتى وقت قريب مثلا يحتذى وقدوة تقتدى..على الأقل ممن كان حالهم أسوأ من حالنا.
كنا كذلك إلى وقت قريب..حتى تسرب إلينا ذلك الداء الذي سرى في غيرنا ..وانجرت وزارة إعلامنا إلى حيث إنجرت وزارات الإعلام العربية القومية التي لا تقيم للدين وزنا ولا ترى للقيم ثقلا.
ولنبتدئ..بأول شر ظهر وطفح على جسد مجتمعنا الطاهر..ألا وهو البرامج المخصصة للأطفال..فتظهر إمرأة محجبة حجابا (سلطانيا)..أي حجاب الخداع والسفور..تظهر إمرأة كانوا في السابق يطلبونها كبيرة في السن قليلا وقد غطت رأسها بالكامل..ولا تظهر بالمكياج ولا بالمناكير المنكرة ولا تكون فتنة للناظرين..كان هذا في السابق وهي الخطوة الأولى من خطوات الشيطان.
حرص المتنفذون الخبثاء على الدمج بين الجنسين في برامج الأطفال..لا يفصلون بين ذكر وأنثى وبين ألعاب مخصصة للذكور وأخرى للإناث كل ذلك حرصا منهم على كسر الحاجز النفسي والرباني الذي أوجده الله عز وجل في قلب الإنسان وعلى تهشيم وتهميش المانع الخلقي الإسلامي..نعم كلنا كنا نلعب سويا حين كنا أطفالا أولادا وبنات..ولكن الوضع في الإعلام يختلف..لماذا يصر المتنفذون على الخلط..أليس الأفضل والأقوم والأسلم أن ينشأ الناشئة على بغض الإختلاط وإن كان إختلاطهم وهم صغار لا حرج فيه بصورة عامة..ولكن حين يتعلق الأمر بالإعلام وما يبث بين الناس وينشر فلا بد أن يكون كله مدعاة لكل خير وعملا دؤوبا لتظهر الصورة كما ينبغي..وإلا فقد رأينا..الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة برئيسها الخبث الخبيث (جورج دبليو بوش) وأمه وزوجه ووالده..تقرر يوما بعد يوم..وتصدر التوجيهات والإرشادات والتشجيعات لفصل الجنسين حتى في المدارس الإبتدائية تحزبا وتعصبا لدين يعتنقونه ويعتزون به وينافحون عنه وهو الباطل المحض..والولايات المتحدة كما هو معلوم..بلد التحلل وقبلة الإنحطاط والتردي..ولكن رجوعهم المفاجئ لدينهم الباطل وتشدقهم به..يجعلنا نتسائل..أليس ديننا يدعو إلى هذا وينادي به منذ 1400 سنة ..بينما إكتشف العالم صواب هذا التشريع وحكمته..إكتشفوه ونحن نعلمه لأنه من صلب عقيدتنا وديننا وأمر ربنا الحكيم العليم الذي شرع لنا كل خير ونهانا عن كل شر؟!..ثم ما بال هؤلاء الكفرة من اليهود والنصارى والهندوس وغيرهم من ملل الكفر يتعصبون لأديانهم الباطلة ولا نتمسك ونعتز نحن بديننا الحق ؟؟؟!!!.
الخطوة الثانية..خروج مذيعة الأطفال بعد إجراء التحسينات..شريطة ان تكون صغيرة السن..شابة..جذابة..تضع على وجهها المساحيق..وتخرج بلباس لو مشت به في أتقى وأطهر شارع في أتقى مدينة في أتقى بلد لفتنت به الناس..تظهر هذه الفتاة..أو المرأة بمعنى أصح وقد أسدلت شيئا في من خصلات شعرها من الأمام وتركت الباقي لخرقة لا يصنفها حجابا إلا شخص من إثنين إما أبله جاهل أو مكابر مدعي. تظهر هذه المرأة..وخاصة في رمضان لتعلن وتستقبل إتصالات لحلول أسئلة..وممن؟؟؟..من أطفالنا..أبناء وبنات حتى يعتادوا على هذا المنظر فتتعلم فتياتنا الصغيرات هذا اللبس ويكبر معهن هذا الإعتقاد ويخرجن به في الغد دون خجل أو وجل..والسبب..ماما فلانة..أو علانة..ومن هي هذه (الماما)..إنها المذيعة..ولا عزاء للداعيات..لا عزاء..
(عالم المرأة)..(عالم الأسرة)..(ركن المرأة)..كلها برامج لا تظهر فيها إلا النساء..النساء..وأين يظهرن..على التلفاز..بلا عباءة ولا ستر..بل يخرجن والله بالمكياج واللبس الذي لو رآه رجال الحسبة في الأسواق لجروا لابسته وحققوا معها ودققوا..ولكن لأن الأمر إعلامي..وأن المراة لا بد أن (تشارك!!!) و ..(تساهم!!!) في العمل الإعلامي..فقد ظهرت أولئك النسوة.على التلفاز..والكل ينظر إليهن..الرجال والنساء..الكبار والصغار..كل ينظر..الكل بلا إستثناء..ولو كانت النية صافية..نقية..لتلكم الشرذمة المتنفذة في وزارة الإعلام..لو كان الإسلام والحجاب والطهر والعفاف يعني لهم شيئا..لعملوا له لا عليه..وإن أرادوا الإصلاح بين جموع النساء..فلم نعدم الحيلة والوسيلة لنشر الخير حتى نضطر لإخراج نساء على التلفاز تحت ذريعة أو أخرى..فالرسائل موجودة..والمحاضرات موجودة..وإستبدال هذه البرامج بتهيئة الإتحادات والروابط النسائية تشرف عليها الأخوات الصالحات والطرق الكثيرة التي لا أحصرها فيما أسلفت..ولكن..حسبنا أن نعلم أن للشيطان جندا لا ينامون الليل ولا النهار ولا يهدأ لهم بال ولا تطيب لهم نفس حتى ينالوا من هذا الدين وهذه الأمة وهذه العقيدة بكل أخلاقياتها وقيمها..وهيهات لهم ذاك..هيهات هيهات.
كتبت ما كتبت..وأنهيت (الجزء الأول) من مقالتي (أين الإسلام..يا وزارة الإعلام ؟؟؟!!!)..والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
الروابط المفضلة