السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
كم وكم رأيت هذا العنوان في بريدي الالكتروني (انشرها بسرعة وإلا....) فسارعت لفتح الرسالة ظاناً أن أمراً جللاً قد حدث واحتشدت في همتي كل معاني إغاثة الملهوف ونصرة الضعيف ونداء الواجب، وشمرت وقرأت والدم يندفع في عروقي وأنا أمر على عبارة "إذا قرأت الرسالة ولم تساهم في نشرها فاعلم أن قلبك ميت ومعلق بالدنيا وهمومها" هذا إذا لم (تأكل بهدلة) قبل أن تفكر فيما تصنع !
المهم ما هي هذه الرسالة الخطيرة؟
إليكم نماذج منها:
1- رسالة:صوّت لكي لا يمنع الحجاب في نيوزيلاندا
(كأن الحكومة هناك ستعتمد على نتائج التصويت في منع الحجاب أو السماح به).
2- رسالة:صوّت للنبي محمد عليه الصلاة والسلام واعلم أن هذا التصويت سيعرض في التلفاز (أي تلفاز! الله أعلم) وتخيل لو أن النبي فاز (هكذا).
والشخصيات المتنافسة هي محمد صلى الله عليه وسلم – المسيح عليه السلام – ابراهام لنكولن – البرت أينشتاين – كارل ماركس – غاندي – مارتن لوثر – شكسبير- الخ....)، نعم تخيلت هذا الفوز وتخيلت نفسي أفاخر مسيحياً وأقول له (فاز نبينا على نبيكم!) وأفاخر ماركسياً وأقول له (لا تنافسني مرة أخرى لأنك ستخسر!) .... وهكذا، لكن لم أتخيل ماذا سيحدث إذا لم يحصل هذا الفوز ؟؟؟ ربما عضضت أصابع الندم أني لم أرسل الرسالة إلى الآلاف! ولم أتقن الثقافة السوبرستارية لأجعل مرشحي يفوز!!!.
3- رسالة:وُجد الرسام الدنماركي الذي أساء لنبينا محترقاً أمام بيته والحكومة الدنماركية تحاول إخفاء هذا الأمر؟!! انشرها بسرعة وانصر نبيك والا فإنك كذا وكذا....
هذا مع العلم أن هذه الرسالة بالذات انتشرت منذ الشهر الأول للمشكلة (أي من سنوات) على أجهزة المحمول والبريد الالكتروني, ولا تزال الحكومة الدنماركية من ذلك الوقت تحاول إخفاء هذا الأمر!، نعم ربما كانت المشاهد التلفزيونية التي ظهر فيها الرسام مؤخراً مؤامرة محبوكة لإيهامنا أنه مازال حياً, نعم ربما لأن كل الدنيا أصبحت مشتركة في المؤامرة!!!.
4- أحاديث ترغيب وترهيب لا يصح منها حديث:
- عقوبة تارك الصلاة: من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمسة عشرة عقوبة ستة منها في الدنيا وثلاثة عند الموت وثلاثة في القبر وثلاثة عند خروجه من القبر...
- الدعاء الذي هز السماء ( ياودود ياودود ياودود....)
- ما الذي أبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم منافخ النار و... أرسلها إلى عشرة من أصحابك أمانة في ذمتك، أرسلها إلى 12 من أصحابك وستسمع خبراً جيداً هذه الليلة.
- رجل قال (لا إله إلا الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكنات) وبعد سنة قالها فقالت الملائكة إننا لم ننته من كتابة حسنات السنة الماضية (هكذا)، قلها وانشرها فإن ذلك لن يكلفك شيئاً وإلا فإنك لا تستحق أجرها وثوابها.....
تخيلت مائة واحد استجابوا وأخذوا يرددون هذا الذكر صباحا ومساء, إذا لن يكون للملائكة الكرام شغلة غير كتابة حسنات هؤلاء إلى يوم القيامة!!(عفوك ربي).
- هذا فضلاً عن أحاديث كثيرة قام مؤلفها بجمع أجزاء من أحاديث صحيحة واضاف إليها من خياله الخصيب فأصبحت مزيجاً من التهديدات المرعبة أوالأعطيات السخية أوالقصص المسلية, والويل والثبور لمن لا ينشرها إلى أكبر عدد.
- وبعد فأنا لست ممن يكثرون من هذا الأسلوب الساخر في النقد ولكنني كتبت هذا على قدر الألم الذي ينتابني حينما أنظر إلى وعي الأمة ينزف كما ينزف وقتها وكما تنزف هيبتها، إذ يستطيع سفيه يحب التسلية أو متربص حاقد مغرض أن يبث كلاماً تافها فيقع في فراغ روحي أو فكري في مجتمعنا فيملؤه كما يملأ التبن مكيال الذهب, ثم يستلقي هذا العابث على ظهره ضاحكاً فرحاً شامتاً وهو يرى رسالته قد تناقلها شباب هذه الأمة فصارت (رسالة للأمة).
- ومما زادني ألماً هو تداول كثير من الواعين والمثقفين لهذه الرسائل على مبدأ أنها إن لم تنفع فلن تضر, ولن تكلف شيئاً, وسترفع عنهم مسؤولية إهمالها, وسينجون من تبعات كتمانها, وستشعرهم أنهم صنعوا شيئاً حيث لا شيء يصنع ؟
- أخيراً أصبحت مضطرا للقبول بنظرية المؤامرة, ولكن الذي يتآمر علينا هو أنفسنا لا غير.
- وعلى نفس الموجة أقول: انشرها بسرعة وإلا......
منقول للأستاذ الفاضل خليل غزال بارك الله به و زاده من واسع علمه وفضله ...
الروابط المفضلة