قصة المعلمة الصغيرة
كنت في المرحلة الاعدادية مازلت صغيرة في السن ..كنت اهوى متابعة الدروس الدينية في المساجد والمراكز وحلقات تفسير القران والحديث الشريف كنت ألاحقها أينما كانت منذ صغري ...
كنت مدمنة على سماع أشرطة الخطب الدينية (الشيخ كشك ...الخ ... كنت أملك جهاز تسجيل صغير خاص بي وأقوم بكتابة كل كلمة يقولها الشيخ على دفتر خاص بي كبير يضم مجموعة الخطب (هذا عن الصلاة وهذا عن سماع الاغاني وحكمها وهذا عن التواضع ...الخ
الى ان جاء هذا اليوم ....
كنت في احدى مسجد انتظر حضور الداعية لأسمع خطبتها واستفيد منها ...الحضور بالحلقة كان كله نساء وأنا الصغيرة بينهم ...
تاخرنا كثيرا في انتظار الداعية ...مرت نصف ساعة ..ولم تحضر ...ساعة ...ولم تحضر ...قررت النساء الذهاب من المكان ...ألهمني ربي لأنطق بجملة مفادها (أرجوكم لا تتركوا المكان بدون أي فائدة ..حضوركم الى هنا طيب ...دعوني أقرأ لكم آيات من القران الكريم ...ونتحدث سويا في أمر من أمور ديننا )
نظرت اليهم .... بدت في عيونهم علامات الضيق وكأنها عبارة تصل لي منهم مفادها ( انت طفلة وتريدين وعظنا ؟؟!!!)
تجاهلت الامر ..وحملت المصحف وبدأت في تلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم ....رزقني الله جمال الصوت وعذوبته الحمدلله ...هذا من فضله ....عندما بدأت التلاوة تجمعت حولي النساء ...تسمع صوتي ... وبعد أن فرغت من التلاوة ..نظرت اليهن ..وجدت نظرات الاعجاب في عيونهم ..وأخرى تقول ..ما شاء الله عليكي صوت رااااائع ..الخ
بدات في المحاضرة اتحدث معهم عن خلق المسلم وضربت امثلة من الواقع حتى لا تمل النساء من السرد ...الخ
وبعد ان انتهيت من الدرس استغربت من النساء حين قرروا تفريغ يوم كامل لي لحضور دروس معي مرة بالاسبوع ...
ومن يومها بدأت مسيرة المعلمة الصغيرة ...
أحمد الله جل وعلا على نعمه الطيبة فقد رزقني جمال الصوت وقدرة الاقناع ومهارات عدة كانت سبب في نجاح حياتي ...
فلا تستهين بقدراتك ... ولا تقل أنا ما زلت صغير السن ... بامكانك فعل مالم يستطع فعله الكبار حتما ...
الروابط المفضلة