• الإفراط في المديح خطر وقوله دون مناسبة أخطر
هل فكرنا كآباء وأمهات أن كل كلمة نتفوه بها الآن ونوجهها إلي أطفالنا الصغار يمكن أن تؤثر على مستقبلهم لاحقاً .
المدح بشكل آخر
إن هناك علاقة قوية بين الكيفية التي ينظر بها الأطفال لأنفسهم ولقدراتهم وبين نوعية الأهداف التي يضعونها لأنفسهم ، فالأطفال الذين ينشؤون في أسر تشجعهم وتقدر مجهوداتهم الصغيرة هم الأطفال القادرون على مسايرة تحديات الحياة ، بل ويضعون لأنفسهم أهدافاً عالية يسعون لتحقيقها والعكس صحيح تماماً .
هدف أساسي
ولهذا وجب علينا كآباء وأمهات أن يكون من ضمن أهدافنا في تربية أبنائنا بث المزيد من الثقة بالنفس ، حتى يتم دفعهم نحو احترام الأمهات وتقديرها عن طريق عدة وسائل ذكرنا منها من قبل ، منحه فرصة للاختيار أو منحه الفرصة لحل مشاكله بنفسه .
ومن الوسائل الرئيسية لبث الثقة بالنفس هو الثناء والمدح للأبناء ، وتقدير ما يقومون به وللمدح أيضاً وسائل مختلفة حتى لا يؤتي آثاراً سلبية ، فمثلاً إذا ما مدحنا طفل على عمل لم يقم به ، فمثل ذلك الأمر يشعره في داخله بالكذب .
مدح محذور
هناك بعض الجمل التي تحمل في ظاهرها صبغة المدح، ولكن عندما يتلقاها الطفل أو الشخص الذي أمامك توحي له إحساس داخلي مختلف تماماً عن المدح وإليك بعضاً منها .
جمل المدح المعتادة - رد الفعل في نفس الطفل - المعني المستفاد
إنك مطيع : أعتقد أن والدي نسى ما قمت به أمس أو ربما لا يشعر بما أقوم به .
- يدُخل الشك في نفس الطفل .
إنك ذكي :هل حقاً أنني ذكي ؟ كيف وأنا لا أستطيع أن أكتب واجبي بمفردي ؟
- قد يجعل الطفل يكتشف نقاط ضعفه .
إنها أجمل كلمة كتبتها : أجمل كلمة ؟ إذن لن أستطيع أن أكتب مثلها مرة أخرى . - قد يكون المدح عائق أمام الإبداع .
من خلال هذا نستخلص أن عملية الثناء على الأبناء ليس بالعملية البسيطة ، ولكنها تحتاج إلى بعض مهارات الاتصال والخطاب لتؤدي دورها بالشكل الصحيح ، فمثلاً هنا لا مجال لكلمات المدح مثل رائع جميل جيد ، فهذه الكلمات تكسب الابن شعور غير محدد وغير مريح بالنسبة له .
وهنا يتبادر للذهن سؤال هو ما هي الطريقة السليمة إذاً لمدح الأبناء عليهم ؟
الخطوات الصحيحة
الخطوات الصحيحة لتقديم التقدير والمدح هي ما سنتدرب عليه ولنتخيل أن هذه الخطوات ما هي إلا نجوم نضعها على حياتنا التربوية لنصل بالأبناء إلى شخصية واثقة مدركة لإمكانياتها .
الطريقة :
صف له ما تراه [ إني أرى غرفة نظيفة وسرير مرتب وكتب مصفوفة في أماكنها ].
صف له ما تشعر به [ إني مسرور جداً أن أدخل غرفة مثل هذه الغرفة ] .
لخص ما قام به ابنك وما تراه أنه يستحق المديح [ لقد رتبت الأوراق على المكتب ووضعت الأقلام في مكانها وهذا فعلاً ما أسميه نظام .
بدلاً من التقييم والتقدير المباشر
لقد نظفت غرفتك يالك من طفلة رائعة .
حاول أن : تصف له ما تراه
إني أرى أنك قمت بكثير من الجهد في هذه الغرفة فكل الكتب في مكانها ، وكل ألعابك في صندوقها .
إنه لسرور لي أن أكون موجودة في غرفة مثل هذه الغرفة .
بدلاً من الثناء والتقدير المباشر
إنها رسمة جميلة إنك فعلاً رسام .
حاول أن تصف له ما تراه :
إني أشعر بالارتياح عندما انظر إلي الألوان التي استخدمتها في هذه الرسمة .
لخص ما قام به الابن ، وما تراه أنه يستحق المديح . •
لقد أمضيت وقتاً لا بأس به وأنت تدرس هذا الدرس وتحفظه وهذا ما أسميه المثابرة .
• لقد قلت أنك ستغلق التلفاز في الساعة السادسة وها هي الساعة السادسة تماماً ، وهذا ما نسميه الوفاء بالوعد .
• لقد أكلت قطعة حلوى واحدة بالرغم من وجود كل العلبة لديك هذا ما أسميه الشجاعة .
والآن أكمل الجمل التالية لمزيد من التمرين :
- إنك الوحيد من إخوتك الذي لم يضحك على الرجل الذي مر أمامنا هذا ما أسميه ... ...
- قد أخبرتنا بما فعلته في الفصل مع صديقك وهذا ما أسميه .. .. ..
- لقد أعددت حقيبتك المدرسية مبكراً اليوم وهذا ما أسميه .. .. ..
نقاط مهمة :
1- تأكد أن الجمل التي تستخدمها مناسبة مع مقدرة الطفل وعمره .
2- احذر جمل المدح التي تذكره بنقاط ضعف سابقة مثل : لم أكن أتوقع منك أن تنجح من إعادة كذا ولكنك فعلت .
واستخدم بدلاً منها : لقد بذلت مجهوداً كبيراً في هذه الإعادة لتنجح فيها .
3- ركز على أفعاله في الوقت الحاضر لا تقارن بالماضي .
4- كن صبوراً إذا ما كرر ابنك ما قام به وكنت مدحته ، فهو سيلجأ لتكرار العمل من أجل المديح فعليك أن تعرف متى تمدح وتقدم الثناء أمام كل موقف .
الروابط المفضلة