المغرور شابا كان أوفتاة .. رجلا كان أو إمرأة ..يرى في نفسه مافي غير الآخرين ، وهنا يشعر بالزهو والخيلاء .. وهو شعور شيطاني يبدأ أساسا من الاحساس بالانانية والثقة الزائدة بالنفس وإعطائها وزنا اكثر مما تستحق - فالمغرور يتجاوز الواقع .. وهو مريض بمرض يصعب علاجه.
والمغرور يعيش ( حبين مزدوجين ) حبا لنفسه - وحبا للظهور .. أي انه يعيش الأنانية بعينها - وهذا المغرور المريض لايعرف أن نظرة الناس اليه هي نظرة دونية احتقارية.. فهو لا يستطيع أن يعيش أو يتجانس إلا مع ضعاف النفوس - الذين ينفخونه كما تنفخ البالونة بالهواء وينقلون له الأشياء معكوسة حتي يزداد غرورا وتكبرا.. إن الغرور والتكبر خلق شيطاني بغيض .. فابليس لعنة الله عليه .. اول من عاش الغرور والتكبر عندما رفض السجود لآدم عليه السلام .. فهل يجوز ان نتمثل بالشيطان وعمله ؟
إننا نادرا مانجد صاحب علم ، أو صاحب منصب يكون على خلق ودين وفيه غرور ... على العكس نجده متواضعا ، ومن هنا تزداد محبة الناس اليه واحترامهم له لانه فرض بتصرفاته حبه واحترامه في قلوب من يتعامل معهم . عكس المغرور الذى ينفر منه الناس نتيجة تصرفاته الحمقاء ، وسيظل على هذا الحال حتى ياتى اليوم الذى يجد فيه نفسه وحيدا بعد ان يتخلى الجميع عنه خاصة من كانوا ينفخونه - انه يبكى والناس يضحكون عليه.
يا أيها المغرور : راجع نفسك قبل فوات الأوان وتواضع وطهر قلبك ونفسك من الغرور وأدخل في مدرسة محمد صلي الله عليه وسلم - أشرف خلق الله وسيد الأنبياء وأبدأ في تعلم العديد والعديد من الدروس في التواضع من تلك المدرسة التى أرسى قواعدها نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم والذى قال فيه الخالق عز وجل .. وانك لعلى خلق عظيم .... وقال جل شأنه في نبينا الكريم .. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك...
اللهم اجعلنا من عبادك التوابين المتطهرين - واللهم اجعلنا من عبادك المتواضعين... أمين.
الروابط المفضلة