انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 6 من 6

الموضوع: سلمان بن فهد العودة واجب الوقت (1/2)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2001
    الموقع
    السعودية -الظهران
    الردود
    2,817
    الجنس
    ذكر

    Lightbulb سلمان بن فهد العودة واجب الوقت (1/2)

    12/1/1424
    15/03/2003


    غلب على مدارسنا الفكرية والدعوية نمط من التفكير يميل إلى اليأس والإحباط ويعالج النوازل والملمات بجرعات غير نقية من المواعدات المستقبلية التي لايد للإنسان فيها عوضاً عن المطالبة بالعمل والجهاد ، واستنفار القوى والطاقات واستثمار الأحداث لإعادة صياغة الفرد والأمة .
    كتب إلي أحد الشباب يقول : نحن نعيش في إحباط وخوف وهواجس رهيبة بعد هذه الأحداث حتى يجزم بعضهم بأنها بداية النهاية ليوم القيامة كما في (الهرمجدونية) فترك الكثير منا العمل ونية الزواج والتفكير في المستقبل العملي ... الخ . وهذا الجزم ـ أخي الحبيب ـ هو من الرجم بالغيب ولماذا نستنكر عمل العرافين والمنجمين وقارئي الكف والفنجان ثم نأتي ما هو مثله وأشد منه .
    إن قارئة الكف قد تؤثر بالإيحاء على سلوك فرد واحد أو تضر بمستقبله بينما الخراصـون المتهوكون في قضايا الأمة قد يضرون بمستقبل مئات من الناس ممن اتبعوهم بغير علم.
    وليس أضر على الأمة في هذه الأزمة من أن تقرأ المستقبل قراءة مغلوطة فتركن إلى دعة أو سكون أو استرخاء بحجة القدر الماضي أو تتجرأ على قرار غير حصيف اتكاءً على صورة مستقبلية تداعت إليها من نظرة يائس أو خيال نائم حالم أو تصورات دعي متعالم ...
    ويصادف هذا شعوراً لدينا بالعجز والإغلاق وألا دور نؤديه ولا مهمة نضطلع بها ... إذاً يكفينا أن نرسم المستقبل نظرياً كما نحب ولنجعل لنا فيه الحلو ... ونسقي أعدائنا المر ... لينتهي الأمر .
    إن أمامي وأمامك ـ أيها الغالي ـ قائمة طويلة من المسؤوليات الخاصة التي أقرتها الشريعة فلا ينسخها تأويل ولا تبطلها رؤيا وما لم نسع في تحقيقها فسنظل ندور في حلقة أزمات متصلة متلاحقة لا مخلص منها فالأزمة الحقيقية هي في دواخلنا وأعماقنا وذواتنا ومن هناك يأتي الفرج والخلاص .
    إن العمل النافع سواء كان دنيوياً أو أخروياً هو من الأسباب المطلوبة من المسلم، وغالباً لا يقع في مثل هذه المزالق إلا من يعاني من الفراغ وضياع الوقت وعدم الانتظام في برنامج أو مشروع علمي أو عملي . فهو يمنّي نفسه بالترقّب والانتظار ، وقد يرى الناس وهم يعملون فيرثي لحالهم ويشفق عليهم وربما حاول أن يثنيهم عن عملهم ؛ لأنه يظن أنهم لم يدركوا ما أدرك ، وأنهم يعملون في غير طائل !.
    وفي مثل هذه الأوقات العصيبة والحاسمة يحتاج الفرد المسلم المتطلع لأداء دور إيجابي إلى أمور :
    أولاً: السكينة والطمأنينة: " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ " (الفتح: من الآية4) " ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ "(آل عمران: من الآية154).فليطمئن المسلم إلى مستقبله وإلى حفظ دينه وملته وأمته ، ولا يسمح للقلق والخوف المفْرِط أن يسيطر عليه حينما يسمع أو يقرأ بعض التحليلات الإخبارية التي قد يكون بعضها نوعاً من الحرب النفسية أو التلاعب بأعصاب الناس .ولينظر في الماضي ؛ كم واجه الإسلام من حروب ومحن وإحن وكوارث ثم خرج منها قوياً عزيزاً منيعاً ، ومن ذا يكون في وحشية التتر ؟! أو دموية الصليبين ؟! أو همجية الاستعمار؟! أو قسوة اليهود ؟! ولينظر في حاضر الإسلام وكيف يكسب الإسلام في كل لحظة مواقع جديدة، وناساً يدخلون فيه ، وناساً من أهله يعودون إلى صفائه ونقائه ، وإنجازات لرجاله ودعاته في مشاريع ومؤسسات وكتب ومواد إعلامية وجماهير تحتشد لهم ، وجموعاً تؤم المساجد والمناسك ، وصلاحاً هنا وهناك ، وتقدماً في المواقع يجب أن تفرح به ولا يحجبنا عن الفرح الطمع فيما هو أعظم ، من حصول النصر النهائي وقيام دولة الخلافة الراشدة ، أو الطمع في سقوط القوى العظمى .. فثمت سنن ونواميس ، ونَفَسُ التاريخ طويل ، وعلينا ألا نعجل "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ "(يونس:58) .
    إن اضطراب النفس وارتباكها لا يصنع شيئاً، ولكنه يحول دون التفكير السوي ودون العمل المنتج، وقد يجر إلى القعود أو التراخي أو الاستسلام ، أو يفضي إلى الاندفاع الجامح دون بصرٍ بالعواقب.

    ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد
    كِلا طرفي قصد الأمور ذميم

    ولم يكن أحد أشد حماساً لهذا الدين وحدباً عليه من محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي ذروة الشدائد كان يدعو ويتضرع ، ولكن لاتفارقه سكينة الرضا ، كيف وقد خاطبه ربه فقال :" ألم نشرح لك صدرك ؟"
    ثانياً : ومما يعين على السكينة ويزرع الاطمئنان الركون إلى الله تعالى توكلاً وتألهاً وتعبداً ورضا ، وفي الصحيح : (من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً وجبت له الجنة ) وفيه أيضا : ( العبادة في الهرج كهجرة إليّ) . والهرج : الفتن ، وفي توجيه الله لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم " فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب " وذلك أن العبادة تورث سكوناً وهدوءاً وثباتاً واستقراراً نفسياً وعقلياً يحرم منه المضطربون المتهوكون الذين يظنون أن مقاليد الأمور بيد غير الله .
    إن عبادة القلب والجوارح هي من التوبة والإنابة التي بها تُستدفع الكوارث والنّكبات وتُستجلب المنح والعطايا والهبات ، ولا عزّ للأمة أفراداً وجماعات وشعوباً وحكومات إلا بالتوبة الصادقة والرجوع إلى الله تعالى واللياذ به. وبذلك يكون إصلاح النفس والقلب والجوارح والسلوك ، وصلاح الفرد صلاح للأمة، والبداية تكون من النفس ، وإذا كنا غير قادرين على تدارك خلل في ذوات نفوسنا - القرار فيه يبدأ وينتهي من عندنا - فكيف نحلم بالتدارك على المستوى العام أو على المستوى العالمي في ظروف ذات تعقيد وتداخل ، وقد تريد أنت شيئاً ويريد غيرك سواه؟! نحن نرى كثيرين منا لم يحققوا نجاحاً مع ذواتهم في إدارتها إدارةً شرعية تقوم على حفظ الحقوق وأداء الأمانات وبذل الخير وفق السنن والآيات الشرعية والكونية .
    ثالثاً : الإلحاح في الدعاء والتضرع فإنه مما يستدفع به البلاء ، وتستنزل به الرحمة ، ولن يعدم مليار مسلم أن يكون بينهم من لو أقسم على الله لأبره ، فليكن لإخوانك المسلمين من دعائك وتضرعك نصيبٌ ، أشركهم معك ، واصدق في دعائك ، وليتواطأ مع هذا الدعاء صفاء السريرة وحب الخير للناس في العاجل والآجل .

    وسارية لم تسر في الأرض تبتغي
    محلاً ولم يقطع بها البيد قاطعُ

    سرت حيث لم تسر الركاب ولم تنخ
    لورد ولم يقصر لها القيد مانع

    تحل وراء الليل والليل ساقط
    بأرواقه فيه سمير وها جع

    تفتّح أبواب السماوات دونها
    إذا قرع الأبواب منهن قارع

    إذا أوفدت لم يردد الله وفدها
    على أهلها والله راءٍ وسامع

    وإني لأدعو الله حتى كأنما
    أرى بجميل الظن ما الله صانع

    رابعاً : الهدوء في التعامل مع الأخبار والتحليلات والتصريحات والمواد الإعلامية ، فإن مزيد الانهماك فيها ربما صنع لدى المتلقي قدراً من البلبلة والحيرة والتردد، ثم الخوف المفرط. وكثير من هذا الضخّ الإعلامي هو مواد مشققة مفرعة، يعاد إنتاجها بطرق مختلفة ، أو وجهات نظر وتحليلات وظنون وتوقعات قد ينتفع اللبيب بها إذا أحسن قراءتها والتعامل معها , وعرف ما يأتي وما يذر، وما يأخذ وما يدع ، أما غير الفطن فربما كانت شقوة له ، تحرمه هناءة حياته وطيب عيشه ، وتعوقه عن سيره ، دون أن يظفر من ورائها بطائل ، أو يكون من معالجتها بسبيل.
    خامساً: الحـذر من ترويج الشائعات والأقاويل والأخبار المرتبكة والتحليلات المغرقة في التشاؤم ، فإننا في عصر صارت قوة الدول تبنى على مقدار ما لديها من سعة المعلومات ودقتها، إننا في عصر (( المعلوماتية ))، وكم من خبر يروج ويتم تداوله وتبنى عليه نتائج قريبة وبعيدة ، وقرارات واجتهادات ، وهو غير مؤكد ولا ثابت .. فكيف تظن بمثل هذه الرؤية المبنية على شائعة أو ظن , أو خبر مكذوب , أو رواية مضطربة , أو معلومة ناقصة , أو مضللة، والحصول على المعلومة لم يعد صعباً ولا عسيراً ولا مكلفاً متى توفرت الإرادة ، وأدركت الأمة الأهمية القصوى لهذه المعلومات.
    أليس من المحزن أن تكون عدوتنا الأولى ، أو ما يسمى بـ ( إسرائيل ) من أكثر دول العالم تقدماً معلوماتياً ، بينما نحن في العالم الإسلامي ربما لا نملك حتى القدر الضروري من ذلك! فضلاً عن فقدان الكثيرين لمنهج التعامل مع المعلومات والأخبار ، مع وضوح هداية القرآن في ذلك ونصاعتها "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ.... " الآية فيأمر سبحانه بالتثبت والتبين في الأخبار , وعدم الاندفاع في تناولها أو بناء النتائج والقرارات عليها. ويقول الله سبحانه : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً"(النساء: من الآية94) فيؤكد المعنى الأول خصوصاً في مقام الجهاد في سبيل الله ، ويحذر من الجراءة على دماء المسلمين ، أو التسرع في تكفيرهم مما يترتب عليه استحلال دمائهم وأموالهم وأعراضهم . وإذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المخاطبون أول مرة بهذا النداء يوعظون بقوله سبحانه وتعالى : " تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا "(النساء: من الآية94) فكيف نقول نحن عن أنفسنا إذاً ؟!ويقول تعالى : "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ.." الآية. فيشدد النكير على أولئك الذي يشيعون أمر الأمن أو الخوف في غير مناسبته وأوانه، ويرشدهم إلى رده إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى أولى الأمر، لا ليعلموه كلهم ولكن ليعلمه "الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ "(النساء: من الآية83) ، فحتى أولو الأمر من أهل الحكم أو العلم ليسوا كلهم أهلاً لفهمه وإدراكه ، وهذا ظاهر جداً في المضايق والمسائل العويصة والمصيرية ، أما تعاطي القضايا العادية فهذا مختلف عما نحن بصدده .
    إنه قد يستمع المرء إلى برنامج في إذاعة أو قناة فضائية أو يقرأ مقالاً في جريدة غير رصينة فيخيل إليه أنه أحاط بالأمر من جوانبه وأنه النذير العريان ، ويصنف هذا على أنه وعي ويقظة " وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً "(الإسراء: من الآية85) .

    http://www.islamtoday.net/articles/s...=38&artid=1849
    الكلمة الطيبة صدقة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2002
    الموقع
    ........
    الردود
    7,536
    الجنس
    امرأة
    جزاك الله خير الجزاء


    ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) الأنفال: 30
    نصركم الله ياأبطال حمـاس
    والحقُ ممتحنٌ ومنصورٌ فلا ..... نجزع فتلك سنة الرحمن .
    ومازلتُ أنتظر وأتطلع لأخبار أختي الحبيبة السلفيّة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    الموقع
    تبوك الورد
    الردود
    615
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله خيراً وجعله في موازين حسناتك...........

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2001
    الردود
    12,333
    الجنس
    بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء ...


    -- من أراد أن ينقل أياً من موضوعاتي فله ذلك بدون سؤالي أو إستئذاني وبدون حتى الإشارة إلى المصدر --
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2001
    الموقع
    في أرض الله
    الردود
    10,676
    الجنس
    اثابك الله وبارك فيك ..

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الموقع
    السعودية
    الردود
    1,187
    الجنس
    بارك الله فيك

مواضيع مشابهه

  1. د. سلمان بن فهد العودة ..........قوة الأخلاق ؟
    بواسطة abdullah9004 في الملتقى الحواري
    الردود: 0
    اخر موضوع: 20-08-2006, 11:14 AM
  2. الشيخ سلمان العودة .. ( صوت وصورة ) ..
    بواسطة أم الفارس في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 3
    اخر موضوع: 27-04-2004, 01:17 PM
  3. أيها العراقيون / سلمان العودة !!!
    بواسطة أبو عبدالرحمن في الملتقى الحواري
    الردود: 0
    اخر موضوع: 06-04-2003, 10:54 AM
  4. من بريد:~سلمان العودة~
    بواسطة ام يوسف في الملتقى الحواري
    الردود: 3
    اخر موضوع: 01-02-2003, 06:47 AM
  5. محاضرة للشيخ سلمان العودة...
    بواسطة مليكة الطهر في ركن الكمبيوتر والإنترنت والتجارب
    الردود: 0
    اخر موضوع: 21-11-2000, 01:32 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ