استمعي إلى وصيته وهو في سكرات الموت فيوصي ويقول : " الصّلاة الصّلاة ، وما ملكت أيمانكم " .
فاهتمي بوصية رسول الله الذّي كان في مرضه يغمى عليه , عليه الصّلاة والسّلام , ثم يفيق , فيسأل عائشة : يا عائشة أصلّى النّاس ، أصلّى النّاس ،
تقول : لا يا رسول الله ينتظرونك , يقول : أهريقوا علي ذَنَوباً من ماء , فيسكب على رأسه ماء , ليتنشّط عليه الصّلاة والسّلام ,
فيقوم يتحامل ليقوم إلى الصّلاة , فيسقط بأبي هو وأمي , فيغمى عليه , ثمّ يستيقظ فيقول لعائشة : يا عائشة أصلّى الناس ، تقول : لا يا رسول الله ينتظرونك ,
فيهرق عليه ذَنَوباً من ماء , ثم يقوم ليصلّي بالناس فيسقط عليه الصّلاة والسّلام , فيفيق فيسأل عائشة : يا عائشة أصلّى النّاس , أصلّى النّاس ؟
كانت الصّلاة همّه وقرّة عينه صلوات ربّي وسلامه عليه .
هل كان يبالي بقدميه الشّريفتين !!
تتورمان وتتقطّعان !!
بل هل كان يحسّ بالّليل وهو يمضي !!
أبداً .. أتعرفين لمَاذا ؟؟؟
لأنّه متّصلاً بربّه جلّ وعلا وقرّة عينه الصّلاة ..
أسمعتم بعروة ابن الزبير , عروة ابن الزبير , في رجله أصابته الآكلة , مرض من الأمراض .
قالوا : لا بدّ من قطع رجلك , بترها يا عروة .
قال : ماذا , قالوا : لابدّ من قطعها
فقالوا له : نسقيك شيئاً من خمر , قال : لمَ ؟ قالوا : حتّى لا تشعر بالألم
قال : معاذ الله .
قالوا : ما بالك , قال : معاذ الله أن أشرب شيئاً من خمر أبداً ,
قالوا : لن تحتمل الألم
قال: اقطعوا رجلي إذا كبّرت في الصّلاة , إذا صليت ابتروا الرّجل , اقطعوا الرّجل .
انظروا إلى لذّتهم بالصّلاة , انظروا إلى خشوعهم
كبّر الرّجل في الصّلاة , واتّصل بربّه جلّ علاه , وبدأ المنشار يقطع , والرَجُل في صلاته , والرِجْلَ تقطع , حتّى أغمي على الرّجل وهو يصلّي .
وقطعت رجله وهو متّصل بالله وقرّة عينه هي الصّلاة
:
بل هل سمعتم بحاتم الأصمّ ؟
حاتم الأصمّ .. فاتته صلاة الجماعة يوماً , فجلس في البيت يبكي , فجاءه بعض الزّوار يسلّونه يخففون عليه , فقالوا له: مالك يرحمك الله ؟ وهو يبكي !
قال: والله لو مات أحد أبنائي لزارني أهل الحيّ جميعاً ..
لكن تفوتني الصّلاة ولا يزورني أحد .. قال : والله لموت أبنائي جميعاً أحبّ إليّ من أن تفوتني صلاة واحدة ..
أيّ قلب هذا ؟ أيّ نفس هذه ..؟
نعم كانت قرّة عيونهم الصّلاة ..
>>>>>> ( تشغيل مقطع رقم 4 )
>> توزيع السيديهات
قل لي بربّك يانسل الهدى ماذا دهاك *** أيّ أمر تهت فيه حين لم تجب النّدا
أيّ أمر حلّ بالقلب فضيّعت الصّلاة *** أتراك اليوم تصحو للصـّـــلاة أتراك!!
إنّ الصّلاة لأمر عظيم !!!
استدعي من أجله الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ... وعرج به إلى السّماء ...
حيث شرعت في السّماء في حين شرعت باقي الشّرائع في الأرض ؟؟؟
واختارها الله أن تكون عموداً لهذا الدّين ... بل جعلها الفيصل بين الإسلام والكفر ... فقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم :
( إنّ العهد الذّي بيننا وبينهم الصّلاة فمن تركها فقد كفر ) رواه ابن حبان .
بل من تهاون فيها توعّده ربّ العالمين بوادٍ في قعر جهنّم حيث قال سبحانه ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ )
فيا عجباً يثبت لهم سبحانه أنّهم مصلّين ويتوعّدهم !!!
نعم لأنّهم صلّوها ولكن ضيّعوا مواقيتها ... فتارة تنام عنها
وتارة تؤخرها وتارة أخرى تقدّم أموراً عليها ...
فمن تهاون في مواقيتها وخشوعها فقد دخل بوابة الهلاك التّي لا تنتهي إلا بما وصفه ربّ العالمين
( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا )
فالمحافظة على شروط الصّلاة وأركانها وواجباتها درجة ،
والمحافظة عليها في أوقاتها ثمّ المحافظة على سننها درجة ، و المحافظة على خشوعها درجة أعلى يجاهد فيها المسلم طول حياته
فإذا سمعتِ قوله تعالى { وَأَقِيمُواالصَّلاةَ } فاعلمي أنك مخاطبة بإقامتها بحسب الدّرجة التّي أنت فيها فحاسبي نفسك والإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره .
ومن أول ما ينزع من النّاس من دينهم الخشوع في الصّلاة وآخر ما ينزع أداء الصّلاة ولا يقل قائل : أنا أصلّي إذا انتهى الأمر ولست مخاطباً بهذا الكلام .
نقول : لا ، ليس الأمر كذلك ،
ولهذا يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنّ الرّجل ليشيب عارضاه في الإسلام وما أكمل لله تعالى صلاة .
قيل : كيف ذلك ، قال : لا يتمّ خشوعها وتواضعها وإقباله على الله فيها .
>>> توزيع الكتب
أحبّتنا .. لتُراجع كل منّا صلاتها , هل هي صحيحة ؟ كما وردت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الذّي قال : ( صلّوا كما رأيتموني أصلّي ) ,
العلم يسّره الله لنا بأيسر السّبل .. فقط ابحثي عن صفة الصّلاة وقارنيها بصلاتك ,
أشكل عليك أمر .. ابحثي عنه .. وهذا كُتيّب ( صلاة المسلم ) بين يديك فيه صفة الصّلاة الصّحيحة وكلّ المسائل المتعلّقة بالوضوء والصّلاة
أسأل الله أن ينفعنا وإيّاكم به .. انفعوا به أنفسكم وأهل بيتكم .. ونسأل الله لنا ولكم التّوفيق والسّداد.
( تشغيل نشيد الله أكبر كخلفية صوتية )
إذا تأمّلنا حال السّلف الصّالح مع الصّلاة وجدناهم من أخشع النّاس وأكثرهم راحة وسعادة ولا شكّ أنّ هؤلاء السّلف قد ذاقوا لذّة العبادة ووصلوا إلى سرّ الصّلاة
والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول " جعلت قرّة عيني في الصّلاة " فلهذا يصبر السّلف للصّلاة هذا الصّبر العظيم ولا يلتفتون إلى الدّنيا .
وقد كان أحد السّلف إذا أراد أن يصلّي يحمرّ وجهه ويصفر فسئل عن ذلك فقال : ألا تدرون بين يدي من أقوم ؟ يعني بين يدي الخالق الله سبحانه وتعالى .
إن السّلف قد استشعروا قول " الله أكبر " في بداية الصّلاة ولهذا صغرت الدّنيا كلّها أمام أعينهم
وقد كانوا يقولون إذا أردت أن تنفعك صلاتك فأتمّها كأنّها آخر صلاة تصلّيها . ولهذا كانوا يوصون وصية جامعة فيقولون : " صلِّ صلاة مودع "
أيتها الغاليات : ألا من عودة قبل فوات الأوان ؟
فالموت قريب ولا يدري أحد متّى ينزل بساحته { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ }.
وقبل أن نختم نقول لكِ :
البدار البدار إلى سعادة الدّنيا والآخرة بالصّلاة فإنّها الموصلة إلى الرّاحة الحقيقية في الجّنات دار النّعيم المقيم .
ولتراجع كلّ منّا نفسها في شأن الصّلاة ولنعمل على تحسين حالنا في الصّلاة من الآن ،
وأخيراً أيتها الغالية :
خذي البشرى من الله ..
قال الله تعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
بعد أن نستعين بالله وندعوه ونجاهد فيه في الأخير نفوز بالخشوع
وإذا تذوّقنا لذّة الخشوع في الصّلاة لا نستطيع أن نتركها حتّى لو فترنا عنها فترة لابد أن نعود لها .
>>> خفض الصوت
اللهمّ إنّا نستغفرك مِن كُلّ سهو سَهوناه ونحن بين يديك
ونستغفرك من كلّ التفات إلى غيرك
ونستغفرك من كلّ خاطر دنيويّ شغلنا به ونحن نتزوّد للآخرة
ونستغفرك من كلّ تعظيم لغيرك خالج صدورنا ونحن في قبضتك
ونستغفرك من كلّ عجلة نقرنا بها صلاتنا في غفلة
ونستغفرك من كلّ شهوة خطرت ببالنا ونحن نناجيك
اللهم اجعل الصّلاة قرّة عين لنا ..
اللهم اجعل الصّلاة قرّة عين لنا ..
اللهم اجعل الصّلاة قرّة عين لنا ..
وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً ..
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
الروابط المفضلة