عندما تنعدم مشاعر الأبوة ... والد يقتل ابنته ويرميها في العراء
استطاع فرع الأمن الجنائي بحمص الكشف عن واحدة من أبشع الجرائم التي يمكن أن تحدث , حيث قتل الأب ابنته
ذات الثلاثة عشرة ربيعاً , ثم رمى بجثتها الغضة في العراء لتكون فريسة للقوارض تنهش منها .
المغدورة بعيداً عن الأم
" دعاء " ابنة الثلاثة عشرة ربيعاً , كانت ككل الأطفال تحمل البراءة في عينيها , والأمل في مخيلتها بمستقبل
أفضل , إلاّ أن هذا الحلم تبدد مع طلاق أمها وزواج أبيها من امرأة أصغر منه سناً باثنتي عشر عاماً , لتبقى مع
شقيقتها مريم ( 15 عاماً ) في منزل أبيهما مع زوجته .
الحنين إلى صدر الأم
لم تكن تستطيع الطفلة دعاء الابتعاد عن أمها , لذا كانت دوماً تحاول الوصول إليها مستغلة أية فرصة لذلك , وفي
بعض الأحيان كانت تأخذ لأمها ما تيسر لها من منزل أبيها من لوازم قد تحتاج إليها الأم المطلقة , الأمر الذي أعتبره
الأب سرقة تستحق العقاب .
عقاب " دعاء " الضرب حتى الموت
إثر اتهام والد المغدورة " دعاء " المدعو " عبد السلام . ح " البالغ من العمر / 41 عاماً / بدأ بضربها بيديه ,
وركلها برجليه على كافة أنحاء جسدها , بطريقة وحشية , وبحضور زوجته " دلال . د " وابنته شقيقة دعاء "
مريم " حتى لفظت أنفاسها تحت قدميه , جثة هامدة لا روح فيها .
التخلص من الجثة برميها في العراء
مع إدراك القاتل ( الأب ) أن ضحيته ( الابنة ) لفظت أنفاسها الأخيرة , فكر بالتخلص من الجثة , فصرخ بوجه
زوجته وابنته الأخرى بمغادرة الغرفة التي وقعت فيها الجريمة , ثم حمل جثمان المغدورة بسيارته منطلقاً من قريته
( الغنطو ) التي يسكن فيها , باتجاه قرى طرطوس , حيث ألقى بالجثة في أراضي قرية ( السودا ) ثم عاد ليطلب
العشاء .
أكثر من سنتين ونصف مضت على الجريمة
الجريمة التي وقعت بتاريخ 23 / 2 / 2005 أثارت تساؤلات أم الضحية وأقاربها عن سر اختفاء ابنتهم , ولكن
الجواب دوماً كان من القاتل وزوجته وابنته مريم " أن دعاء تدرس بمدرسة داخلية في المدينة " .
وليبتعد أكثر عن الأسئلة قام ببيع منزله في قرية الغنطو ( شمال حمص على طريق حماة ) وشراء منزل في أحد
أحياء حمص .
الجثة بقيت يومين في العراء
في الطرف الأخر من الجريمة بقيت جثة الطفلة دعاء في العراء بأراضي قرية السودا ( من القرى الجبلية في
محافظة طرطوس ) حتى اكتشف أهالي القرية وجودها , فأعلموا الشرطة فتم تنظيم الضبط رقم ( 367 ) تاريخ 25
/ 2 / 2005 , كما تم الكشف الطبي للجثة وتبين أثار التعذيب واضحة على كامل أنحاء جسد الطفلة , كما تعرضت
للنهش من قبل القوارض في قدمها .
مخفر السودا قام بتسليم الجثة لمشفى الباسل في طرطوس , ثم تم دفنها من قبل مكتب الدفن أصولاً .
الكشف عن الحقيقة
مع ورود معلومات لرئيس فرع الأمن الجنائي بحمص باختفاء الطفلة " دعاء " منذ أكثر من سنتين ونصف , دون
تسجيل أي محضر ضبط شرطة بحادثة التغيب , مما يثير شكوكاً باختفائها , تم التحقيق مع والد الطفلة الذي أصر
على " عدم معرفته بمصير ابنته منذ تاريخ اختفائها " ولكن إصرار عناصر فرع الأمن الجنائي على معرفة
الحقيقة , ومواجهته بزوجته " دلال " وابنته " مريم " اللتين اعترفتا بما حصل في تلك الليلة الباردة من ليالي
شباط , جعله يعترف بقتل ابنته ورميها في العراء .
وفي صباح اليوم الخميس تم تقديم الأب القاتل للقضاء , برفقة زوجته دلال .
أحمد ح صطوف - سيريانيوز – حمص
2007-10-04
الروابط المفضلة