تشييع عبد الواحد هنداوي مجزرة بحق ابناء حلب
14 . 4 . 2012
خرجنا في موكب الشهيد متجهين نحو جامع الرشيد للصلاة على جثمانه الطاهر لم تكد تنتهي الصلاة .. كانت الكلمات مازالت
الله اكبر .. ومازالت الناس تصلي
بدأ اطلاق النار
قنابل مسيلة للدموع .. رصاص .. تبعه انفجار قوي( قنبلة صوتية ) هز منطقة الاذاعة
انسحبنا من ساحة الصلاة .. تحت ضغط دخان القنابل المسيلة للدموع ..
شخصيا لم استطع ان اركض مسافة قصيرة كنت اشعر بحالة اختناق حادة وكثيرون مثلي .. سارع رجل من اهل الحي لأمساكي ووضع بصلة على انفي لكي اصحو ..
وراءنا كان هناك ليس معركة .. فالمعركة تشترط وجود اسلحة وتكافأ قوى
كان هناك مجزرة شبان يحاولون مجابهة الامن بالحجارة من اجل التغطية على بقية الناس لينسحبوا
سقط العديد من الجرحى تتالت الانباء سريعاً بسقوط حرائر ايضاً جريحات
لا اعرف اصابتنا حالة من الغضب واللاوعي .. عاودنا التجمع امام منزل الشهيد في الساحة هتفنا لله وللجيش الحر وللحرية بينما كان الكثير من الشبان يركضون نحونا ليأخذو بعضاً من الحجارة ويسارعو باتجاه الجامع لمقارعة الامن
التشييع لم يبدأ يا ناس .. لقد بدأو فقط بالصلاة والصلاة لم تنتهي بعد، أي اجرام وغدر ومن ثم اقتناص شبان وفتيات
مضى وقت طويل حيث اعتصم عدد كبير عند خيمة العزاء متظاهرين وقسم كان يحاجر الامن
الجرحى تكثر .. ولا يوجد مشافي ميدانية مؤهلة حتى لتكون برتبة مسعف كفؤ .. والمنطقة محاصرة من الامن
( انا عم احكي الحقيقة مع احترامي للمسعفين بس نحن هلق عم نحتك مع الجرحى وقبل ما كنا منعرف ضرب الابرة كيف )
احضر لنا اهالي المنطقة كميات من المياه .. وكيس كبير من البصل ( يستخدم للاستنشاق بعد استنشاق الغازات المسيلة للدموع )
قلبي متعب وعقلي لا يستطيع استيعاب هذا الوضع الانتحاري الذي نحن فيه
فلا مغيث سوى الله .. وهذه الارواح تسلب الآن بكل بساطة
وصل بي الامر ان قلت لبعض الفتيات دعونا نذهب ونتحدث مع الامن كفى ، نحن سلميين ولايوجد اي مسلحين ولا يمكن ان نقبل بمجزرة وقنص ..
ردت احداهن :
( ليش الامن تارك مسافة ليفهمنا حتى نحكي معو))
----------------------------------------------------------------------------------------------------
وبعد اخذ ورد وغضب بسبب ازدياد الجرحى والخناق واصرار البعض على الاستماته دون المنطق طالب بعض الشبان عبر مكبر الصوت الامن بالانسحاب لكي ننسحب من المنطقة فماذا حصل ؟؟
اقتحم الامن الساحة ممطرينها بالرصاص هنا تفرقنا داخل الابنية
لاح لي جسد فتى صغير يحمله الشبان وثيابه مليئة بالدماء أدخلناه معنا في البناء الذي
له بوابة حديد مفرغة يسترها لوح بلاستيكي شفاف اغلقناه ..
بدأنا بطرق الابواب ..(( يا اهل الخير افتحونا.. ))وما من مجيب
ماهو تعريف الوقت في مثل هذه اللحظات .. عندما لمحنا خيالات الشبيحة وقوات الامن تطرق باب البناء الحديدي وعندما لم تنجح في فتحه قامو بكسر اللوح الشفاف ..كل ما فكرنا به هو الاندفاع لأعلى البناء ، ولم نعدم اهل الخير
فتح لنا فتى وامه باب منزلهم فاندفعنا به وما ان اغلق الباب .. كانت اصوات الشبيحة والامن تملأ الدرج
لم نشعر بخوف .. فقد ادركنا ان القدر الذي فتح لنا هذا الباب قادر ان يفتح اي باب موصد في وجه الاحرار
في وجه الحرية
غادرت لاحقاً المنزل مع صديقة لي بعد ان سبقنا الشباب وغادرو قبلنا لأستكشاف المنطقة من أجل اخراج الطفل الجريح ( تم اسعافه من قبل الهلال الاحمر )
كان الشارع في حالة مأساوية .. خيمة العزاء احترقت
والكراسي والمكبرات وكل شيء اصبح قطعا مفتته خراطيش الرصاص تملأ المكان ودخان الغازات مازال يسكن الجو
الهلال الاحمر منتشر في المنطقة .. في حين سيارات الامن المدنية تراقب خروج اي جريح او مصاب لتلاحقه
أخيرا .. انا جواتي في الف صدمة
ليش هالاستهتار بأرواح الشباب
ما اختلفنا الامن حقير وعم يضربنا رصاص ع الصايب على عينك .. بس انو كنا ب 5 جرحى صرنا ما نعرف كم جريح وكم واحد تصاوب ، نتيجة بعض الشباب اللي تركت العاطفة تقودها وليس الوعي
1 – هتفوا بالمكبرات في جيش حر .. وصار الامن كلب مسعور .. لك صدقوا في جيش حر
2- محاجرة امن بدون مولوتوف بكمية كبيرة ما بتجيب نتيجة .. كانوا فاتحين زخ رصاص وقنص
3- انا مو ضد الشهادة .. انا ضد انو نندبح و ما يصير خسائر بصفوف الامن وبهيك حالة الافضل نتجه للانضمام للجيش الحر
اليوم الاصابات والدماء وضرب الرصاص اللي صار بتخلي اي عاقل يغادر المنطقة ومع ذلك احرار حلب الشهباء الله يحميهم والحرائر ما غادروا ولا هز الخوف نفوسهم لحظة وحدة .. وهي حلب هاه هاه
بدي الكل يدير بالو ع حالو لأنو قيمة الواحد فيكم بحلب بتسوى ألف و رح نستمر بنفس الشجاعة بس بوعي وحكمة
كان من المفترض اليوم يصير في رفع لافتة بتقول ::
((أريد أن أعيش حرا
و أعشق عمري لأني اذا متُ أخجل من دمع أمي
اوقفوا قتلنا .. اوقفوا دمع الامهات))
بس المؤلم انو الصبية اللي ع اساس رح تحمل هاللافته .. اصيبت
وكل شوي بتفاجأ بخبر صاعق
عن احد الاحرار
يارب
(ونعشق عمرنا لأننا نحلم بوطن لكل السوريين لذا نحن جديرون بأن نعيش أما الاسد و اللانسانيين المقبرة ستكون نصيبهم)
حلب مقبرة الاسد
الروابط المفضلة