.
.
الحمدُ لله وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛
أيها الأماجد ؛
تعلمتُ وأرى من واجبي أن أبلغ ؛
تعلمت أنه عند الفتن هناك ضوابط وقواعد ينبغي أن نعرفها حتى نتعامل معها ؛
وسبق أن ناقشتُ هذا في مقال
هُــ||ــنا ؛
المهمّ ..
لستُ هنا بصدد مناقشة فتوى أو غيره ؛
أركز على قاعدتين نتبعهما حتّى نكون على بصيرة ..
ومن أراد التفصيل فليعد إلى الرابط السابق ؛
.
.
الأولى :
إذا برزت الفتن وتغيرت الأحوال فلا تحكم على شيء حتى تتخيل وتتصور ؛
فمن يتصور الأمر خلاف من يكون بعيدًا عنه ؛
شيء بسيط من التفصيل :
الفتوى ولو صدرت عمن صدرت ؛
إذا لم يكن على علم ومعرفة .. وحكم قبل أن يتخيل ويتصور ما هي ؛
فإنه سيخطئ ولا شك ؛
لماذا ؟
في القاعدة الفقهية :
الحكم على الشيء فرع عن تصوّره ؛
فمن لم يتصور الشيء بشكل صحيح .. لن يحكم عليه بشكل صحيح ؛
ومن هنا أرى أن أهل مكة أدرى بشعابها ؛
.
.
والثانية :
أن للقول والعمل في الفتن ضوابط ؛
فليس كل مقال يبدو لك حسناً تظهره ..
وليس كل فعل يبدو لك حسناً تفعله ؛
.
.
شيء بسيط من التفصيل عن القاعدة الأخيرة :
عند الفتن ليس من الحكمة أن تقال بعض الأقوال ولو كانت صوابا ؛
لماذا ؟
لأن الموقف يكون بحالة احتقان ..
ينتظر أي كلمة تصدر عمن تصدر ؛
فقد يؤدي إلى سفك دماء ؛
وقد تتهم الشريعة بسبب قول قيل في غير موضعه ..
ومن هنا كان قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
حدثوا الناس بما يعرفون ..
ودعوا ما ينكرون ؛
أتريدون أن يكَذَّب الله ورسوله ؟ اهـ
ومن هنا أيضا كان قول ابن مسعود رضي الله عنه :
ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ؛ اهـ
.
.
المقصود من هذا كما في مقال د. صالح آل الشيخ :
أنه في الفتن ليس كل ما يعلم يُقال ..
ولا كل ما يُقال يُقال في كل الأحوال ..
لا بدَّ من ضبط الأقوال ؛
ثم إن للأعمال وللأفعال وللتصرفات ضوابط لا بدَّ من رعايتها ؛
فليس كل فعل يُحمد في حال يُحمد في الفتنة إذا كان سيفهم منه غير الفهم الذي يُراد أن يُفهم منه ..
فالنبي صلى الله عليه وسلم كما روى البخاري في الصحيح قال لعائشة :
لولا حدثان قومك بالكفر لهدمت الكعبة ..
ولبنيتها على قواعد إبراهيم ولجعلت لها بابين ؛
ولهذا بوَّب البخاري رحمه الله باباً عظيماً استدلَّ عليه بهذا الحديث ؛
باب : من ترك الاختيار مخافة أن يقصر الناس عن فهمه فيقعوا في أشد منه ..
.
.
أبو هريرة رضي الله عنه علمنا :
أنه عند الفتن ليس كل ما يعلم يقال ؛
ولو كان حقا .. ولو كان حديثا ؛
قال أبو هريرة رضي الله عنه :
حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين :
أما أحدهما فبثثته .. وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا الحلقوم ..!
.
.
أيها الفضلاء ؛
لا تغتروا بكل قول يقال في عند الفتن ؛
وأؤيد هنا هذا القول :
من سيصيح في وجه الظلمه ويقول كفاكم ظلما
ولا ننسى ان من اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر
.
.
وهذا أيضا ؛
ولا تنسي ان الكثير من العلماء أيد مثل هذه المظاهرات
.
.
ثم أين البديل ؟
أنا لا أقف مع أو ضد ..
مراعاة للقاعدة الأولى ؛
الحكم على الشيء فرع عن تصوره ؛
فالبديل لا يعرف إلا ممن يتصور .. وهم أهل مكة ؛
فمن كان في بلد آخر قد لا تصله الصورة كما ينبغي ؛
.
.
خلاصة القول :
زن الكلام قبل أن تتكلم به أو أن تنقله ؛
فـ [ حال وقوع الفتن ] ليس كل مقال مناسبا لكل مقام ولو كان صوابا ..
اللهم احفظ علينا أمننا وسائر بلاد المسلمين ؛
واجعل عاقبة الأمور خيرًا ؛
.
.
الروابط المفضلة