التويجري لحكام المسلمين: الإصلاح أو مصير صدام
تونس- قدس برس- إسلام أون لاين.نت/ 18-4-2003
التويجري
حمّل الدكتور "عبد العزيز التويجري" المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو)، الدول الإسلامية، جزءا كبيرا من مسئولية الاحتلال الأنجلو أمريكي للعراق وحملات التشويه التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون.
وذكرت وكالة قدس برس للأنباء الجمعة 18-4-2003 أن التويجري أكد في ندوة بعنوان "الإسلام والسلام" في تونس العاصمة أن الإيسيسكو أوصت الدول الإسلامية باحترام حقوق الإنسان، وتطوير العلوم، وتحقيق الإصلاح الثقافي والاقتصادي والسياسي، إضافة إلى دعم المشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات. وقال التويجري في الندوة التي شارك فيها أكثر من 50 مفكرا إسلاميا من مختلف دول العالم: "إذا لم نصلح واقعنا بأنفسنا، فقد نواجه مستقبلا شبيها بمستقبل النظام العراقي".
ونبه إلى خطر سيطرة الصقور، المؤيدين للحرب، على الإدارة الأمريكية الحالية، مشيراً إلى أن هؤلاء الصقور بصدد تطبيق مخطط قديم، يهدف إلى إحكام السيطرة والهيمنة على العالم الإسلامي.
وقال التويجري: "نحن في عصر القطب الواحد، والعولمة أصبحت تعني اليوم الهيمنة، لذلك برزت حركات في أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا وفي العالم أجمع تدعو إلى التعددية والتسامح والانفتاح، ونبذ شعارات اليمين المسيحي المتطرف في أمريكا، الذي يردد شعارات أقصى اليمين الإسرائيلي".
أما الدكتور المفكر الإسلامي المصري محمد سليم العوا فطالب الدول الإسلامية بمقاومة حملة التشويه والغزو التي تواجهها، قائلاً: "نعيش الآن مرحلة الهزيمة، وهذه المرحلة لا يمكن أن تتواصل، فبعد الهزيمة هناك المقاومة ثم الانتصار".
وأشار إلى سماحة الإسلام ودفاعه عن كرامة الإنسان وحريته، والمساواة بين الشعوب، لكنه رفض الترويج لثقافة السلم في هذا الوقت الذي تُستهدف فيه مصالح الأمة وقيمها وحضارتها، قائلا: "على الجماهير اليوم الاحتماء بدينها وقيمها، حتى لا تذوب وتنمحي أمام الموجة العاتية التي تواجهها".
من جانبه يرى الدكتور محمد محجوب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس، أنه أمام الوضعية التي يتم فيها استهداف الإسلام وأهله، فإن المهمة الأساسية في تصحيح صورة الإسلام ملقاة على عاتق المثقف العربي المسلم، الذي عليه أن يجيد محاورة الرأي العام الغربي، خاصة المثقفين منه، الذين يتبنون فكرة الانفتاح على الحوار والتخاطب مع الآخر، مشددا على ضرورة تنوير الرأي والفكر في مجتمعات العرب والمسلمين.
عقلية الحروب الصليبية
واستعرض المشاركون في الندوة الأسباب التي أدت إلى حملة العدوان والتشويه التي يتعرض لها المسلمون، حيث رجح الدكتور "المنجي بوسنينة" الأمين العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) أن تكون مجموعة من اليمينيين المتطرفين في الغرب، من أصحاب الأفكار الهدّامة، والمعبئين بعقلية الحروب الصليبية، هم الذين استغلوا أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، لشن حملة تشويه مغرضة على الإسلام.
أما الدكتور سعيد بن سعيد العلوي عميد كلية الآداب بالعاصمة المغربية الرباط، فأكد أن هناك عوامل عديدة تقف وراء حملات التشويه، التي شنتها بعض القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على الإسلام والمسلمين.
وقال: إن من أهم هذه العوامل ما يسمونه في الغرب بالخطر الديموجرافي الإسلامي، إضافة إلى تحركات اللوبي الصهيوني في أمريكا وأوروبا، وانتشار الحركات الإسلامية في العالم، علاوة على مشاكل الحريات وحقوق الإنسان والجهل والفقر داخل المجتمعات العربية والإسلامية.
وأشار إلى أن آخر الإحصائيات تشير إلى أن مجموع المسلمين سيبلغ 30 في المائة من سكان المعمورة عام 2025، وأنهم سيتوزعون على كافة أصقاع العالم، ومنها بلدان شرق آسيا، وإندونيسيا والفلبين والهند وباكستان.
وقال الدكتور العلوي: إن الغرب أصبح يعتقد بخطر الإسلام، خاصة بعد انهيار المنظومة الاشتراكية.
أما السبب الأهم للحملة الحالية على العالم العربي والإسلامي، بحسب الدكتور العلوي، فهو إسرائيل ودور اللوبي الصهيوني، الذي ينشط بكثافة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويسيطر على مراكز حساسة هي مراكز الإعلام، ومراكز البحث الكبرى والهامة، التي تُصنَع فيها القرارات والسياسات.
الروابط المفضلة