وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حياك الله أختي بشبشة
موضوعك هذا بذات هو شغلي الشاغل في بلاد الغربة ....
كم مرة فتحت باب النقاش و الحوار و الأخذ و الرد مع أخوات يقيمون هنا في بلاد
الغربة ، أبنائهم بكل أسف لا يتكلمون إلا بالغىة أهل البلد الذين يقيمون بها ،
لماذا ؟ الجواب يأتيك بكل برود من أغلب الأمهات ( المشكلة أنهم بيستسهلوا الحديث بهذه اللغة ) !!!!!!!!
السبب و المبرر لهؤلاء الأمهات أن أبنائهم يتحدثون مع الجميع في المدرسة و في الشارع
بهذه اللغة ، و مع الوقت أصبحت هى لغتهم .....( عذراً غير مقنع بكل تأكيد )
وحين أسأل لماذا أنتم لا تتحدثون معهم في البيت بالغتكم الأم ؟
يكون الجواب ...نحن نتحدث معهم و لكنهم يردوا علينا بهذه اللغة !!!!!
في مرة قلت لصديقتي التي تطوعت بأن أعطي أبنائها بالغة العربية،
من شدة حزني و أسفي عليهم ، قلت لها أفضل حل أنك لا تلبي أي طلب
لأحدهم حتى يسألك بالعربي و تجيبيه بالعربي أيضاً ، هذه طريقة أعتقد
مع الوقت سوف تنجح معك و يصبح أبنائك يتشجعوا على الكلام بالغتهم الأم ،
قررت أن تفعل و لكن هل إستمرت ..؟ بكل أسف لا !!!!!!
في مرة خلال أحد الحصص التي كنت أعطها للأولاد و عددهم ثلاثة ..
قلت لهم هل تعرفوا في الخارج الآن الدنيا ليل أم نهار ؟
لا جواب !!!!! حسناً سوف نسأل بطريقة أخرى ...
هل الذي ينير الدنيا الآن الشمس أم القمر ؟ (الوقت كان نهار ) ....
لا جواب بل الصدمة كانت حين سألوني ما معنى القمررررررررررررررر !!!!!!
الحسرة تعتصر قلبي حين أتذكر هذه الأحداث وما و صل إليه معظم أبناء المسلمون
في الغربة ......
في المدرسة الإسلامية التي أعمل بها الكثير و الكثير من الأحداث المشابهة
التي أتعرض لها كل يوم ،
في مرة قلت لأحد التلاميذ ما معنا هذه الكلمة ( كانت بالعربية و هى كلمة بسيطة جداً )
لم يعرف و من شدة ذكائة كما يعتقد قال لي حسناً ما معنا هذه الكلمة
(كانت بالأنجليزية ) قلت له لا أعرف نظر إلي بإستغراب و قال ..
أنت مدرسة و لا تعرفي !!!! قلت ... أنت تستغرب أني لا أعرف معنا كلمة
ليست من لغتي بل بالغة غريبة عني و لكن هل نظرت الى نفسك
أنت لم تعرف معنا كلمة من الكلمات البسيطة جداً و فوق ذلك بالغتك الأم اللغة
العربية لغة القرآن الكريم ، من يحق له الإستغراب أنا أم أنت ؟؟؟؟
المواقف كثيرة وجميعها تحمل الكثير من التناقضات من الأهل أنفسهم ،
قبل فترة ليست بالبعيدة قالت لي أحد الصديقات وكانت تجهز للسفر
تريد أن تذهب للوطن لقضاء إجازة الصيف مع أفراد العائلة
قالت لي وبالحرف الواحد ( و الله لا أعرف ماذا أفعل حين يسألني الناس
و خاصة عائلة زوجي لماذا أبنائك لا يتكلموا العربية ) كان جوابي من غير تفكير
و بسرعة البرق أجبت ..... إن أحد وجه لك هذا السؤال أجيبي
لأن والدهم و أنا لا نتكلم معهم إلا بهذه اللغة و نسينا بأننا عرب .....!!!!!
نظرت إلي بدهشة و كأني صفعتها بكف على وجهها !!!!!!
قلت لها على الفور أليس هذا هو السبب الحقيقي ...؟ ما ذنب الأطفال بذلك
اللوم كل اللوم يقع عليك و على والدهم و خطيتهم في أعناقكم أمام الله تعالى .
هناك سؤال دائماً ما أطرحة على النساء الذين لا يتحدثون مع أبنائهم إلا بالغة
غير لغتهم و بتفاخر ويا للأسف ..... السؤال ...
(هل يا ترى لو ذهبت أحد النساء الأمريكيات أو الأوربيات وأقامت في أحد الدول العربية
لمدة عشرة أعوام أو أكثر هل سوف تتحدث مع أبنائها بالغتها الأم أم بالغة أهل البلد
التي تقيم بها ؟ و هل أبنائها سوف يعودون إلى بلادهم و هم لا يجيدوا التحدث بالغتهم الأم ،
بكل تأكيد من المستحيل أن تفعل لا هى و لا زوجها سيقبل بأن يعلم
أحد أبنائه لغة أهل البلاد الذي يقيم بها و ينسيه لغته الأصلية ،)
لماذا نحن نتهاون و نتساهل بالغتنا الجميلة بكل ما فيها ألا يكفي أنها لغة القرآن الكريم ،
ألا يكفي أنها لغة سيد الخلق نبينا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ،
الحديث يطول و يطول و الحسرة في القلب باقية على ما آل إليه بعض الآباء
هداهم الله ،
غاليتي بشبشة أعتذر عن الإطالة .
تقبلي خالص الود .
الروابط المفضلة