:
يَعْتَصِرُني الألمُ لهَمسِكِ حين أُلاقيكِ - من بَعيـــد -
فـيَئِنُّ فُؤادي تحت ظلالِ الحَـنين ,
و يَرجو الله أنْ يَمْنَحَنا لحظاتِ لقاءٍ قريبة تَضمُّ قَلبَيْنَـا !
نعم تَفّرقت بنا الدّروبُ يا حبيبتي , و لكن ما يَربُطني بكِ باقٍ
.. , ولا يُمْـحى !
هَمْسُكِ ذاك يُؤرّقُ ساعاتي ,
يَظلُّ يطرقُ مَـسْمعي !
و في كلّ مرَّةٍ أُخفي مَلامح حُزني خلف تلك البَسمة المُصطنَعة ..!
أوَ تعلمين لماذا ؟!
لأنّ لحظاتِ لِقائنا و إنْ حلّتْ فمن بَعيـــد !
وَيْكأنَّ قِطارَ الزّمنِ ينتظرُها
فلا تُجيدُ مع ذلك الاقتِراب !
و سُرعان ما تَخْتفينَ و لا يبقى غير صَدى صَوتكِ
و طَيفُك الذي يظلُّ يُقاسِمُني المَـكان !
تَمنّيتُ لو تَقْتربِين منّي :""
لو تَستمعين إليَّ
لِأُحاكيكِ عن ذاك النّعيم الذي هَجرتُ لأجلهِ مُتَع الحياة و مَلذَّاتِها ..!
ذاك النّعيم الذي جُُهّزَ لأجلنا جميعًا يا حبيبتي ..!
ذاك الَّذي تُوقَد في داخلنا شمُوع الأملِ لأجل بُلوغِه ,
فَلا تُطفئُها الرّياحُ أبدًا و إن هَـبّتْ ..!
تَلومينَني !
- وَ يال حُزني لأجلك - ..!*
تُقبِلين عليّ – من بعيد – بهمساتكِ الغافلةِ تِلك !
تُتمْـتِمين :
لما باتت مَلابسكِ هكذا ؟!
أين أنتِ من آخر صَيْحات المُوضة ؟!
أين مَلابسكِ التي تَزْهو بِألــوانِ الرّبيع ؟!
أين زينتُكِ و رائحةُ عِطرك حين تخرُجين ؟!
أين أصواتُ الموسيقى , و أغانيكِ التي تُطربُ المكان ؟!
فأبتسمُ وحَسب ..!
و أهمسُ إليكِ بصوتٍ دَفين :
وَدَدْتُ لو مُدّتْ يَدايَ إلى عالمكِ لتأخذكِ مِنه !
لتُبْعدكِ عن لَهْوِ الصّحابِِ !
عن أوقاتٍ تُهدرينَها في مُكالماتٍ بلا جَدْوى !
عن تَبادُلِ أقمشة حَملتْها لكُنّ رياحُ الغَـربِ !
عنْ ألوانٍ اعْتادَتْ رسمَ تَفاصيل وَجْهِك !
تعالـي
فهنا شهدٌ اعتدْتُ حَلاوَته !
و لتُدركيها ؛ عليكِ التّحليق عاليًًـا ,
و التَّجَـرُّدَ من كلّ ما يَـربطكِ بِعالَمِ الحَيـاة !
تَعالي لأخبركِ عن ساعاتِ الحنينِ و مُرورِها ,
عن لحظاتِ فقدٍ تَحلمُ باللِّـقاء ..!
تتبَّــعي خُطواتي , وَ دَعِيها تَأخُذكِ حيثُ الأمان ,
حَيثُ السّعادةُُ و الهَناء !
تَعاليْ و لنستقبلُ سويّا إشْراقةَ صُبحٍ جديد !
و نُــحلّق بأجنحتنا
لِننــفضُ عن قلوبنا شوائِب الحياة ,
فنَطأَ الأرض ثانيةً و قدْ باتَتْ أفئدتُنا تسكُنُ البَياض ..!
حينها فقطْ سأطلقُ بين تلك الرُّبوعِ رَنين ضَحكاتي ,
و أَهْجُر تلك البَسمة الحزينَة إلى الأبَـد !
()*
الروابط المفضلة