بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
الإسلام دائما يعمل على وأد أسباب الشقاق والخلاف في المجتمع الإسلامي ، والأسرة المسلمة هي نواة المجتمع فإذا صلحت صلح المجتمع ، ولذا اهتم الإسلام برأب الصدع الذي ينشأ في هذا البنيان.
يقول د نزار ريان ـ أستاذ الشريعة ـ فلسطين :
إن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه: {وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا}.
هذه الآية تبين أن الإصلاح بين الزوجين أمر واجب لا يجوز تجاوزه فإذا كان الإصلاح بين الناس مطلوبا شرعا فإن الإصلاح بين الزوجين أكثر طلبا.
وفي الحديث الحسن عند الإمام الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة.
وهو يعني بذات البين العداوة والبغضاء التي تحلق الدين، فإذا كان فساد ذات البين بين الناس بعامة يحلق الدين فكيف بفساد ذات البين بين الزوجين في الأسرة الواحدة؟!!
ولذلك يجب على المسلم أن ينهض للإصلاح بين الناس بعامة وبين الزوجين بخاصة لما في الإصلاح من ألفة ومحبة واتفاق ولأن الله سبحانه وتعالى أمر عباده أن يصلحوا بينهما صلحا، كما في سورة النساء من قوله تعالى: {فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير}.
وإن كانت الآية تتحدث عن قضية خاصة يقول تعالى في الآية الأخرى: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس} فلأمر الله بالإصلاح بين الناس كان فضل الإصلاح عظيما.
وتزداد عظمة هذا الصلح إذا كان في إصلاح الأسرة اللبنة المسلمة الأولى.
وقد روى الإمام البخاري رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يصلح بين بني عمرو بن عوف فقال لأصحابه:" اذهبوا بنا نصلح بينهم".
فيكفي المصلح شرفا أنه يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم حين يصلح بين الناس.
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أمورا يجوز فيها للمرء أن يكذب، منها الإصلاح بين الناس، قال صلى الله عليه وسلم: "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا" رواه البخاري.
لهذا كله كان الإصلاح بين الزوجين أمرا عظيما وكذلك الإفساد بينهما أشد إثما وأعظم.
والله أعلم .
منقول
الروابط المفضلة