السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي في المنتدى جئت اليوم لأجلس معكن وأتحدث عن أمي رحمها الله لأني كلما مر يوم أحسب أني سأنساها ولكني أجد الشوق اليها يزداد والحنين لأحضانها الدافئة يجعلني لا أجد لدموعي مكانا أذرفها فيه الا بين يدي الرحمن ، أذكرها في كل موقف يمر بي أو بأحد ممن أعرفهم ، أنا أعلم أنه قضاء الله ولكني لم أكن أتخيل حياتي بدونها كنت معها طفلة صغيره مهما كبرت أظل أتعلم منها وأستشيرها في الصغيرة والكبيره ،أذكر كيف أنها علمتنا القراءة والكتابه قبل أن ندخل المدرسه وكيف كانت تتابعنا في دراستنا ، كانت مع أبي في قمة التعاون فيما يخصنا فتأخذ دائما جانبه اذا ما عاقبنا لم نكن آنذاك نحب ماتفعل ولما كبرنا فهمنا انها لم تكن تود تشتيت افكارنا حتى نعرف خطأنا ، لقد كانت محبة لأهل أبي كثيرة الود تجاههم حتى أنهم بكوها يوم وفاتها بكاء لم أشهده من قبل وقالوا لو أن أمنا من توفيت لم نكن لنحزن لفراقها هكذا ، كان عندها لكل مشكلة حل حتى أن احدى صديقاتي قالت لي منذ فتره امرا لم اكن اعلمه أنها لجأت لأمي في مشكلة مع زوجها لم تستطع عائلتها بأكملها حلها ولولا تدخل أمي رحمها الله لكان بيتها اخترب ، لم اسمع زوجا يتحدث عن زوجته في حياتها حديثا مثل الذي قاله أبي لقد كان يقول لنا إنني أحب لو أحمل أمكم على ظهري فلا أجعلها تمشي على الأرض ، كان الجميع يعلم انها كاتمة لسر حتى لو تحدث أحد أمامها بشئ تعرفه مسبقا فإنها لا تبدي أي أمارة بأنها تعرف شيئا ، لطالما دخل علينا ضيوف وتكون في شدة الضيق من أمر ما فتظهر السعادة والبشاشة على وجهها ولا تحمل أحدا همها ....مرضت ولم تعلم أحدا بحقيقة مرضها سوى أخي الاكبر بصفته طبيب ولسفر والدي وخالتي التي تركت بيتها وأولادها لتجلس الى جوارها وتحضر معها جلسات العلاج وطوال فترة مرضها لم أسمعها يوما تشتكي وكان كل كلامها الحمد لله حتى أن خالتي قالت لنا بعد وفاة أمي أنها كانت تقول لقد أنعم الله علي بنعم كثيره في حياتي ورأيت السعادة كلها في بيت أبي وزوجي فعندما يبتليني أتذمر والله لايحدث أبدا بل أحمد الله على ابتلاءه وأصبر وقد ابتليت بالمرض في بطنها فقيل لي أن من مات مبطونا فقد مات شهيدا والحمد لله نطقت الشهادة مرتين وماتت وهي راضية عنا ان شاء الله وصلوا عليها صلاة الجنازة ثلاث مرات: مرة في المسجد ومرة حيث دفنت والثالثة كانت صلاة الغائب حين علم أصدقاء أخي بوفاتها فجمعوا أكثر من 300 شخص للصلاة ، رحمها الله وجعل قبرها روضة من رياض الجنه لقد أتمت والله رسالتها معنا على أكمل وجه .... أدام لأمهاتكن الصحه والعافيه ورحم جميع أمهات المسلمين... اللهم آمين وسامحوني على الاطاله...
الروابط المفضلة