فنانة مصرية صماء بكماء.. فضحت جرائم بوش في العراق وفلسطين وأفغانستان..السفارة الأمريكية رفضت منحها تأشيرة دخول بسبب مواقفها الوطنية والاسلامية
15 يوليو 2008 - 11:10 صباحا
فنانة مصرية صماء بكماء.. فضحت جرائم بوش في العراق وفلسطين وأفغانستان..السفارة الأمريكية رفضت منحها تأشيرة دخول بسبب مواقفها الوطنية والاسلامية
حنان النحراوي :- - أحمل هموم الوطن على كتفي وأعبر عن ذلك بفرشاتي وألواني.
أحيانًا كثيرة يكون الصمت أبلغ من الكلام، وإذا فقد الإنسان شيئا عوضه الله خيرا منه.. هذا ما حدث مع حنان النحراوي تلك السيدة الصماء البكماء التي أكملت عامها الـ 45 منذ شهور قليلة.. وهي من مواليد محافظة الغربية.
أصيبت حنان بالبكم والصم في عامها السادس.. إثر إصابتها بحمى شديدة ألحقتها بطابور المعاقين.. التحقت بعد ذلك بأحد معاهد الصم والبكم في شبين الكوم.. ساعدها على تنمية موهبتها في الرسم واستعمال الفرشاة والألوان..
بعد حصولها على الدبلوم المهني التحقت بجمعية الفن الخاص جدًا، ومقرها الرئيسي أمريكا وهي خاصة بالمعاقين.. تزوجت بعد ذلك وأنجبت ولد وثلاث بنات.
وإذا كانت حنان قد حرمت من نعمة السمع والكلام..فقد منحها الله قوة البصر والبصيرة وشدة الإحساس.. تقول عن نفسها بأنها تسمع بألوانها وتتكلم بفرشاتها.. فالألوان والحركة هما تعبير وإبداء رأي بالنسبة لها تجاه قضايا مجتمعها.. فتارة تعبر عن البطالة، وأخرى تصور المذابح التي تحدث في فلسطين والعراق وغيرها.. تقابلنا معها.. واستعنا بخبيرة في ترجمة الاشارات لنتواصل معها.. ودار هذا الحديث:
في البداية تقول حنان: اكتشفت موهبتي في التعامل مع الألوان والرسومات حينما كنت في الثامنة من عمري.. بمعهد الأمل للصم والبكم بالغربية حين طلب مني مدرس الرسم أن أرسم آية قرآنية.. وبعدها بدأ الجميع في تشجيعي.. وبدأ المدرسون في متابعة رسوماتي.. وكنت وقتها أقوم برسم نفسي كثيرًا في وسط تجمع كبير من الناس مميزة نفسي بعلامة معينة.. واخترت أن أظهر بين الناس في الصورة لأنني لم أستطع أن أندمج معهم في الحقيقة..
ورغم أنني لا أجيد القراءة والكتابة ولكني أتابع الأحداث على شاشات التليفزيون.. ثم دخلت بعد ذلك في التعبير عن قضايا المجتمع بالرسومات..
مذابح في ارض العرب
وعن أهم القضايا التي رصدتها تقول حنان: المذابح التي تجري على أرض العراق وفلسطين ولبنان والسودان، والقضايا المثارة داخل مصر من فقر وبطالة وتدني مستوى المعيشة بالإضافة إلى الحوادث مثل حوادث السكة الحديد.. تكره الحروب والدمار وتعشق السلام والحب والمودة والتضامن والقيم السامية التي حث عليها الإسلام.
وعن كيفية اختيارها لمواضيع رسوماتها تقول: أختار رسوماتي بالإحساس.. ومن الممكن أن أختارها وأنا نائمة أحلم بالصورة وأقوم من النوم فأرسمها.. ومن الممكن أن أتخيلها كتعبير عن معنى أحبه كالسلام والصلح والحرب والمذابح والحب والحنان، وإن أحبت أحدًا أقوم برسمه على الفور..
وتضرب مثالا بأنها قامت برسم صورة عن معاناة أطفال لبنان خلال الحرب التي قامت بين حزب الله وإسرائيل من خلال مشاهدتها لطفل على شاشة الفضائيات.. وهو مشرد فتألمت لذلك وقمت برسم لوحة للوجه القبيح لإسرائيل..
وعن البلاد التي زارتها وعرضت لوحاتها.. تقول كثير من الدول الأجنبية مثل الصين وتركيا والإمارات وهونج كونج واليابان بالإضافة إلى العروض الداخلية وذلك بمساعدة جمعية الفن الخاص جدًا.
وعن البلاد التي تم منعها من السفر إليها وأسباب المنع.. أجابت حنان : منعت من زيارة أمريكا.. للمشاركة في أحد المعارض بسبب رسوماتي التي عبرت فيها عن معاناة الشعبين الفلسطيني والعراقي وما يرتكت من مذابح ضدهم.. وقمت بتوثيق تلك المذابح في لوحات رسمتها.. والأمريكان اعتبروني من الإخوان المسلمين.. ورفضوا منحي التأشيرة.. ثم عادوا وعرضوا علي السفر لكن بشرط واحد هو ألا أقوم برسم صور ضد أمريكا وإسرائيل.. وتضيف حنان : انني ارفض هذا الشرط لأن ديني وإسلامي يفرضون علي أن أرسم أي شيء يغضب أو يضر بالبشر، وأن أوثق تلك المذابح التي تدور على أرض العروبة والإسلام مهما كلفني ذلك حتى لو كانت حياتي..
الانتفاضة
و عن اللوحات التي أعدتها لعرضها في أمريكا أجابت: كنت ذاهبة إلى أمريكا ومعي ست لوحات رسمت في بعضها أفواج من الحمام تطير وأخرى مذبوحة كناية عن انهيار السلام وتحوله إلى خرافة، وعملان يجسدان أطفال الانتفاضة ورميهم لليهود بالحجارة..
وحول رؤيتها للفن بصفة عامة.. قالت: الفن له تأثير كبير خاصة في الدول المتحضرة.. وللأشخاص الذين يفهمون قيمة الفنون ويقدرونها، والدليل على ذلك رفض السفارة الأمريكية لرسوماتي ومنعي من دخول أمريكا منذ ثلاث سنوات..
وعن الجوائز التي حصلت عليها حنان تقول بأنها حصلت على خمس وعشرين جائزة على مدار حياتها الفنية.. أهمها جوائزها عن معارض جمعية الفن الخاص جدًا في هونج كونج عام 1992م والشارقة عام 1999م.. وتركيا سنة 2000/2001م والمملكة العربية السعودية عام 2004م.
وعن عملها قالت أعمل في إحدى الشركات منذ خمس وعشرين عامًا.. وكل العاملون متعاونون معي ويقومون بمساعدتي لأنني الوحيدة من الصم والبكم.. كذلك يستعينون بي في أكثر من دولة لتعليم المعاقين من الصم والبكم الرسم مثل الإمارات بجمعية بنت محمد القاسمي لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
وعن مصر ورعايتها لموهبتها وما تتمناه هي قالت: في مصر لا أحد يساعدني.. وأنا أريد أن أعمل هنا في مصر.. وأقوم بتدريب جيل من الفنانين بالكامل أغلبهم من الصم والبكم وذوي الاحتياجات الخاصة.. ولكن تقف في وجهي الإمكانيات وعدم الاهتمام بتلك الفنون.. ففي مصر يهتمون بالمعاقين أكثر من الصم والبكم الذين يتركونهم بدون رعاية..
--------------------------------------
سبحان الله يهتمون بها في معظم دول العالم وتنال الإهتمام والتكريم .. وفي بلدها مصر أم الدنيا ، لا حياة لمن تنادي .. نحن مبدعون في قتل المواهب في كثير من الأحيان ....!!!
الروابط المفضلة