تابع قصة سيدنا إبراهيم
خليل الله أبو الأنبياء
أنتهت بنا القصه عندما بشر الملائكه سيدنا إبراهيم وزوجته ساره بأنها حامل وسوف تلد إسحاق ومن بعد إسحاق يعقوب
بمعنى أن يولد لإسحاق أبن ويسمى يعقوب
وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ
قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ
قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)
كانت هذه البشرى معجزه من عند الله الذى يقول للشئ كن فيكون
وأكرما لسيدنا إبراهيم على صبره وتنفيذه لأمر الله عندما ترك طفله الصغير
إسماعيل فى الصحراء مع أمه هاجر المصريه
وكذلك كانت هذه المعجزه مكافأه لصبر السيده ساره التى كانت فى الثمانين من عمرها على كفاحها مع سيدنا إبراهيم واخلاصها
وحبها له عندما بشرت ساره بهذه البشرى صارت غريزة الأمومه تسرى فى قلبها وأحست
أنها ظلمت إبراهيم بأبعاده عن أبنه إسماعيل فطلبت منه زيارة هاجر وإسماعيل وكان ذلك بعد عدة سنوات من تركه لهما عاد إبراهيم فوجد إسماعيل قد صار فتى فتعلق به
قلب إبراهيم وأحبه كثيرا ووجد المكان وقد ملئ بالناس الطيبين الذين تربى معهم إسماعيل فأطمئن عليه وعلم أن الله قد أستحاب دعوته
التى دعا بها عندما تركه وامه معا فى الصحراء بين الجبال
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)37 إبراهيم
وظل يتردد بين فلسطين ومكه ليرعى كلا من ساره وهاجر و ذات يوم كان إبراهيم نائما عند هاجر فرأى منام أفزعه جدا رأى أنه يذبح إسماعيل ورؤى الانبياء وحى
أذن هذا أمر من الله لإبراهيم أن يذبح أبنه الذى جاءه على الكبر
أنه أختبار صعب جدا جدا ولكن ماذا يفعل أنه أمر الله ولابد من تنفيذه فقال لأبنه
(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ)102 الصافات
ما أجمل أن يكون إسماعيل بهذه الاخلاق وهذا الايمان وهذه التضحيه والاستسلام لأمر الله
نتأمل رد الابن انسان يعرف أنه سيذبح
فيمتثل لأمر الله ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده
(إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)
هو الصبر على أي حال وعلى كل حال
وربما استعذب الابن أن يموت ذبيحا بأمر من الله
ها هو إبراهيم يكتشف أن ابنه ينافسه في حب الله لا نعرف أي مشاعر جاشت
في نفس إبراهيم بعد استسلام ابنه الصابر
وأي صراع هذا الذى نشب في نفس إبراهيم بين عاطفة الابوه والابن الذى جاء على الكبر والطاعه لأمر الله
لكن إبراهيم لم يسأل عن السبب وراء ذبح ابنه
فليس إبراهيم من يسأل ربه عن أوامره
وهكذا كان الاتفاق بين الاب والابن على الذبح
ولكن رحمة من الاب جعل الصبى يرقد ووجهه إلى الارض حتى لايرى السكين وهو يذبح
قال تعالى :
(فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ)103 الصافات
وعندما تم الاستسلام من كلا من الاب والابن لأمر الله رفع الله البلاء عنهم
(وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإبراهيم ,قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ,وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)107:104 الصافات
[CENTER]وهكذا نجا إسماعيل من الذبح بعد أن نزل سيدنا جبريل بخروف سمين كبير ذو قرون نزل به من السماء ليكون فداء لإسماعيل
وهو ما نقوم به فى الأضحى سنه عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وعلى جميع أنبياء الله ورسله
وفى فلسطين كانت ساره تستعد لولادة إسحاق فماذا كان بعد ذلك
لنا لقاء قريب أن شاء الله
اللهم أجعله عملا خالصا لوجهك الكريم
]
الروابط المفضلة