كتبت بواسطة
noran5
بسم الله الرحمن الرحيم
* القضية الثالثة *
ــ ترك الزوجة لمنزل الزوجية عند حدوث خلاف كبير ــ
هناك بعض الزوجات عند وقوع خلاف كبير بينها و بين زوجها
أو تعرضها للاساءة البالغة تقوم بترك منزل الزوجية ..لانهاء الوضع المحتدم
أو كنوع من العقوبة الرادعة أو طلبا لتدخل الأهل بعد أن طفح الكيل
و كلنا ينصح بعدم استخدام هذه الطريقة كحل
لما لها من تبعيات خطيرة على علاقة الزوجين ببعضهما البعض
و على علاقة أهل الزوجة بزوجها
و لكن ما رأيكم و بعد مواكبتي لأكثر من حادثة من هذا النوع
أكتشفت أن هذه الطريقة تعتبر ناجعة في بعض الحالات
و مع بعض الأزواج .......... تحديدا
فهل تشاركيني الراي أم انك ترفضين هذه الفكرة رفضا باتا
في انتظار تفاعلكم الكريم
و الى اللقاء
أنا ضد ترك بيت الزوجية عند حدوث خلاف كبير
فالمرأة في الشرع لا يجوز لها الخروج من بيت زوجها بدون إذنه
فكيف بها ستتركه في حالة أنها غاضب أو وجد خلاف معه
عندها لن يكون من خير بين الزوجين إن هو تركها تخرج وإن هي خرجت
أين الأزواج من حديث الرسول الكريم صلوات الله عليه حين حثهم على الخير لزوجاتهم
حين قال صلى الله عليه وسلم:خيركم ، خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهله
والخير في حديث الرسول صلوات الله عليه مطلق يعني لم يضع له حدود ولكنه وضع لها
سمات وصفة محددة وهي الاقتداء به صلوات الله عليه حين قال: وأنا خيركم لأهله
فمن اقتدى برسول الله صلوات الله عليه بخلقه وأفعاله وأقواله فقد فاز وغنم
وأين نحن الزوجات من حديث رسولنا الكريم حين حثنا على الخير لأزواجنا
حين قال صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟
الودود الولود العؤود، التي إذا ظُلمت
قالت: هذه يدي في يدك، لا أذوق غمضاً حتى ترضى)
[رواه الدار قطني والطبراني وحسنه الألباني].
سبحان الله يعني حتى لو ظلمنا نحن الزوجات من أزواجنا فلا خير فينا
إن لم نعد عليهم ونلغي الخلاف بيننا
والخير في الزوجات محدد وموصوف وهو كما في الحديث السابق
الودود
الولود
العؤود
والتي لا تغمض عيناها قبل أن يرضى عليها زوجها وحتى لو كان من ظلمها وأحزنها
عندما تخرج المرأة من بيت زوجها بعد المشاحنة
يكون كل منهما في حالة عصبية وعقلية لا يحسد عليها
ويمكن أن يصدر ما لا يحمد عقباه بعد خروجها من المنزل وإتيانها بيت أهلها
وحين يتدخل الأهل ستحصل مشاكل لم تكن بالحسبان
مثل مشاجرة الأب مع الزوج أو حتى مشاجرة الأخ مع الزوج
فالأهل لا يمكنهم تحمل الاساءة على ابنتهم مهما كانت
والأهل العاقلين هم الذين يخففون عن ابنتهم مهما تأذوا من سماع مشكلتها
ويطلبون منها العودة بطيب خاطر وأن تحل المشكلة مع زوجها مادامت لم تخرج عن نطاق الشرع والدين
فهناك بعض الأزواج الذي يتطاول على الشرع والدين وعندها إن لم تستطع الزوجة التحمل والاصلاح
فتستنجد بمن هو أقدر منها على التكلم مع الزوج ونصحه وردعه وإرشاده
والمشاكل بالزواج هي ملح الحياة الزوجية والزواج هو عبارة عن شراكة
ويجب على الطرفين في هذه الشراكة العطاء بدون حدود ولا ننسى هنا المقال القائل : أعط لتأخذ
ففي النهاية سوف يعود الربح عليه مناصفة لا محالة
ولو أننا انسحبنا عند أدنى مشكلة وفضضنا الشراكة عند أول مشكلة لما تمت الشراكة
ولخسرت وقلت قيمتها
وباختصار على الزوجين الاحتفاظ بمشاكلهم الزوجية داخل حدود المنزل وخروجها يعني توسع المشاكل
لا احتوائها وبرأيي الشخصي أن على الزوجين الاتفاق أنه في لحظة الغضب وحصول المشكلة
بأن على الزوج ترك البيت للزوجة وان يخرج للمسجد لتهدأ روحه ويبتعد عن الجو المشحون مع زوجته
وبنفس الوقت بأن تأخذ الزوجة وقتاً للاستحمام والوضوء ثم الصلاة والدعاء باصلاح الحال
فهذا كفيل بالزوجين بأن يعيدهما للصواب بعد الابتعاد والتفكير والدعاء
فالتعامل مع المشكلة يكمن في وضع قواعد سابقة للتعامل معها فالمشاكل لا بد حاصلة بين الزوجين
لذا حل المشكلة يكمن من البداية في وضع قواعد بأن يتم تقبل المشكلة وتقبل حدوثها
واعتبارها شيئاً طبيعياً في الحياة الزوجية والتنازل بين الزوجين في حال الغضب الذي هو أساس كل مشكلة زوجية
وليس هناك أجمل من احتواء الغضب الجالب للمشاكل بين الزوجين
فها هو أبو الدرداء رضي الله عنه يقول لزوجته قاعدة ذهبية في الحياة الزوجية
فقال لها: إذا رأيتك غضبت ترضيتك وإذا رأيتني غضبت فترضيني وإلا لم نصطحب !
ولكن للأسف في هذه الأيام تتجه الزوجة مباشرة لخزانتها لتلملم بعضاً من ثيابها ثم تتجه لبيت اهلها
غير مكترثة بحالة زوجها وفيما إذا كان هو راض أم لا
لذلك المحبة والود والاتفاق على حل المشكلة في أرضها لا نشرها وتوسيعها بين الأهل
كل ذلك كفيل في حل المشكلة في البيت والحؤول دون سماع الأهل بها والتدخل بين الزوجين
فما بين الزوجين لا يعلم به إلا الله تعالى فكم نسمع من أطفال يسمون بأطفال الصلحة
حملت بهم أمهاتهم بعد مشكلة طويلة عريضة وصعبة كانت بينها وبين زوجها
وتم حلها بأرضها
يعني أول النهار تكون المشكلة بين الزوجين قد وصلت لحدود الخطوط الحمراء
وفي نهاية اليوم بعد أن يهدأ الطرفين ويفكران في المشكلة وكيفية حلها ثم حلها
دون اللجوء للعناصر الخارجية من الناس من أهل وأقارب وجيران
يتم حل المشكلة واحتوائها وهنا يجب الاستفادة منها وتخطيها في حال احتمال حدوث المشكلة مرة أخرى
الروابط المفضلة