باب ماجاء في الرقى والتمائم
1) الرقى منها ماهو جائز مشروع ومنها ماهو شرك ممنوع، وكذلك التمائم منها ما هو شرك ومنها مااختلف السلف فيه هل هو من الشرك أم لا.
2) الرقى: جمع رقية، وهي أدعية وألفاظ تقال أو تتلى ثم ينفث فيها، ومنها ماله أثر عضوي في البدن، ومنها مايؤثر في الأرواح، ومنها ماهو جائز ومنها ما هو شرك ممنوع.
التمائم: جمع تميمة، وهي تجمع كل ما يعلق أو يتخذ مما يراد منه تتميم أمر الخير للعبد او دفع ضرر عنه ويعتقد فيه انه سبب، في حين أن الله عزوجل لم يجعل له سببا لا شرعا ولاقدرا.
التولة: هو شيء يصنعونه يزعمون به أنه يحبب المرأة إلى زوجها والرجل إلى زوجه وهو نوع من االسحر ويسمى عند العامة الصرف والعطف. وهي نوع من أنواع التمائم.
3) إثبات أن الرسول صلى الله عليه وسلم رُقِيَ ورقى نفسه أيضا، وهذا دليل على جواز الرقية مالم تكن شركا.
4) لجواز الرقية 3 شروط اجتمع عليها العلماء:
أولا: أن تكون من القرآن، أو بأسماء الله ، أو بصفاته.
ثانيا: أن تكون بكلام عربي معلوم المعنى.
ثالثا: أن لا يعتقد أنها تنفع بنفسها بل بتقدير الله عزوجل.
5) اتفق العلماء على وجوب تحقق الشرط الثالث لكنهم اختلفوا في الشرطين الأول والثاني، حيث قال بعضهم بجواز أن تكون الرقية غير عربية طالما يعلم ما معناها، وأما من جهة تأثير غير القرآن على المرقي ففيه مسائل.
6) الرقية الشركية المحرمة هي التي فيها استعاذة أو استغاثة بغير الله أو كان فيها شيء من أسماء الشياطين، أو أن يعتقد المرقي فيها أنها تؤثر بنفسها.
7) التميمة تكون على عدة أشكال منها:
* أن تكون من جلد أو ورق ويكون فيه أذكار وأدعية وتعويذات تعلق على الدصر
* وقد تكون حبال أو خرزات تعلق على الصدر
* أو تكون شيئا يجعل على باب البيت أو في السيارة أو أي مكان
* أو تكون على شكل رأس دب أو أرنب أو حدوة حصان أو عين صغيرة أو مسبح
8) إن تعليق هذه الأشياء اعتقادا أنها تضر وتنفع يعتبر شركا، أم تعليقها للزينة فقط دون اعتقاد فهو محرم لمشابهته من يشرك شركا أصغر.
9) تحريم تعليق التمائم على الحيوانات وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقطعه عنهم.
10) جميع التمائم شرك، أما الرقية فلها شروط لجوازها، وشروط لتحريمها واعتبارها شركا.
11) عن عبد الله بن عكيم مرفوعا: (من تعلق شيئا وكل إليه)، دليل على أن أي شيء يعلقه الناس محرم وهو شرك.
12) خلص الشيخ من الدليل السابق إلى أن جعل التمائم من القرآن ليست شركا ولكنها داخلة في النهي، لأن تخصيص القرآن بالإذن يحتاج إلى دليل خاص وواضح، لهذا كانت الحجة مع من جعل التمائم من القرآن داخلة في النهي ومما لا يرخص فيه.
13) مفاسد تجويز اتخاذ التمائم من القرآن:
أولا: أنه يفضي إلى الإشتباه ما إذا كانت التميمة شركية أم من القرآن، فيصعب الإنكار عليه خوفا أن يكون من القرآن ، وكذلك السكوت عنه دليلا على جوازه حتى لو كان فيه شرك.
ثانيا: تعلق الجهلة به، فلا تكون عندهم مجرد أسباب، بل يعتقدون أن فيها خاصية بنفسها تنفع وتضر، فيفتح بابا للمعتقدات الفاسدة.
ثالثا: أنه إذا علق شيئا من القرآن فإنه قد يعرضه للامتهان، فقد ينام عليه أو يدخل به مواضع قذرة.
14) قوله صلى الله عليه وسلم: (تقلد وترا) في النهي ليس راجعا إلى النهي عن القلادة نفسها إذ أنه صلى الله عليه وسلم قد فتلت له القلائد وعلقها لبيان أن ما أرسله إلى مكة هدي، بل النهي عن القلادة التي يعتقد أنها تدفع العين.
15) تبرأ الرسول صلى الله عليه وسلم من صاحب أي فعل يدل على أنها كبيرة، وأن الكبائر العملية التي ليس معها اعتقاد كالزنا والسرقة وشرب الخمر أقل مرتبة وإثما من الشرك الأصغر الذي يصاحبه اعتقاد بغير الله تعالى.
16) من قطع تميمة كان كمن أعتق نفسا من النار، لأن لو مات صاحب التميمة وهو معلقها صار من أهل النار.
17) قول التابعي في الأشياء التي لاتدركها الاجتهاد يكون محمولا على أنه قول صحابي وقول الصحابي يكون محمولا على أنه سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم.
الروابط المفضلة