يعتبر العرف من قواعد القانون الوضعي للمكانة المتميزة التي يحتلها داخل الأوساط العربية لدرجة انه في القديم كان قانونا يتحاكم الناس إليه.
قانون الهي مقدس دون نقاش وفي جميع الأديان ما أحله الله حلالا وما حرمه فهو حراما.
بعد عقد القران تتعدد الألقاب التي تطلق على العريس، فالبعض يسميه الخاطب وهذه تسمية خاطئة
لأنها تكون أيام الخطوبة ولا يترتب عنها أية التزامات فهي وعد بالزواج وليس زواجا.
والبعض يطلق عليه اسم الزوج لأن العقد بشروطه قد تم وهنا الإشكال: زوج بمعناه العادي والمعروف
وزوج بمعناه الضيق أي زوج مع إيقاف التنفيذ .
فبعد الملكة أو حفل عقد القران يجد زوجه نفسه أمام زوجته التي أحبها واختارها من بين الآف النساء؛
يجد نفسه مستقرا لكنه في نفس الوقت لا علاقة له بالاستقرار.
يرى زوجته كالماسة الناذرة محاطة بسياج من العادات والأعراف والتقاليد وجيش من الحراس متمثل في عائلتها والقيم التي توارثوهن.
الزفاف ليس قبل 9 أشهر أو أكثر ،والعقد قد تم بشروطه وأركانه وهذه الفتاة أصبحت زوجتك يحل لك منها ما يحل للزوج من زوجته ،لكن …..
ينبغي لك مجانبتها وعدم الإقدام على ما لم تجر العادة بالإقدام عليه منها في هذه الفترة حتى تزف لان العرف السائد يستقبح مجامعة الزوج لزوجته قبل الزفاف (((وهذا ما يسمى بتقييد المباح وذلك حفظا لمصالح العباد ودفعا للمفاسد التي قد تترتب على هذا الفعل والفتاة لا تزال في بيت أبيها.
*إذا تمت معاشرة بينهما في تلك الفترة وحصل الحمل فقد لا يستطيع الزوج إتمام الزفاف لسبب من الأسباب فعندئذ تظهر علامات الحمل على الفتاة وهذا ينعكس عليها سلباً وعلى زوجها
وماذا لو قدر الله سبحانه وتعالى وفاة هذا الزوج قبل الزفاف وكان قد عاشرها وحملت منه فلا شك أن مشكلات كثيرة ستقوم ستؤدي إلى نشوء نزاعات وخصام.
*وهنالك احتمال أن يقع سوء تفاهم بينهما وقد يصل الأمر إلى الفراق بالطلاق أو غيره فحينئذ ستكون الفتاة في موقف صعب جداً وكذلك إذا تم الزفاف وكانت المعاشرة قد تمت قبله فقد يطعن الزوج في عفاف زوجته وهذا يوقع الفتاة وأهلها في مشكلات عويصة .)))
لهذا وضع العرف قواعد وحواجز وخطوط حمراء بين الزوج وزوجته قبل الزفاف .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم**إذا دعا لرجل امرأته إلى فراشه ،فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح**
وقال صلى الله عليه وسلم **والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعوا امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها **
إذن أين نحن من هذه الأحاديث أليس العقد مستوفي شروطه الم يتم الإشهار عند حفل عقد القران
إذن أليس هناك ذنب في تعارض العرف والشرع؟
كيف أن الله يدعو إلى العفة حتى نتزوج ولما نتزوج يمنع ويحرم على الأزواج ما أحله الله لهم ؟
لان تجهيزات العرس غير متوفرة حاليا والإمكانيات له غير موجودة
والشقة وجهاز العروس و...و... و
وشكليات تافهة تجعلنا نؤجل الزفاف ونشعل نار المشاكل ونؤجج العواطف و الشهوات
ويغضب الزوج من زوجته
وتصبح العروس تائهة بين طلب زوجها وقيود الأعراف
العرف لما وضع منذ زمن بعيد ،كان منطقيا لان الخطبة وعقد القران والزفاف كلها كانت تتم في أسبوع أو أسبوعين ، كانت الأمور مستورة والفضائح غير منتشرة
والخجل والأخلاق كانت عالية.
أما في زمننا هذا كيف للزوج أن يصبر وقد انتشرت الفواحش بشكل مروع فضيع
بشكل يصعب على المرء أن يضبط نفسه ويتحكم في مشاعره إلا من رحم ربه
إضافة إلى تمديد فترات الخطوبة والملكة إلى شهور وسنوات حتى أصبح الزواج بدون معنى
وفقد كل معانيه الجميلة
تبقى الإشكالية مطروحة والمشكل عويص لا يعاني منه سوى العروسين اللذين لا يجدا سوى الصمت
والرضاء بما هو مكتوب
أو التمرد عن الوضع وخلق مشاكل كثيرة قد تنتهي بالطلاق أو ....أو...
رغم ما قلت ورغم ما يقال من مبررات تستعملها الفتاة التي اسميها بالطائشة والزوج الاناني الذي في حال طلب المعاشرة الزوجية قبل الزفاف،يبقى في الاخير على الفتاة الحفاظ على نفسها وبالمعنى الاصح على عذريتها الى حين الوقت المعلوم .
فالشرع يحترم العرف والفتاة لم تصبح زوجة بعد في نظر العرف
وضحايا المعاشرة الزوجية امام المجتمع قبل الزفاف كثيرة
فهدا احمد الذي يحس أنه تزوج رغما عنه لأن زوجته حملت منه في فترة الملكة
فهو لم يجامعها في الحرام لكنه لم يكن قد دخل بها رسميا ولأنه بعد الحمل وزواجه المحتم منها مع الضغوطات التي مروا بها والخيارات المحدودة جعلوه يحس وكأنه في سجن يعيض بلا جسد ور روح مع زوجته التي تحس نفس الاحساس وتطلب الطلاق
اما محمود فقد قال جملة واحدة لو تركت نفسها لي لطلقتها
وريهام التي عاشرت زوجها معاشرة تامة وتوفي في حادثة سير مروعة جعلتها تبكي على نفسها اكثر مما بكت على زوجها فالعائلة لا تعرف
أما ليلي فقد تركها بعد أن شبع ومل منها ،واخبرها بذلك بأنه أصبح لا يحس
اتجاهها بأي إحساس وأنه يتوق ليعيش حلاوة ليلة الدخلة وذكرياتها الجميلة
هؤلاء صورة مصغرة لصورة الرجل العربي والشرقي بصفة عامة،
لأنها تربيته وثقافته وأفكاره التي توارثها وتربى عليها .
فزوجك ان طلب منك المعاشرة فاعرفي كيف تتملصين، منه باقناعه، او بطرقك الانثوية الخاصة
لأنها لحظات ضعف يحس بها وستمر ،لهذا انتبهي الى النتيجة التي ستأتي بعدها .
لهدا تبقى هناك حلول لتفادي المشكل
1/نقاش الزوجة مع زوجها في هذا الأمر بطريقة منطقية والتشبت بمبادئها وأفكارها لأن الرجل مهما ناقش معك بتفتح فيبقى رجلا عربيا لن يرضى لأخته ذلك ،
2/عدم تسرع الخطيبين في عقد القران ان كانا غير مستعدين لاقامة الزفاف
3/ تقليل الفترة الفاصلة بين العقد والزفاف قدر الامكان
4
/اما بالنسبة لطاعة الزوج فهي تجب في هذه الحالة حتى تنتقل الزوجة الى بيت الزوجية ،أما في بيت والدها فالطاعة لأبيها
اياك ثم اياك ثم اياك أن تفرطي في عذريتك،وتضيعي حلاوة أول ليلة لك في بيت زوجك ،فذكرياتها لا تنسى .
فبدلا أن تتزوجي وأنت دليلة النفس أمام زوجك ومرعوبة أن يفارقك ، اجعلي نفسك الوردة التي يتمنى قطفها
وكما نقول في المثل المغربي **شوّقيه ولا ذوّقيه **
أي اجعليه يشتاق لك ولا يذوقك
دمتم بود
ََََ
الروابط المفضلة