خمسة أعوام على رحيل "أبوعمار" نحو آخر شتات .. فبعد سبي وسبي كان التيه الأخير .
خمسة أعوام على رحيل "عرفات"الذي توزع موته بين ثلاث قارات .. فقد قتل في "رام الله".. ومات في باريس وشيعت جنازته في القاهرة.
خمسة أعوام على غياب رجل كان ينبغي أن يكون حاضراً في عدالة دولية يجب أن لا تكون ميتة.
ظل "الختيار" يحمل كفنه من مكان إلى مكان.. ومن حصار إلى حصار .. لم يكن يخطر على باله أن هذا الكفن سيحمله من قارة إلى قارة ومن عزاء إلى عزاء.
وظل "الختيار" يطرق أبواب الموت في كل مرة فتنفتح أمامه أبواب الحياة ولكن عندما طرق باب الحياة وجد نفسه داخل جدران الموت .
لقد عاش "أبوعمار" حياة صعبة وعنيفة وقاسية بين منفي خارج فلسطين ومنفي داخلها .. وبين حصار إسرائيلي على الأبواب وحصار عربي تحت الأعتاب .
كان وطنه حقيبة سفر .. وكانت حقيبة سفره وطن.
حاول أكثر من مرة أن يكون نيلسون مانديلا ولكن العرب لم يحاولوا ولو مرة جعل فلسطين جنوب إفريقيا.
حاول أكثر من مرة أن يكون "المهاتما غاندي" ولكن الإسرائيليين كانوا دائماً أكثر دموية وأكثر وحشية ونازية من المستعمرين الإنجليز.
خمسة أعوام على موت الرئيس ياسر عرفات .. لم يمت في حادث سير ولكنه قتل لأنه ضد خطوط السير.. ولم يمت لوجوده في فلسطين بل قتل لأن فلسطين موجودة فيه.
نعم خمسة أعوام وبقت بقع دمه على ثياب كثيرة وعلى سكاكين كثيرة .. وعلى وجوه كثيرة.
فلماذا تظل قضية مقتل الرئيس عرفات خارج الملاحقة الدولية ؟!
ولماذا يبقى ملف اغتيال "الختيار" خارج الاهتمام العربي؟!
لم يقتل الرئيس الفلسطيني مرة واحدة ولم يقتل بسم واحد بل قتل مرات وتم تسميمه مرات وخاصة بعد رحيله.
فمن هم أصحاب القفازات المبقعة بدماء الرئيس ؟!
الروابط المفضلة