:
هُنا لأخطّ لهم ...
بأنّ قلوبنا معكم وإنْ باعدَ بيْننا البيْن
إخْوانٌ لكم وليْسوا في أوْطانكم
لكنّ قلوبهم سكنت أعْماق ثراكم
رسالةً سأجْعل حروفها بسيطة ...
أبْعادها عميقة ...
علّها تبْدو فاخرة كما يجب قبْل أنْ تُقدم لكم
على أطْباق الوفاء
انْطلاقاً منْ حمْلة كلّنا للجنوب
ومروراً بحديث خيْر الأنام قوله صلى الله عليه وسلم :
" المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ؛ يشد بعضه بعضا ، وشبك بين أصابعه "
وقوله صلى الله عليه وسلم :
" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد ؛
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر
."
بخيوط الشّمْس التي أشْرقت وبدّدت
سحب الغمام المُتراكم
بقطرات الدّم النّدي التي ما زالت غضّة
ترْسم شموخاً وهمماً أبيّة
بريحة النّصْر الواعد القادم
أنْسج حروفس لتلْكَ الثلّة التي مضت نحو العُلا قُدماً ,,~
إلى أهالي النّشامى ~
نِعْم التّرْبيةِ أنْتم سطّر أبْناءكم أرْوع فداء
كتبوا التّاريخ بسواعدهم بنوا المجْد بصدْق البذْل والفداء
لمْ يتوانوا لحْظة عن الواجب والعطاء
شدّوا سواعدهم وعزموا رباطة الجأْش
ليتوْجوا بلادهم وأوْطانهم
فحقاً نِعْم الأهْل أنْتم ونِعْم الأبْطال هُم أبْناؤكم
إلى أهْل الأسود ~
وموْطن العرين اللذينَ فقدوا أبْناءهم
وفلذات أكْبادهم
أقول لكم أنْ هنيئاً لكم
فقدْ خضّبوا بدمائهم ثرى تُراب الأوْطان
صبّركم الموْلى على جميل العطاء
وأيّ عطاءٍ أعْلى منْ وسام الفخْر للموْت في سبيل الله
- ونحْسبهم كذلك -
أصرّوا أنْ يُلْحفوا تُرابهم بلوْن الدّماء
وأنْ يهيمَ على ثراهم ليُخْبر العالم
أنْ نحْنُ ماضوون والبذْل رخيصٌ لأجْل الجنان
إلى أولئكَ الماضون على العهْد ~
اللذين فارقوا الأحبّة
وأحْكموا مسْكَ خناق الضّعْف
كانَ الصّبْر ارْتواءهم والعزيمةُ تاجٌ اسْتحقته نفوسٌ كنفوسهم
أبوا الوقوفَ مكْتوفي الأيْدي
لبّوا النّداء فمضوا إليْه مسْرعين
تحْتَ راية النّصْر أو موْتٌ بيْن أحْضان الثّرى
لكم الله يا شهامى ...
إنّ منْ عاهد نفْسه بالمُضي
وجعل ربّ الأنام نصْب عيْنيه لبلوغ العُلا في هذه الفانية
فإنّ الله معه ما دام معَ الحق وللحق يمْضي شامخاً أبيّ
إلى تلْكَ الثلّة الراغبة في العطاء
و |[ لا تسْتطيع ]| ~
أقول ..~
ثقوا بأنّ حروفكم كبيرة
وصداها عميقٌ في الوجود
فلا نمْلكُ لهم سوى حروفٍ نسْأل الله أنْ تكون
كالسّيوف ونصْلٌ سديد
فأنْتم أهْلٌ للعطاء
فدعْمكم المعْنوي لهم حتْماً يصل فقلوبكم معْ قلوبهم
وإنْ لمْ تسْتطع ~
فقد أنْعم الله عليْنا بألْسنٍ وستكون ذاكرة بإذْن الله
فليكنْ لهم نصيبٌ منْ دعواتكم فلا سلاح أقْوى منْه لدعْمهم
يقول الله تعالى :
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
وفي ختام بريدي لهم
أسْأل الله أنْ يحْمي بلاد المسْلمين
ويزْرع الأمْن فيه ويحْفظَ ثراهُ وكيانه
منْ شرّ المُعْتدين
..
..
..
بقلم ابْنةً لكم وتبْعدكم
نديّة الغروب
..
الروابط المفضلة