يتهمون من يتحدث عن دماء من نحسبهم عند الله شهداء بأنهم يتاجرون بدمائهم وأنهم أثاروا لديهم الملل من ذلك الحديث
وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم
(( مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ))
ويتهمون من يتحدث عن الدين وعن رغبته في تطبيق الشريعة بانه يتاجر باسم الدين أو متأسلمين
يتهمون من يتحدث عن احتياجات ناس مقهورة ولا تكاد تجد قوت يومها بأنهم يرددون شعارات جوفاء
يقولون انهم يعلمون الحلال من الحرام ولا يحتاجون من يعلمهم
يسخرون من الملتزمين
ناسيين أو متناسيين أنها سنة الحبيب من يقولون أنهم يتبعون دينه سواء من لحية أو حجاب أو نقاب
يدعون الديموقراطية ويسخرون ممن يخالفهم الرأي أو يهاجمونه
وكما قال برنارد شو .. من عيوب الديموقراطية أنها تجبرك على الاستماع للحمقى
ألعنها لأنها أجبرتني أن أستمع لمثل هؤلاء
من يظنون أنهم يعقلون ويفهمون ويتهمون غيرهم بالجهل والغباء بل ويسبون بشتائم وقحة بذيئة
تبا لكم حقا وألف تبا
وسحقا لأمثالكم .. خرسى الماضي وجبناء الحاضر وموتى المستقبل
اعتدتم السير في ظل جدران خوفكم
اعتدتم عبودية في ظل سوط جلاديكم
تبا لكم دائما وأبدا فأنتم لا تستحقون سوى أسياد طواغيت يقودونكم كما تقاد البعير وراء أول من يضربها بسوطه
لن تكونوا أبدا حصانا بريا حرا غير قابل للترويض
لا تستحقون حرية بذل في سبيلها دماء تسخرون من أصحابها
لن تكونوا أحرار مادمتم رضيتم الاستعباد لعقود وتقولون هل من مزيد
لن تكونوا أحرارا لأنكم لم تستشعروها يوما .. تلك الحرية ولم تعرفوا لذتها
لم تفقدوا عزيزا .. كنتم دوما بعيدين عن مواطن الألم والظلم فانحسرت عقولكم وأفكاركم في ذلك العالم الضيق ولم تنظروا حتى من ثقب ضيق للعالم من حولكم
لم تنظروا لغرقى
لم تنظروا لقتلى
لم تنظروا لموتى نار أو حادث قطار
لم تنظروا لساكني عشش من الكرتون والورق والصفيح تسقط عليهم صخور الجبال فتهرسهم هرسا
لم تهتموا لزوار الليل مروعي الآمنين ومن يذهبون ولا يعودون
لم تحاولوا حتى فتح ذلك الثقب لتنظروا منه
انكمشتم على انفسكم وأبنائكم وعالمكم الصغير جدا
ومادمت أنا بخير فالعالم كله بخير
أما إن مسني السوء .. !!!
لاأدري إن كنتم حتى ستتحدثون وقتها أم ستفضلون ظلكم الذي انطويتم فيه
تعيشون في بروجكم المشيدة وترون أن ماء المستنقع الذي نغوص فيه لن يصل إليكم
حمقى
سيصل شئتم أم أبيتم
فمن هناك في القصور لا يعلمون بوجودكم وإن علموا فوقتها ستكون أهميتكم تحت الصفر
جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فجادلوا الله عنهم يوم تلقونه
وسنرى يومها كيف ستجادلون وماذا ستقولون
كنت قد قررت التزام الصمت
ولكن سحقا لغباء مسيطر على عقول موتى القبور
أخرجني من صمتي وعزلتي مع أن تلك العقول لا تستحق حتى حرفا
سمعتها تقول .. نحن شهداء تحت الطلب
لله درها من جملة
هؤلاء يطلبون نصرا أو شهادة
وغيرهم يطلب عبودية وجلادا
هؤلاء من ربهم مستيقنون
وأنتم في عالمكم الضيق ترتعون
هم صرخوا نحن مغلوبون فانتصر
وأنتم مازلتم تتبعون كذاب أشر
هم إن عاجلا أو آجلا منتصرون
وأنتم ستظلون من صلفكم تستهجنون
عجبت لكم
حقا عجبت لكم
هذا الكلام لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
أي ليس لكم لأنكم لستم من هاتين الفئتين فلا تمتلكون هذا أو ذاك
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ * وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ )) .. يونس 42 , 43
فضفضة قديمة وجرح نكأته من جديد يد الألم والجهل والتعصب واللاإنسانية
تم النشر سابقا بتاريخ 15 / 6 / 2012
الروابط المفضلة