أعتقد أن الأساس في هذه القضية يعود للتربية
فالقصة لها جذور...... لابد أن ننظر فيها حتى نتمكن من معرفة أصل المشكلة
ففي مجتمعنا غالباً مانجد الأب يتعامل مع زوجته بصرامة أمام أبناءه
إما لأنه يخجل من أن يظهر مشاعره أمامهم؛؛؛؛ أو أنه يخاف أن تقل هيبته لديهم
فينشأ الطفل ......وهو يرى هذا الجفاف الواضح في التعبير عند والده
وأحياناً ينتج عن هذا الحرمان العاطفي للأم ..... أن تصبح هي أيضاً
شحيحة في عواطفها مع أبناءها ( أحياناً ) مما يزيد من معاناة للطفل
الأمر الأخر والملاحظ بقوة في بيوتنا
أن الولد يحرم من التعبير عن مشاعره بطريقة
أو بأخرى بحجة أنه لايعبر عن مشاعره الا الإناث !!!
فإن بكى .....قيل له هل أنت بنت حتى تبكي !
وأن قبَل أمه أو أخته قيل له سلم سلام الرجال ولاتصير مثل الحريم !
وأن أرتمى في أحضان أمه قيل له ياولد أمه .....متى بتكبر وتصير رجال !
فماذا نتوقع أن نحصد من طفل لم يترعرع الا على القسوة والجفاء ؟!!
هل نريد منه بمجرد أن تزوج أن يتغير بين ليلة وضحاها ؟؟!!
أنه المستحيل بعينه الا من رحم ربي ........
أما لماذا يكون في فترة الخطبة والملكة رومانسي
ثم ينقلب بعد الزواج ؟؟
أعتقد أن السبب.... في كونه مشحون بالعواطف التي لم يجد لها متنفساً فيخرج
كوامن نفسه في تلك الفترة ثم يعجز بعد الزواج عن مواصلة التعبير
لأن تلك العواطف سطحية ...ليس لها جذور في شخصيته أو تربيته
فيعود لمعايشة الواقع الذي أعتاد عليه
مالحل إذن في هذه المشكلة التي أدت الى تفكك الكثير
من الإسر وتذمر البقية الباقية :
أعتقد أن على كل زوجة أن تجعل من معاناتها مع زوجها دافعاً لها لتغيير سلوك
أولادها فتربيهم على العاطفة والحب حتى يصبحوا في المستقبل
كرماء في عواطفهم مع أسرتهم وزوجاتهم ،،،
وهناك عدة أفكار لتجعلي أبنكِ في المستقبل
زوجاً كريماً في عواطفه :
1 : علميه أن الحب أخذً وعطاء وليس أخذ فقط وذلك بان تتركي له المجال للتعبير
بأن تعوديه على أن يخبركِ بمحبته لكِ كلما جلس معكِ وأن يقبلكِ بمحبة
أو يحضنكِ بحنان وبدون مناسبة
2 : أشعريه بفرحتكِ عندما يعمل ما سبق وبأنكِ تفتقدي منه ذلك
إذا تأخر عليكِ
3 : حاولي أن يرى من أبيه بعض مشاعر حبه كان يقول أمام أبناءه
أمكم حبيبتي التي لا أستغني عنها أو غير ذلك من التعابير التي تؤثر في أبنك
وتعامله مع زوجته عندما يكبر
4: أعطيه الفرصة للتعبير عن مشاعره
كالحب والبكاء والتأثر كما يعبر عن غضبه ولا تأمريه بكبتها بحجة أنه رجل
وأطلبي من زوجك أيضاً أن يوافقك على هذا الإسلوب .....
أما بالنسبة لمن تجاوز مرحلة التربية وهو الزوج ......
فلابد من الإستمرار في أغداق الحب والحنان عليه
وعدم مبادلته جفاءً بجفاء .....
وثقي غاليتي الزوجة أن زوجكِ يجاهد نفسه ليتمكن من التعبير
ولكنها تخذله؛؛؛
وأرضي بمايصدر منه بين الفينة والأخرى من كلمات
وكوني أنتِ المصدر الذي يستمد منه أحاسيسه ومشاعره فربما مع الأيام
تجدين النتيجة المرضية ؛؛؛؛؛
الم تري أن الشجرة التي قد يبست وجفت بمجرد أن يسقيها المطر لعدة أيام
تسري الحياة في أطرافها ......
ويظهر الورق والزهر على أغصانها وتعود للعطاء من جديد ؛؛؛؛
وأخيراً أشكرك أختي الحبيبة عاشقة البدر
لإتاحة الفرصة لنا لمناقشة هذه القضية الهامة بطرحكِ لها ؛؛
واعتذر عن الإطالة .......... لكِ ودي
الروابط المفضلة