انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 5 من 21 الأولىالأولى 12345678915 ... الأخيرالأخير
عرض النتائج 41 الى 50 من 202

الموضوع: من يوميات كتاب الحواديت(جهد ملموس)

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)





    كان علاء الدّين فتى مهملا و لم يكن والده مصطفى ليجد سبيلا إلى إثنائه عن غيّه بزجره أو محاولة إقناعه بضرورة تعلّم صنعة الخياطة الّتي ورثها الأب بدوره عن أبيه و يحبّ أن تستمرّ في عقبه .

    وما أسرع ما استبدّ به القلق و الأسف و هو يرى أتراب ابنه يرتقون في الحرف و الصّنائع و وحيده لا يزيده النّصح إلاّ إمعانا في الطّيش و اللاّمبالاة فمات حسرة و كمدا.

    وجد الفتى نفسه فجأة وحيدا في معترك الحياة مسؤولا عن أسرة -لا عهد له بالإحساس بالمسؤوليّة تجاههاوأمّ أجزعها التّرمّل و أقعدها الحزن على فراق زوجها و عائلها .

    فهي قليلة الحيلة لا تستطيع ضربا في الأرض للحصول على لقمة العيش

    وبينما هو ذات يوم يذرع شارع القرية جيئة و ذهابا مفكّرا فيما سيؤول إليه حاله و حال أمّه المسكينة الّتي لا يجد أجرة الطّبيب لعلاجها

    الإسم:  EDRwjB10130355.jpg
المشاهدات: 7426
الحجم:  245.6 كيلوبايت

    إذ استوقفه رجل بدت عليه مخايل الغنى و الثّراء و قال :

    مرحى مرحى يا ابن أخي .


    فأجابه علاء الدّين في دهشة و استغراب :


    ما علمت إلاّ السّاعة أنّ لأبي أخا .


    فردّ العمّ الآتي من غيبته على الفور :


    ألست علاء الدّين ابن أخي مصطفى ؟ !


    فأسقط في يد الفتى وقال : بلى . و لكنّ والدي قد مات منذ زمن و ما حدّثني عنك يوما .


    قال: و من أجل هذا أتيت . فما ألمّ بك ألمّ بي رغم بعد الشّقّة بيني و بينكم و ما أصابك و أصاب أمّك أصابني و ما أهمّك أهمّني خذ يا بنيّ! تلك بعض قطع ذهبيّة اقتن بها طعاما و أخبر أمّك بقدومي و انتظرا زيارتي عند الغداء



    لمعت القطع الذّهبيّة في كفّ علاء الدّين كبارقة الأمل . و تبدّد فجأة من ذهنه الشّعور باليأس و قبل بعرض عمّه الجديد دون تفكير و انطلق إلى أمّه يزفّ لها المفاجأ السّارّة و الخبر السّعيد فما زادت على أن أبدت استغرابا و تعجّبا




    ولمّا حان وقت الغداء طرق الباب . و إذا هو العمّ الجديد قد وصل .


    فاستقبلته زوجة الفقيد استقبال الضّيوف و رحّبت به في بيتها و شكرت له صنيعه مع ولدها و وعدته بأن تردّ له معروفه عندما تسمح الظّروف بذلك و قد أبدى الرّجل من الحزن و الأسف على فقد مصطفى ما جعلها تصدّق أنّه فعلا أخ لزوجها و عمّ لولدها و هو ما جعلها لا تتردّد في الموافقة على خروج علاء الدّين برفقته في تجارة قريبة يصيب منها ربحا يسيرا و يعود إليها قبل الغروب

    و انطلقا فأتيا ربوة في سفح جبل أخشب من من دونهما غابة كثيرة النّبات و الأشجار فقال العمّ لابن أخيه :

    إيتني بخشب و حطب لعلّي أوقد نارا فأريك ما لا عين رأت .


    فاساتجاب علاء الدّين وقدح عمّه النّار بحجرين و أخرج من جرابه بخورا ألقى به إلى النّار فتصاعد الدّخان في أرجاء المكان و العمّ يتمتم بكلمات لا يفهمها ابنالأخ

    و انشقّت الأرض في سفح الجبل و أفصحت عن صخرة عظيمة شدّت إليها حلقة من نحاس دعي علاء الدّين إلى الاستعانة بها في رفع الصّخرة

    ملئ الفتى رعبا و خوفا للوهلة الأولى لما رآه من عجيب عمل الرّجل الّذي أخبره بأنّه عمّه .

    وبدأ يشكّ في نوايا صاحبه .

    و لكنّ لباقة الرّجل وقدرته على أن يمنّيه بأن يكون أثرى الأثرياء بفضل الكنز الّذي سيعثر عليه وراء تلك الصّخرة الّتي لا قبل لأحد بزحزحتها غيره جعلته ينخدع مرّة أخرى و يتهيّأ له أنّ العمّ يريد مصلحته .

    وما إن أمسك علاء الدّين بتلك الحلقة النّحاسيّة مستجمعا كلّ قوّته لرفع الصّخرة العظيمة حتّى تزحزحت الصّخرة من تلقاء نفسها . وظهر للفتى درج تنتهي درجاته عند قبو مظلم في الأسفل فتنفّس العمّ الصعداء و بدت على وجهه علامات الارتياح و السّرور بالإنجاز العظيم .التفت إلى علاء الدّين وقال له في صوت رقيق حنون :


    أي بنيّ انزل في هذا الدّرج يصلك بقبو في آخره نفق فاسلكه يسلمك إلى باب . قم بفتحه تجد نفسك وسط حديقة في الجانب الأيمن منها مسرب ينفتح على باب ثان إذا ما فتحته وجدت نفسك إزاء فضاء تأتلق أرجاؤه بما يغشاه من بريق الذّهب و لمعان الفضّة و غيرها من نفيس المعادن فما عليك إلا أن تتّجها قدما صوب شرفة تطلّ على بحيرة زرقاء يسبح بها بجع يحاكي ببياض ريشه ماء البحيرة صفاء

    و في تلك الشّرفة يوجد تمثال لفيل من الذّهب الخالص وضع على أرنبة خرطومه المنتصب إلى الأعلى مصباح قديم يوقد بالزّيت فما عليك إلاّ أن تنتزع الفتيلة و تسكب الزّيت في البحيرة و تعود أدراجك بالمصباح دون أن تلتفت إلى الخلف لتسلّمني المصباح ونعود سويّا إلى البيت .


    استمع علاء الدين إلى توجيهات عمّه و همّ بالبنّزول لإنجاز مهمّته فاستوقفه عمّه قائلا :

    خذ هذا الخاتم وضعه في أحد أصابع يدك فإنّه كفيل بحمايتك من كلّ مكروه .صحبتك السّلامة يا بنيّ

    تدحرج علاء الدّين في القبو متّخذا عين المسلك الموصوف .

    واستولت عليه عوالم عجيبة و مشاهد غريبة و سبته الأشجار بشهيّ ثمارها فهو يقطف من كلّ شجرة تعترضه ثمرة يتذوّقها و يسكّن بها آلام معدة بدأت تعتصر خواءها . و تستوقفه أكياس الذّهب و الفضّة فيأبى إلا أن يملأ منها جيوبه و نطاقه .


    حتّى إذا بلغ الشّرفة المطلّة على البحيرة حيث الفيل الذّهبيّ أخذ المصباح النّحاسيّ وقفل راجعا بعد مدّة من الزّمن لا يدري مقدارها قضاها داخل القبو و العمّ في الأعلى يتقلّب على الجمر بسبب تأخّر الفتى عن الخروج إليه بالمصباح الّذي قطع المسافات الطّوال من أجل الحصول عليه .


    الإسم:  izzd0910130359.jpg
المشاهدات: 8624
الحجم:  139.3 كيلوبايت


    وماإن رآه يهمذ بارتقاء الدّرج حتّى صاح قائلا:


    إليّ بالمصباح أوّلا .


    فتردّد علاء الدّين وقال: بل أصعد أوّلا ثمّ أسلّمك المصباح .


    فزمجر عمّه : المصباح أوّلا و إلا أغلقت المغارة دونك و حبستك بداخلها .


    فتراجع علاء الدّين و سقط إلى الخلف مهزوما و أدرك أنّ ذلك الرّجل ليس له بعمّ و إنّما هو محض عمّ مزعوم و أنّه مجرّد ساحر أراد استغلاله لتحقيق غاية في نفسه . و أنّ المأزق الّذي هو واقع به لا خلاص له منه إلاّ بمعجزة .


    زمجر السّاحر و أرعد ثمّ أزبد بعد أن توعّد و هدّد و تلمّض لسانه بكلمات وطلاسم فتحرّكت الصّخرة و أطبق الظّلام على الكهف .


    ودون أن يشعر لامست كفّ علاء الدين ذلك الخاتم الّذي منحه إيّاه السّاحر فمثل بين يديه فجأة خادم للخاتم عظيم قائلا : أنا في خدمة مولاي.


    لم يكن الوقت مواتيا للتّعبير عن الدّهشة أو حتّى الرّهبة فعبارات التّسخير و الخدمة قرعت أذنه و نزلت على قلبه بردا وسلاما فأدرك بسرعة أنّ خادم الخاتم موجود لخدمته وقضاء حاجته فطلب منه على الفور أن يخرجه من ذلك الكهف المظلم .

    و قبل أن يرتدّ إليه طرفه وجد علاء الدّين نفسه خارج المغارة و في حوزته المصباح الّذي يجهل حقيقته و الّذي من أجله كاد أن يفقد حياته و تفقده أمّه إلى الأبد





    و رجع علاء الدّين إلى أمّه و قصّ عليها ماحدث مع العمّ المزعوم . فحمدت الله على سلامة ابنها

    . وهيأت له مكانا للرّاحة فاستسلم للنّوم من حينه كمن يعود من سفر بعيد أو قتال شديد .

    ومن الغد استيقظ الفتى باكرا وقد شعر بألم في معدته فتذكّر بأنّه لم يأكل شيئا منذ تلك الحادثة عدا بعض الثّمار الّتي اقتطفها من حديقة ذلك القبو وفتحت شهيّته للأكل لحلاوتها فزادته جوعا نسي تسكينه لدى رجوعه لشدّة هلاكه من التّعب .

    وتذكّر جنّيّ الخاتم و مواهبه العجيبة فطلبه بلمسة من إصبعه فحضر فاستطعمه فإذا مائدة فاخرة حفّت بصنوف الطّعام من سمك و دجاج و لحم ضأن و أطباق الأطايب من حلوى و فواكه و غلال منصوبة بين يديه . دعا أمّه إلى الوليمة فأكلت آكلها و شعر بأنّها أحسن حالا من ذي قبل و بأنّ الحياة قد أسفرت لهما عن وجهها الباسم فسرّا أيّما مسرّة

    ولم ينس علاء الدّين ما جمعه من قطع ذهبيّى و فضّيّة فكان يبيعها و يقتني بثمانها ما تحتاج إليه أسرته الصّغيرة من متاع و لباس و طعام و ربما أغدق على فقراء القرية سرّا و علانية و دعاهم إلى طعامه و رزقهم من حيث رزق .


    و نسي في بحبوحة العيش تلك ما كان من أمر الخاتم و المصباح إمعانا في التّكتّم و التّستّر على سرّ التّنعّم المفاحئ فكان المصباح مهملا في بعض زوايا البيت .

    حتّى إذا كانت أمّه بصدد ترتيب بعض أشيائها ظفرت به و كان قديما متّسخا فأرادت أن ترميه في سلّة القمامة و استشارت ابنها في الأمر فآثر الاحتفاظ به .

    و طلب من أمّه أن تنظّفه و ما إن ملرّرت عليه خرقة تريد مسح ماعلق به من غبار حتّى انبعث من داخله دخان انفلق منه انفلاق الصّبح مكن جوف الظّلام مارد عظيم قائلا :

    مولاي أنا في خدمة صاحب المصباح

    فعلمت الأمّ بالبديهة أنّ شأن مارد المصبح كشأن جنّيّ الخاتم لكلّ منهما قدرة عجيبة على الفعل .فقالت :

    دعوناكم عفوا فانصرف حتّى ندعوك مرّة أخرى

    و حدّثت ابنها بما رأت و سمعت من أمر مارد المصباح فأكبر شجاعتها و رجاحة عقلها

    و كان علاء الدّين يخرج كلّ يوم لقضاء بعض الشّؤون بما توفّر لديه من مال آثر استثماره في تجارة لكي لا يذهب هباء فصار من أعيان القرية .

    و إنّه لفي شغله المعهود ذات يوم إذ مرّت كوكبة من النّساء ذات صباح تحرسهنّ كوكبة من الحرّاس التّابعة للحرس الملكيّ فوقعت عينه على واحدة من بينهنّ لا مثيل لها في حسنها و جمالها . فخفق لها قلبه و حدّثته نفسه بأن يتزوّجهاو تقصّى أثرها بالسّؤال عنها.


    الإسم:  FDIJB210130358.gif
المشاهدات: 3920
الحجم:  18.9 كيلوبايت

    فعرف أنّها ابنة الملك فأرسل أمّه تطلبها للزّواج . فلم تتردّد و لم يرفض الملك و لكنّه اشترط أن يقدّم خاطب ابنته مهرا يليق بمقام ابنة الملك قصرا مماثلا لقصر أبيها . فالهدايا الّتي قدّمتها أمّ علاء الدّين على نفاسته لم تكن في قيمة القصر الّذي يجب أن تعيش في كنفه صاحبة السّعادة .


    و ما إن علم علاء الدّين بشرط الملك حتّى رجع إلى البيت و هو متيقّن من قدرته على إجابة الملك إلى ما يحبّ و يشتهي فتناول المصباح ومسح على ضهره ببطن يده فبرز المارد العظيم .


    و كانت تلك هي المرّة الأولى الّتي يطلبه منذ أن صرفته أمّه . فأوعز إليه أن ينشئ له قصرا مماثلا لقصر الملك و أن يكون موقعه بإزاء ذات القصر . و أوصاه أن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن


    وفي صبيحة اليوم الموالي انتبه الملك من النّوم و أطلّ من الشرفة فرأى عجبا . وعلم أنّ الخاطب قد استجاب للشّرط و أقام البنيان المطلوب لإبرام عقد الزّواج


    و تزوّج علاء الدّين من ابنة الملك و أصبح من أمراء البلاد و أثرى أثريائها وذاع صيته في كلّ مكان و شاع خبره بين النّاس


    الإسم:  CeBfUH10130403.gif
المشاهدات: 5487
الحجم:  42.4 كيلوبايت


    حتّى بلغ ذلك مسامع السّاحر -الّذي أودعه في الكهف و قفل راجعا على بلاده بعد أن يئس من الحصول على المصباح و ظنّ أنّه دفن علاء الدّين إلى الأبد - فشدّ الرّحيل إلى مقرّ إقامة صهر الملك فمكث غير بعيد عن القصر يترصّد صاحبه حتّى إذا طلع علاء الدّين ذات يوم عليه مع زوجته متنزّها في بعض رياض حفّت بالقصر رآه فتعرّف إليه رغم تحسّن حاله و تخلّصه من أسماله .


    وعلم السّاحر أنّ علاء الدّين إنّما حقّق ما حقّقه من ثراء و بلغ ما بلغه من نعيم بفضل المصباح السّحري وفكّر في طريقة لاسترجاعه واهتدى إلى حيلة ظلّ يتحيّن الفرصة لتنفيذها .

    وذات يوم خرج علاء الدّين إلى الصّيد ولم يكن في القصر سوى زوجته و وصيفاتها فاغتنم السّاحر الفرصة و تنكّر في زيّ تاجر و غيّر من هيئته حتّى لا تبدو عليه مخايل التّحيّل و مرّ أمام القصر وهو ينادي بصوت يسمعه من بالدّاخل و الخارج :

    من يستبدل مصباحا جديدا بمصباح قديم ؟

    فسمعت زوجة علاء الدّين مقالته و كان قد لفت انتبهها وجود ذلك المصباح القديم في إحدى حجرات القصر فلم تر حاجة للإبقاء عليه فدعت إحدى وصيفاتها و أمرتها أن تستوقف المقايض و تبيعه مصباحها القديم بآخر جديد


    و ما إن بصر السّاحر بالمصباح حتّى أخذه في لهفة وطلب مارد المصباح فحضر فأمره أن يحمل القصر بمن فيه و يغيّبه عن ذلك المكان و في طرفة عين أصبح المكان خلاء قفرا .


    وعندما رجع علاء الدّين لم يجد القصر فعرف أنّ أمرا كالّذي حدث لا قبل لأحد بإنجازه عدا مارد المصباح وأن لا أحد يعرف سرّه غير السّاح الّذي لا شكّ أنّه لا يزال يناور لاسترداده فأخذ يؤنّب نفسه على الإهمال و سوء التّدبيروالتّقدير

    و لكنّه اهتدى أخيرا إلى ضرورة الاستعانة بجنّيّ الخاتم فدعاه على الفور فحضر بين يديه و بدا معاتبا لعلاء الدّين الّذي استغنى عن خدماته زمنا و لكنّه عبّر عن استعداده لخدمته قائلا :

    أنا في خدمة مولاي ما الّذي أستطيع فعله من أجلك

    فقال الأمير :

    أحبّ أن تأخذني على المكان الّذي يوجد فيه قصري و آمرك بأن لا تغفل عن حراستي

    و قبل أن يرتدّ إليه طرفه وجد علاء الدّين قصره فتسلّل من الشّرفة و اختفى خلف إحدى ستائر حجرة الأميرة .
    حتّى إذا عاد السّاحر يريد أن يطلب الأميرة للزّواج خرج عليه علاء الدّين و باغته بضربة من قائم سيفه أفقدته وعيه ثمّ كبّله بالأغلال

    الإسم:  8bUyVz10130406.jpg
المشاهدات: 9174
الحجم:  73.9 كيلوبايت


    و فتّش عن المصباح السّحريّ فوجده مخبوءا بين طيّات ثيابه فدعا على الفور خادم المصباح و أمره بأن يرجع كلّ شيء إلى موضعه . وماهي إلا طرفة عين حتّى أقيمت الاحتفالات فرحا بعودة علاء الدّين و زوجته الأميرة إلى جوار الملك

    وفي ذلك الاحتفال البهيج تمّت محاكمة السّاحر البغيض اللّذي أمر القاضي بسجنه مدى الحياة على ما ارتكب من جرم في حقّ علاء الدّين و زوجته إيذانا بانتصار الخير على الشّرّ الّذي قد يربح أصحابه جولة و لكنّ مآله دائما هو الاندحار

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)

    أرنوب والتفاح


    في الطريق .. وبينما كان أرنوب مع أمّه عائدين إلى بيتهما ، صادفتهما السلحفاة .. فبادرتها أمّ أرنوب بالتحيّة :


    -مرحباً يا صديقتي السلحفاة . إلى أين تذهبين ؟

    أجابتها السلحفاة :

    -إلى ضفة النهر. فقد سمعت من جارتنا السنجابة أنّ ثمار التفاح قد سقطت من أشجارها على الأض ، وأولادي يحبّون التفاح .

    قالت أمّ أرنوب :

    -ولكنّ الوقت متأخّر، والشمس شارفت على المغيب. لماذا لا تنتظرين حتّى الصباح؟

    أجابتها السلحفاة :

    -لو ظلّ التفّاح على الأرض حتّى الصباح،فإنني أخشى أن تصل إليه دودة الأرض قبلي.


    الإسم:  K1xGYg10140934.png
المشاهدات: 8862
الحجم:  81.6 كيلوبايت

    ما إن سمع أرنوب بكلمة ( تفاح ) حتّى لعق شفتيه بلسانه،وتوسّل بأمّه قائلاً :

    -ماما.. أرجوك..أنا أحبّ التفّاح..دعيني أذهب مع عّمتي السلحفاة .

    أجابته الأمّ :

    -ولكن يا أرنوب ..

    قاطعتها السلحفاة :

    -سترافقاني أنتما الاثنان . فهذا سيخّفف علّي وحشة الطريق .

    قالت أمّ أرنوب :

    -اعذريني يا صديقتي السلحفاة.فزوجي سيحضر بعد قليل،وعليّ أن أعدّ له الطعام .

    قال أرنوب :

    -لقد سئمت أكل الجزر،وأشتهي أن آكل التفّاح .

    قالت السلحفاة :

    -إذن سترافقني بعد أن تسمح لك أمّك بذلك .



    الإسم:  L12jtD10140919.jpg
المشاهدات: 16609
الحجم:  11.2 كيلوبايت


    بعد أن أوصت الأرنبة ابنها الأرنوب أن يسمع كلام عمّته السلحفاة،وتعهّد لها بذلك،صعد أرنوب على ترس السلحفاة،متوجّهين إلى ضفة النهر.وفي الطريق شعر أرنوب أنّ السلحفاة بطيئة في مشيها،فنزل من على ترسها وهو يقول :

    -ما هذا يا عمتي السلحفاة ؟! لوبقيت تمشين هكذا فإنّنا لن نصل إلى ضفة النهر قبل الصباح .

    ابتسمت السلحفاة قائلة :

    -لا تتعجّل يا أرنوب .. لم يبقَ إلاّ القليل .

    فقال أرنوب :

    -لا .. سأسبقك إلى هناك .. لأجمع التفّاح وأبقى بانتظارك .

    ابتعد أرنوب عن السلحفاة مسرعاً،بينما ظلّت السلحفاة تناديه :

    -ارجع يا أرنوب..لقد تعهّدت لأمّك بأن تسمع كلامي .

    صاح أرنوب :

    -لقد مللت من خطواتك البطيئة .

    الإسم:  NYYgq410140932.jpg
المشاهدات: 3987
الحجم:  17.1 كيلوبايت


    كان ثعلوب يستلقي على بطنه,وهو يقاوم الجوع.. بانتظار الحصول على وجبة من الطعام, يملأ بها معدته الفارغة. وفي هذه الأثناء أحسّ برائحة بدأت تنفذ في أنفه. فنهض وهو يحكّ أنفه ويقول :

    -هذه الرائحة أعرفها .. إنّها ليست غريبة عنّي.فأنفي لا يخطيء أبداً .

    ثمّ داعب بطنه وهو يضحك ويقول :

    -لقد أتتك وجبة شهيّة يا معدتي العزيزة . آه ..ما أشهى طعم الأرانب!! .

    ما إن مّر أرنوب من أمام العشب الذي كان يختبيء فيه ثعلوب،حتى قفز عليه وأمسك به بأسنانه .ارتعب أرنوب، وصار يصرخ بأعلى صوته

    النجدة .. النجدة .. الثعلب سيأكلني .. أنجدوني ..


    ولكنّ أحداً لم يسمع صيحات أرنوب واستغاثته.

    بعد أن وصلت السلحفاة إلى ضفة النهر ، ورأت ثمار التفاح تملأ الأرض،عرفت أنّ أرنوب لم يصل إليها .. وأنّه ربما يكون بحاجة للمساعدة . فقّررت أن تخبر صديقتها الأرنوبة بذلك ..لكنّها فكّرت ثم قالت :

    -ولكنّ رجوعي إلى بيت الأرنوبة سيستغرق وقتاً طويلاً ،وربّما يكون أرنوب في خطر . عليّ أن أتصرف بسرعة .

    في بيت ثعلوب كان أرنوب يصرخ متوسّلاً :

    -أرجوك يا ثعلوب .. لا تأكلني .. أنا خائف ..


    الإسم:  d7gqIR10140922.jpg
المشاهدات: 2989
الحجم:  16.5 كيلوبايت

    فضحك ثعلوب وهو يقول :

    -وأنا جائع .. كفاك ثرثرة ودعني أهيء مائدة الطعام .

    وراح ثعلوب يعدّ مائدته لاستقبال وجبة شهيّة . وضع الصحون والسكاكين .. لكنّه عندما بحث عن الشوكة لم يجدها .

    فصاح :


    -ترى أين اختفت الشوكة ؟

    لم يشعر ثعلوب إلاّ والشوكة تنغرس بقوّة في رجله ،وصوت يأتيه من الخلف يقول :

    -هذه هي شوكتك يا ثعلوب .. إيّاك أن تغدر بأصدقائك الحيوانات بعد الآن .


    قفز ثعلوب من شدّة الألم فصاح :

    -آه .. آه رجلي ..

    سارعت السلحفاة لإنقاذ أرنوب من الحبل ،وخرجا من بيت ثعلوب الذي انشغل بمعالجة رجله .

    احتضن أرنوب عّمته السلحفاة وهو يقول لها خجلاً :

    -لقد كنت بطيئة في مشيك يا عّمتي السلحفاة ،لكنّك كنت سريعة في إنقاذي .إني نادم على فعلتي هذه . ومن الآن لن أعصي كلام مَن هو أكبر منّي أبداً .
    الصور المرفقة الصور المرفقة  
    آخر مرة عدل بواسطة sama ab : 14-10-2013 في 05:40 PM

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)



    رحلتنا اليوم في البرية، وأبطال حكايتنا ثلاثة:

    ديك وثعلب نَسمعهما يتحاوران، وكلب نسمع بإسمه فقط، لا نراه ولا نسمع منه حتّى عواءه.

    كيكي كيكي، كيكي كيكي.

    أنا الدّيك، أنا الديك، ليس مثلي في الدنيا.

    أنا الديك، أفسحوا لي الدرب والطّريق.


    كان الديك يسير في أرض المزرعة مُتباهيًا بعرفه الأحمر الكبير الذي يتوّج رأسه، ويصيح بأعلى صوته، حين خطر له أنه سيّد المكان إطلاقًا.

    كيكي كيكي… كيكي كيكي… أنا الديك… أنا الديك.

    أنا سيّد هذا المكان.

    قال الثّعلب:

    ما أنت إلاّ ديك عادي.

    لا،لا، أنا الدّيك القوي المُزركَش بالألوان، أنا سيد هذا المكان.

    وسأريك أنّي أملك هذه المزرعة وكلّ جوارها.


    الإسم:  f00asf10170602.jpg
المشاهدات: 2399
الحجم:  12.0 كيلوبايت
    ماذا ستفعل؟ قل لي.... أجابه الثعلب.




    سأطير إلى تلك الصّخرة العالية التي لا يصل إليها أحد غير الطّيور التي تحلّق في الجو.
    ومِن هناك سأشرف على مملكتي كلّها.
    وهناك ستأتي إليّ الحيوانات وتحني رأسها لي باحترامٍ ووقارٍ.

    ضحك الثعلب وقال:

    عُد إلى حالتك الطبيعية يا ديكي العزيز، وإيّاك أن تسمح للغرور أن يعتمر صدرك.

    انتبه، فالدّنيا فيها الكثير من المُخادعين الذين يتربّصون بك الدوائر،

    فابق هنا لا تطر. أتسمعني؟

    كيكي كيكي… كيكي كيكي… لن أبقى.. لن أبقى.. أنا الدّيك… أنا… أنا.

    طار الديك من مزرعته حتّى هبط على صخرةٍ شاهقةٍ، وكلّ الطرق إليها مسدودة، لأنّ جوانبها تقف كالجدران لا يمكن أن يتسلّقها أحد.

    وقال مُتفاخرًا:

    هنا أنا السّيد ولن يصل إليّ أحد.

    هكذا اعتقد الديك نفسه. ولكن ما إن حطّ على الصخرة حتى رآه ثعلب كان في الجوار وجذبه صياحه…

    فقال:

    هذا هو صوت الديك. هو مَن أسعى إليه. آه لو كان بإمكاني أن أطير إليه.

    عاد الديك يصيح:

    كيكي كيكي… كيكي كيكيييي…

    دنا الثّعلب من الصّخرة وقال:

    غنّ أكثر… غنّ أكثر… صيحةً ثانيةً أرجوك. دعني أطرب من صوتك الشّجي.

    مَن يتكلّم في منطقتي؟ قال الديك.

    مَن؟ أتسأل مَن؟ أنا الثّعلب، صديقك الثّعلب.

    أجاب الديك:

    لا صداقة بين الديَكة والثعالب.

    لا، لا لا أنتَ مخطئ يا صديقي! لا خلاف بعد اليوم بين الحيوانات الكبيرة والصّغيرة.

    مَن قال هذا القول؟

    ألم تسمع الأخبار؟

    قال الثعلب ضاحكًا.

    أنتَ عائش في غير هذه الدنيا.

    أجابه الديك:

    هاتِ أخبرني، ما هي الأخبار التي تتحدّث عنها؟

    اليوم أعلن سيد الغابة الامان بين جميع ابناء الحيوان


    هذا كلام ليس له أساس من الصّحة.

    صدّقني يا رفيقي الدّيك المُكرّم.

    كيف أصدّقك؟ هذا الأمر لا يمكن أن يحدث.

    ضحك الثّعلب:

    هُوُ هُوُ هُوُ… صار الهرّ اليوم صديقًا حميمًا للفأر، والذّئب صديقًا للحَمَل، ومشت الدّجاجة مع الثّعلب جنبًا إلى جنبٍ.

    لا يمكن. هذا أمر لا يُصدّق.

    إنّها الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة، ولذا أطلب إليك يا أخي الدّيك أن تتفضّل وتنزل من على صخرتك هذه وتطير إليّ لكيّ نتصافح معًا ونصير أصدقاء وأحبّاء.

    لا لا لا، هذا أمر لا يمكن أن يصدّقه عقلي. أتركني وشأني أرجوك، يا ثعلب.

    إلى أين تطير؟ إلى أين ذاهب؟

    أريد أن أبتعد عنك خوفًا من أن تغريني فأصدّقك.

    الثّعلب:

    لا، لا، لا. تعال… تعال.

    لم يأبه الدّيك بأقوال الثّعلب، فطار إلى صخرةٍ عاليةٍ منزلقةٍ لا يمكن أن يصل إليها الثّعلب، وراح يفكّر في أعماق نفسه:

    أنا مخلوق ذكيّ، يجب أن أحترس من كلام الثعلب لأنه لا يريد لي إلاّ الشّر.

    وفكّر الثعلب في نفسه، وراح يتسلّق الصخور ليكون قريبًا مِنَ الديك ويقنعه بكلامه المعسول الرّقيق.

    الإسم:  0yzl0N10170627.jpg
المشاهدات: 3145
الحجم:  10.9 كيلوبايت


    قال الثعلب لنفسه:

    يبدو أنّ هذا الديك ذكيّ وصعب الإقناع. فلأحاول مرةً ثانيةً أن أقنعه.

    وصاح:

    ما بالك يا ديك؟

    مَن؟ أهذا أنتَ مرّةً أخرى، أيها الثّعلب اللّعين.

    أنا نفسي.

    ماذا تريد أن تقول الآن؟

    لا أريد منك شيئًا. ولكن أحبّ أن أقنعك أنّ سيد الغابة أصدر أمرًا بأن تعيش كلّ حيوانات الغابة وكأنّها إخوة. هذا كلّ شيء.

    فكّر الديك قليلاً ثم قال:

    أراك صادقًا فيما تقول يا ثعلب!

    أرأيتَ؟ أنا ليس عندي أيّة غايةٍ، أنا أريد فقط أن أنقل المعلومات الصّادقة بأنّنا أصبحنا إخوةً، وعلى قَدَم المساواة.

    طبعًا، طبعًا، وصداقتنا ضرورية.

    بل هي ضرورية جدًا. هيّا رفرف بجناحيك من مكانك وطرّ إلي. هيا يا شاطر.. هيّا.

    ضحك الديك وقال:

    ستفعل، سأفعل. وها هي الحيوانات تسير بأمانٍ لا يؤذي بعضها بعضًا.. وها هو الكلب يركض نحونا ليسلّم علينا.

    الإسم:  svv9s610170629.jpg
المشاهدات: 2843
الحجم:  7.1 كيلوبايت
    ارتعب الثعلب وصاح:

    ماذا؟ كلب؟ تقول كلب؟ أين الكلب؟ أين الكلب؟

    إنه قادم من بعيد، وأنا أراه وأنا هنا على هذا المرتفع.

    أحقًا ما تقول يا ديك؟

    صدّقني، صدّقني، ولكن ما بك يا صديقي الثّعلب؟ إلى أين.

    وأطلق الثعلب قوائمه للرّيح وولّى هاربًا.

    الإسم:  oRSwak10170602.jpg
المشاهدات: 3639
الحجم:  10.6 كيلوبايت
    ضحك الدّيك قليلاً وقال:

    أين أنتَ يا ثعلب؟ لماذا تركض؟ ما بك يا صديقي؟ أما قلتَ إنّنا أصبحنا إخوة؟

    نعم، نعم، قلت ذلك، ولكنني أخاف من هذا الكلب الخبيث.

    ولماذا تخاف منه يا صديقي؟ التفِت نحوي وأخبرني قبل أن تغيب عن ناظري.

    لأنّه، لأنه… لم يسمع نداء سيّد الغابة بعد.

    ضحك الديك وقال:

    لم يسمع نداء سيّد الغابة؟؟!… إيّاك أن تصدّق ما يُقال. لا تأمَن أحدًا حتّى تجرّبه..

    كيكي كيكي… كيكي كيكي… كيكي كيكي…

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الموقع
    في رحمة الله الدنياوية و أرجو رحمته في الآخرة
    الردود
    20,533
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    9
    التكريم
    • (القاب)
      • نبض العطاء
      • درة صيفنا إبداع 1432هـ
      • لؤلؤة شتوية نادرة
      • لمسة عطاء
      • درة صيفنا إبداع 1431هـ
      • ضياء العلم
      • شعلة ضياء
      • متميزة ركن الصحة
      • حوارية مثقفة
      • متميزة ركن الأمومة والطفولة
      • متميزة ركن التصوير
      • متميزة ركن الامومة والطفولة(2)
    (أوسمة)
    بارك الله فيك و نفع بك (

    ..

    كل عام و انت بخير
    نغيب و يرجعنا الحنين
    اعتذر عن عدم امكانية الرد على رسائلكم
    ذخول متقطع...لكن عدنا و لله الحمد

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)
    تعقيب كتبت بواسطة ☺أم إبراهيم☺ عرض الرد
    بارك الله فيك و نفع بك (

    ..

    كل عام و انت بخير

    وكل عيد وانتى بالف خير غاليتى ام ابراهيم
    تسلمي على اطلالتك الرقيقة
    دمتى بخير

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)
    سر الجوهرة

    الإسم:  w0d56C10180747.jpg
المشاهدات: 2850
الحجم:  6.0 كيلوبايت


    يحكى أنه في قديم الزمان كان رجل عجوز ، له ثلاثة أبناء ، وكانوا جميعًا يعيشون في حب وسعادة .

    وفى أحد الأيام مرض الأب ، وازداد الألم عليه حتى اقترب من الموت ، وكان الأبناء الثلاثة يتنافسون في خدمة أبيهم و تمريضه .

    فطلب الابن الأصغر من إخوته أن يسمحوا له بأخذ أبيه إلى بيته ؛ ليتفرغ لخدمته وتمريضه

    رفض الأبناء في البداية ولكنهم وافقوا عندما أخبرهم أخوهم أنه سوف يتنازل لهم عن نصيبه من ميراث أبيه

    وأخذ الابن الأصغر أباه إلى منزله، وتعاون الزوجان على رعاية الأب المريض وخدمته حتى مات.

    الإسم:  SUqlm110180740.png
المشاهدات: 5543
الحجم:  191.8 كيلوبايت


    وفى إحدى الليالي رأى الابن أباه في المنام ، فأخبره أنه قد خبأ كنزًا في مكان بعيد

    وفى الصباح ذهب الابن إلى المكان الذي حدده أبوه ، فوجد صندوقًا صغيرًا مملوءًا بالجواهر والأموال

    أخذ الابن الصندوق ، وذهب إلى إخوته ، فقص عليهم ما حدث، فقالوا له :

    لقد تنازلت لنا عن نصيبك في ميراث أبيك ، وليس لك حق في هذه الأموال !

    وفى الليلة التالية رأى حلمًا مماثلاً ، وعندما عثر على الأموال ذهب بها إلى إخوته ، فأخذوها منه ، وقالوا له كما قالوا من قبل .


    الإسم:  7OO6U310180740.png
المشاهدات: 3071
الحجم:  219.7 كيلوبايت


    وعاد الابن إلى بيته حزينًا ، فلما نام رأى أباه في منامه ؛ فأخبره أنه وضع دينارًا في جرة الماء في حقلهم البعيد ، فذهب الابن إلى إخوته ، فلما أخبرهم بما رأى ، أخذوا يسخرون منه، وقالوا له :

    دينار واحد ؟! .. خذه أنت إن شئت .

    ذهب الابن إلى الحقل ، فأخذ الدينار وبينما هو في الطريق قابل صيادًا عجوزًا يعرض سمكتين للبيع فاقترب منه وسأله :

    بكم تبيع هاتين السمكتين ؟!

    فقال الصياد :

    لا أريد سوى دينار واحد .

    فأعطاه الدينار وأخذ السمكتين ، وحينما وصل إلى البيت أعطى السمكتين لزوجته، وطلب منها أن تعدهما للطعام .

    وما إن شقت الزوجة بطن السمكة الأولى حتى وجدت شيئًا يلمع ، فلما أخرجته ، وجدت جوهرة كبيرة


    الإسم:  QKLUcQ10180737.png
المشاهدات: 3475
الحجم:  203.0 كيلوبايت


    ومدت الزوجة يدها بالسكين لتفتح بطن السمكة الأخرى ، فكانت المفاجأة ، لقد وجدت جوهرة ثانية في بطن السمكة الأخرى.

    وتناقل الناس أخبار تلك الجوهرة الثمينة

    فلما علم الملك أمر بإحضارها له ، وكافأ الرجل عليها بأموال كثيرة.

    الإسم:  8p7DD910180750.jpg
المشاهدات: 2315
الحجم:  12.4 كيلوبايت




  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)
    الثعلب يأكل القمر


    المرفق 154804



    في ليلة مقمرة، كان الثعلب الجائع يطوف خلسة حول بيت في مزرعة بحثاً عن فريسة..

    وأخيراً.. وبعد طول معاناة، قابلته هرة صغيرة..

    فقال لها:

    لست وجبة مشبعة لمخلوق جائع مثلي

    لكن في مثل هذا الوقت الصعب

    فإن بعض الشيء يكون أفضل من لا شيء.

    وتهيأ الثعلب للانقضاض على الهرة..

    المرفق 154805


    فناشدته قائلة :

    كلا أرجوك.. لا تأكلني.. وإن كنت جائعاً

    فأنا أعلم جيداً أين يمكن للفلاح أن يخبئ قطع الجبن.. فتعال معي، وسترى بنفسك.

    صدق الثعلب ما قالته الهرة الصغيرة.. وسال لعابه ينما تخيل قطع الجبن وهو يلتهمها.

    فقادته الهرة إلى فناء المزرعة حيث يوجد هناك بئر عميقة ذات دلوين..



    المرفق 154806

    ثم قالت له:

    والآن، انظر هنا، وسترى في الأسفل قطع الجبن.

    حدّق الثعلب الجائع داخل البئر، ورأى صورة القمر منعكسة على الماء، فظن أنها قطعة من الجبن..

    فرح كثيراً وازداد شوقاً لأكلها..

    قفزت الهرة إلى الدلو الذي في الأعلى، وجلست فيه وقالت للثعلب:

    هذا هو الطريق إلى الأسفل إلى قطعة الجبن..


    المرفق 154808

    ودورة الهرة بكرة الحبل، ونزلت بالدلو نحو الأسفل إلى الماء..

    وهبطت إلى الأسفل قبل الثعلب، وهي سعيدة.. وتعلم ما تفعل.. ثم قفزت إلى خارج الدلو وتعلقت بالحبل..

    ناداها الثعلب قائلاً:

    ألا تستطيعين حمل قطعة الجبن إلى الأعلى؟

    أجابت الهرة :

    كلا، فإنها ثقيلة جداً.. ولا يمكنني حملها إلى الأعلى.. لذا عليك أن تأتي إلى هنا في الأسفل.

    الإسم:  7JKoxP10191214.jpg
المشاهدات: 3597
الحجم:  9.4 كيلوبايت


    ولأن الثعلب أثقل وزناً من رفيقته، فإن الدلو الذي جلس فيه الثعلب هبط إلى الأسفل وغمره الماء

    في الوقت الذي صعدت فيه الهرة الصغيرة إلى الأعلى، وأفلتت من فكي الثعلب بذكائها..










  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)
    أمانة تاجر


    كانت بغداد مدينة عظيمة، يُحمل إليها كل طريف من نتاج العقول، ومن ثمرات الأرض، وتنصبّ فيها الخيرات والتحف وكل ما هو جميل.

    وكان في بغداد تاجر من تجار الكرز، على الضفة الغربية من دجلة، يعامل الخراسانيين.

    فكان يفد عليه كل سنة في موسم الحج تاجر كبير من أهل خراسان بتجارة عظيمة يبيعها له، وكان يعامله بصدق وأمانة، فيربح ألوفا من الدنانير يعيش بها إلى الموسم القادم.

    انقطع هذا الخراساني سنة، ولم يحضر مع الحجّاج، فأثر ذلك في حال التاجر البغدادي.

    ولم يحضر في السنة التي بعدها، وامتد انقطاعه سنين، فأفلس التاجر البغدادي وأغلق دكانه وتوارى عن الناس، وبقي هو وأهله في ضيق من أمرهم.





    خرج التاجر هائما على وجهه حتى وصل إلى نهر دجلة، وكان يوماً حاراً، ولم يكن أحد هناك.

    فنزع ثيابه ونزل إلى النهر وقد وسوس إليه الشيطان أن يقتل نفسه. ثمّ تذكّر أن الانتحار عمل لا يقبله المؤمن، فغيّر رأيه، واستغفر الله ممّا فكّر فيه.

    وفيما هو يخرج من الماء تعثر بكومة رمل، انكشفت من تحتها قطعة جلد مدفونة في الأرض.

    فما زال يحفر من حولها ويسحبها، حتى أخرجها، فإذا هي كمر، فأخفاه تحت ثيابه وجاء به الدار، ففتحه فإذا فيه ألف دينار من ذهب.




    فقال يا ربّ! إني محتاج إلى هذا المال وسآخذه، ولك علي متى أصلحت حالي، بحثت عن صاحبه ورددت إليه ماله.

    وأخذ المال واحتفظ بالزنّار، ووفى ديونه وعاد ففتح دكانه. ومرّت أيام طويلة وهو يبحث عن صاحب الزنار ولم يعثر عليه.

    وفي ليلة باردة ممطرة من ليالي الشتاء، وكان به صداع لا يستطيع النوم، سمع من الطريق صراخا وبكاء، فنظر فإذا برجل يبكي ويلطم وجهه ويصيح. فسأله عمّا به . فأجاب:

    “صحن فيه حلبة مغلية وزيت، سقط وانكسر”.

    قال:

    هل هذه الضجّة كلها من أجل حلبة وزيت ما تساوي فلسين؟

    فأزداد الرجل بكاء وقال:

    “والله ما أبكي لفلسين، ولكن زوجتي تضع مولوداً ، وليس معنا شيء. وإن لم تأكل فستموت. والله والله… لقد حججت سنة كذا، فضاع منى زنّار فيه ألف دينار وجواهر، فما بكيت، واحتسبته عند الله. وأنا الآن أبكي من أجل فلسين. فلا يغترّ أحد بالغنى ولا يهزأ أحد بالفقر. فربما افتقر الغني، وأثرى الفقير”.

    قال: ” صف لي زنّارك”.

    فقال له:

    يا رجل أتركني وحالي. أتسخر مني وأنت ترى ما أنا فيه من الفقر والآلام والقيام في المطر؟

    ومشى وهو يتّجه بقلبه إلى الله وحده، يرجو منه الفرج. وشعر التاجر بقوة خفيّة تدفعه ليلحق بالرجل، فركض وراءه وقال له :” قف”، فحسبه سيعطيه شيئا فوقف. فلما وصل إليه قال له:

    “صف لي زنّارك”.

    فوصف له. فعرفه أنه ذاته الخراساني الذي كان يتعامل معه.

    فسأله: أين امرأتك؟

    فأخبره عن مكانها في الفندق. فبعث من جاء بها، وأدخلها إلى أهله، وأحضر لها القابلة، وعني بها، وأدخل الرجل الحمّام وبدّل ملابسه.

    وخشي أن يفاجئه بالزنّار وأن يعرّفه بنفسه حتى لا يقتله الفرح. وصار يقدم له كل يوم عشرة دنانير من ذهب، والرجل متعجّب من هذا الكرم. ولمّا انقضت أيام قال له:

    قصّ عليّ قصتك.

    فقال: كنت في نعمة واسعة ومال كثير. وكنت أحج كل سنة وأجيء بتجارة عظيمة أعود بها بأرباح طائلة. فجاء لي أمير بلدي في إحدى السنين

    وقال: ” إنك معروف بالأمانة، وأعهد إليك بأمر لا يقوم به غيرك. عندي قطعة ياقوت لا مثيل لها، وليس هناك من يشتريها أو يعرف قدرها، ولا تصلح إلا للخليفة، فخذها معك فبعها لي في بغداد” .

    جعلتها في زنّار صفته كذا وكذا وجعلت معها ألف دينار وربطته في وسطي. فلمّا جئت بغداد نزلت أسبح في الجزيرة عند سوق يحيى وتركت الزنار مع ثيابي بحيث أراهما. فلما صعدت وقد غربت الشمس، لبست ثيابي ونسيت الزنار، ولم أتذكره إلا في اليوم التالي فذهبت لأحضره فلم أجده وكأن الأرض ابتلعته. فهوّنت المصيبة على نفسي وقلت:

    أنا رجل غني، ولعلّ قيمة الحجر خمسة آلاف دينار أؤديها من مالي.

    ولمّا قضيت حجي وعدت إلى بلدي. خبّرت الأمير بما حدث وعرضت عليه خمسة آلف دينار، فطمع وقال: الحجر يساوي أربعين ألف دينار.

    بعت أملاكي وتجارتي وأثاث بيتي، ولم أتخلص منه.

    ثم قبض علي وأنزل بي صنوف المكاره، وحبسني سبع سنين، كل يوم منها بسنة حتى تمنيت الموت. ثم تشفع بي آهل بلدي فأطلقني.

    فصرت أرحل مع القوافل أنا وزوجتي أسأل الناس بعد الغنى واليسر. فلما كانت الليلة، أتاها الوضع في خان خرب، وما معي إلا فلسان وما معنا أحد، فقالت:

    يا رجل، الساعة تخرج روحي، فاذهب وهيئ لي شيئا أتقوّى به. فخرجت ووجدت بقالا عطف علي، ففتح دكانه وأعطاني ما كان في الصحن.

    فقال التاجر البغدادي:

    ” إن الله فرّج عنك وقد انتهت محنتك، فتمالك ولا تضطرب، فإني مخبرك بأمر عجيب. ولكن أنظر إلي، أما تعرفني”؟

    قال، لا.

    فقال التاجر: أنا عميلك الذي كان يبيع تجارتك.

    فنظر إليه ووثب يعانقه ويشكر له فضله.



    قال: لا تشكرني. فأنا الذي يجب أن أشكرك. فقد أحياني الله بسببك. وسيحييك بسببي، وما أعطيتك من الدنانير ليس من مالي بل من مالك، فإن لك عندي ألف دينار.

    قال: ومن أين جاء ذلك الدين؟

    قال: إني وجدت زنارك بعينه. وجاء بكيس فيه ألف دينار.

    فرح الرجل وبرقت عيناه وسأل:

    هل الزنار نفسه عندك؟

    قال: نعم.

    فشهق شهقة بدا كأن روحه خرجت معها، وخرّ ساجدا لله، ثم رفع رأسه وقال:

    هاته. فجاءه به، وطلب سكينا.

    فأعطاه السكين. فخرق جلد الزنار واستخرج منه حجر ياقوت أحمر شعاعه قوي جدا، وترك الدنانير ومشى وهو يدعو لي.

    قلت: خذ دنانيرك.

    فحلف ألاّ يأخذ منها شيئا إلا ثمن ناقة ونفقات السفر. فألحّ عليه التاجر، فأخذ ثلاثمائة دينار وسامحه بالباقي.

    وفي السنة التالية جاء على عادته، وقد أعاد الحجر إلى الأمير واستعان عليه بوجوه البلد، فخجل ورد إليه ماله كله وعوّضه وعاش الجميع بالمسرات. وكان ذلك بفضل الصدق في المعاملة، والإخلاص في الدعاء، وصحة التوجه إلى الله عند الشدائد.

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)
    النمر والسلحفاة




    كانت الغابة في ذلك اليوم خضراء ربيعية، والشمس تشرق من وراء السفوح الندية

    والعصافير في زقزقة ترافقها ألحان السواقي، والغصون الخضراء التي يهب النسيم عليها يترك فيها حفيفا للورق الممتد الظلّ على بساط الغابة الطري الأخضر.

    خرجت الحيوانات تفتش عن رزقها في كل أنحاء الغابة وتوزعت جماعات ووحدانا، مضيفة إلى الطبيعة الهادئة حركة للحياة، ترافق قرص الشمس الذي بدأ يشيع الدفء في أرجاء الغابة.

    وبينما الحيوانات في هدوء وأمان والطبيعة تكمل نهوضها الجميل من العتمة، انتشر في الغابة صوت أخاف جميع الحيوانات

    فراحت تركض مذعورة ذات اليمين وذات الشمال تاركة بحثها عن رزقها. وكان الصوت يقترب، وكانت الحيوانات تزداد رعبا.

    فجأة ظهر نمر مرقّط الجلد، ممتد الجسم، أغضبه أنه لم يجد منذ الفجر فريسة ينقضّ عليها ليفترسها.
    الإسم:  cartoon-tiger-7.jpg
المشاهدات: 30434
الحجم:  116.9 كيلوبايت


    وبينما كان يقفز من مكان إلى آخر وجد فجأة سلحفاة صغيرة لم تستطع أن تصل إلى مخبئها لبطئها في السير ولثقل ما تحمل على ظهرها.. وقف النمر أمامها فانقبضت خائفة. فقال لها:

    ” أليس في الغابة حيوان آخر يشبع رغبتي في الطعام؟ “

    فقالت السلحفاة:

    “ها أنت تراني يا سيدي النمر وحيدة لا أستطيع الوصول إلى أيّ مكان بالسرعة التي يصل بها بقية الحيوانات.”

    فزجرها النمر قائلا:

    أسكتي أيتها الحشرة‍‍. إنني منذ الفجر أفتّش عن أرنب أو غزال أو بقرة أو ثعلب أو ديك، فلم أجد أيّ حيوان. وها أنا قد دبّ فيّ الجوع وسآكلك رغم أنك لن تشبعي رغبتي في متابعة التفتيش عن فريسة.

    قالت السلحفاة باكية:

    ” ألا تراني صغيرة جدا يا سيدي النمر؟ إنني لا أغنيك عن فريسة كبيرة. ولو أنّك أكلتني لما شعرت بأي شبع وستظل معدتك خاوية وسيظلّ نهمك يلحّ عليك لتفترس ما هو أكبر مني.”

    فقال النمر غاضبا:

    ” لا تحاولي إقناعي أيتها السلحفاة. فأنا جائع ولن يمنعني شيء عن افتراسك.”

    قالت السلحفاة وقد علمت أنها لا محالة هالكة:

    “إذا أردت افتراسي يا سيدي، فكل ما أرجوه أن أشبعك قليلا لأني أخاف عليك من الجوع، وأنت سيد هذه الغابة، وعلى كل الحيوانات أن تقوم على خدمتك. ولكن لي رجاء عندك.”

    “ما هو هذا الرجاء ؟ ” قال النمر.

    فقالت السلحفاة: ” لا تعذّبني قبل أن تأكلني، أرجوك .”

    فقال النمر:” كيف تختارين موتك أيتها السلحفاة؟”

    فقالت:

    باستطاعتك أن تدوسني بقدميك أو أن ترميني من مكان إلى مكان أو أن تضعني فوق أعلى غصن في هذا الشجر، أو أن تضربني بجذع شجرة السنديان الضخمة، ولكن كل ما أطلبه منك هو ألا ترميني في هذا الماء الجاري.


    الإسم:  NYYgq410140932.jpg
المشاهدات: 3160
الحجم:  17.1 كيلوبايت


    فقال النمر:

    “لا تريدين أن أرميك في النهر” ؟.

    ” نعم، أرجوك”، قالت السلحفاة.

    وهنا قهقه النمر، فارتجت أنحاء الغابة وارتعدت فرائص الحيوانات المختبئة وقال للسلحفاة:

    ” لن أفعل بك إلا ما يخيفك أيتها الحشرة”.

    راحت السلحفاة تبكي, غير أن بكائها كان تصنّعا واحتيالا.

    كانت تتمنّى من أعماق أعماقها أن يرميها في النهر.

    وظهر عليها أنها حزينة ومرتاعة، فازدادت قهقهة النمر.


    الإسم:  13952293-mighty-cartoon-tiger.jpg
المشاهدات: 16415
الحجم:  161.9 كيلوبايت


    ثمّ أخذ السلحفاة ورمى بها في النهر.

    غرقت السلحفاة برهة ثم عامت فوق الماء وقالت للنمر:


    “ما أغباك أيها النمر! لو فعلت بي غير هذا لكنت قتلت. لكن الماء وحده هو الذي ينقذني لأني أجيد السباحة”.

    الإسم:  5lzrK110210431.jpg
المشاهدات: 6865
الحجم:  85.6 كيلوبايت

    انتشر غضب النمر في شاربيه وجلده وجسمه وقوائمه وأرسل صوتا أخاف السلحفاة رغم وجودها في مكان لا يستطيع النمر أن يصل إليها وهي فيه. ثمّ قال:

    “أخرجي من الماء أيتها السلحفاة”!

    فقالت السلحفاة وهي تضحك: ” لن أخرج أيها النمر”.

    “أخرجي”! قال لها بصوت أقوى.

    فضحكت ثانية وقالت

    : ” لماذا لا تأتي وتأخذني من هذا الماء أيها المتجبّر؟ بأي حق يجوز لك أن تفترسني؟ ألأنك رأيتني صغيرة جدا فظننت أنك بكبر حجمك وقوة جسدك تستطيع أن تفعل ما تريد؟ ألا تعلم أن لي عقلا رغم صغر حجمي أستطيع أن أنقذ نفسي بواسطته من افتراسك لي؟ كفى تجبّرا أيها النمر واذهب من هنا”.


    الإسم:  Nl4Im910120941.jpg
المشاهدات: 5401
الحجم:  130.0 كيلوبايت

    شعر النمر كأنه يتمزّق.

    فلم يسبق له أن سمع من أي حيوان في الغابة كلاما مثل هذا الكلام الذي تقوله السلحفاة. ثمّ قال:

    ” إنني أنذرك أيها السلحفاة! إما أن تخرجي وإما أن أقفز في الماء وعندها ستندمين”.

    ” لن أندم أيها النمر”، أجابت السلحفاة.

    جمع النمر قواه وقفز في الماء وإذا به يقع في غمرة الموج ويحاول الخلاص، إلاّ أنه كان يغرق في الماء بينما كانت السلحفاة غارقة في الضحك ….



    instgram
    sama_ab77


  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)



    قصةَ الحمامةِ والقردِ والخنزير …


    يُروَى أن حمامة بيضاءَ ناصعةَ البياض لها رأس ذهبيُ اللونِ وجناحان خضراوان، وهي كما تلاحظون تحفةٌ عجيبةُ لم ترَ الخليقةُ مثلها قطُ وكانت هذه الحمامة تعيش آمنةً مطمئنةً في حضن شجرة زيتون وارفة الظلال كثيرة الثمارِ

    ولم يكن لتلك الحمامةِ ما يشغلها غير الهديلِ والتحليق على التلال والتمتعِ بروعة الطبيعة أو كانت تقضي وقتها مع فراخها الصغارِ، تناغيها وتداعبها أو تقص عليها القصص الطريفةَ الجميلةَ

    وحدث ذات يومٍ أن فاجأها قرد أبيضُ وجدته ممددا على فروع شجرة الزيتون النضرةِ، وهاجت الحمامةُ ذاتُ الرأس المذهَّبِ وصاحت في القرد:

    الشجرةُ شجرتي، عشت فيها منذ طفولتي، وفيها عاش آبائي وأجدادي، فما الذي جاء بك إليها؟

    أظهر القرد غضبه الشديدَ وقال:

    ما ينبغي لك أيتها المعتوهة أن تنطقي، أنت ضعيفة وأنا قوي ولا حيلة لك سوى أن تغادري هذه الشجرة .

    وهزت الدهشة الحمامةَ فرفرفت قريبا منه وقالت:

    -أنت تهددني ظلما وعدوانا أيها المغتر بقوته، ولكن لا تنس أنني أقوى منك.

    ضحك القرد حتى ظهرت أضراسه المسوسة وقال:

    كم أنا نهم إلى رأسِكِ المذهب وجناحيك الخضراوين.

    خشيتْ الحمامة على نفسِها فحملت أولادها ورفرفت بهم بعيدا إلى أعلى غصن في الشجرة، وباتت مرتجفة بعيدة عن عشها…


    الإسم:  bird21.gif
المشاهدات: 20855
الحجم:  12.3 كيلوبايت

    ولكنها باتَتْ تفكر في كيفيةِ الخلاصِ من هذا القرد اللعين، واهتدت في الليل إلى حيلة ذكيةٍ قررت أن تنفذها في تلك الليلة.

    و ما كاد الظلام يخيمُ ويشتد حتى تركت الحمامة فراخها حيث هيَ، ونزلت إلى الأرض فاختارت صخرةً كبيرةً، وراحت تحدد منقارها عليها حتى إذا تأكدت من حدَّتِه رفرفت بهدوء إلى حيث يغط القرد في سبات عميق

    واختارت عينَه اليمنى وبقوة نقرتها نقرة حادةً، وارتفع عويل القردِ وصياحُه يشقُّ عتَمَةَ الليلِ متألما، وقفزَ إلى الأرض …

    فرِحت الحمامةُ المذهبةُ الرأس بهذا الانتصارِ وصاحت:

    أرني قوتَك أيُّها المُغترُّ بنفسه وبضخامة جثتِه...


    الإسم:  curiousgeorgepbskids.jpg
المشاهدات: 36812
الحجم:  37.3 كيلوبايت

    وراح القردُ يتمرغُ ويهدد، فلم تجبه الحمامة المذهبة الرأس، ورفرفت بجناحيها الخضراوين إلى قمة الزيتونةِ، فحملت فراخَها، وعادت بهم إلى عشِّها الهادئِ الآمنِ.

    في الصباح حين أشرقت الشمسُ الذهبية استيقظت الحمامة من نومها، وأيقظَت فراخها الصغيرةَ ليبدؤوا جميعا يوما جديدا سعيدا لكنَّهم فوجئوا بصياح القرد مهددا:

    - لن أدَعَكِ تهنئين بهذه الزيتونة المباركة، وإني عائدٌ إليك لا محالةَ، كل حلمي أن أحصل على رأسِك المذهب وجناحيك الخضراوين.

    ضحكتْ منه الحمامةُ وقالت:

    لقد أشفقت عليك ففقأتُ أحدَ عينيك، وتركت لك الأخرى، فإنْ عاندت وعدتَ فقأتُ عينك الثانيةَ وتركتك أعمى لا تبصر شيئا، فلا تفكرْ في العودة أيها الشقيُّ.

    و لم يبرحِ القردُ المكانَ إلا وهو يهددُ الحمامةَ بالويل والثبورِ، وأنه عائدٌ لا محالةَ لينتقم منها ويستوليَ على الشجرةِ المباركةِ.

    فكَّر القردُ كثيرا حزينا منكسرَ البالِ والدمُ ينزفُ من عينهِ المفقوءةِ، ولمعتْ في ذهنِه فكرةٌ جهنميةٌ فصرخَ بأعلى صوتِه:

    قضيتُ عليكِ أيتُها الملعونةُ، قضيتُ عليك.

    وراح يحدِّث نفسه، لا حيلة لي إلاَّ أن أستعينَ بصديقي العزيزِ في تحقيقِ هدفي، هو لنْ يردَّ لي طلبا إذْ طالما خدمتُه خدَماتٍ جليلةٍ.

    وانطلق القردُ يطوي الجبالَ والوديانَ حتى وصلَ إلى بيتِ صديقِه، دقَّ البابَ مرةً وثانية وثالثةً، فلما يئِسَ ولَّى راجعا، وإذا بالباب يُشقُّ ببطءٍ شديدٍ وحذرٍ كبيرٍ، ويطلُّ منه رأسُ الخنزيرِ الأسودِ، وماكادَ يتعرفُ على الطارقِ حتى خرجَ إليه وارتمى في حضنِه قائلا:

    -لا تلُمْني ياصديقي أنتَ تعرفني كثيرَ الحرصِ والحذرِ

    ضحكَ القردُ متناسياً آلامَه وقال:

    -أهو الحذرُ أمِ الجبنُ ؟

    ثم سكت فجأةً، ووضع يدَه على عينه المفقوءةِ، وراحَ يئِنُّ ويتألمُ قائلا:

    أنا في ورطةٍ ياصديقي العزيزَ، تصورْ مجردُ حمامةٍ لعينةٍ فقأتْ عيني بهذا الشكلِ المَشينِ، لقد ذهبْت إليها، أتَرَجاها مرةً، وأُرْهِبُها مرةً، كي تتنازلَ لي عن شجرةِ الزيتونِ المباركةِ التي تسكنُها في أعلى الربوةِ، فرفضتْ ذلك وقابلتُ أنا الأمرَ باستهزاءٍ وإذا بها تباغِتُني ليلاً فتفقأ عَيني.

    صاحَ الخنزيرُ هلعًا وقال:

    ما أشرسَها ! ، حمامةٌ هذه أم أفعى سامةٌ؟ وأنتَ يا صديقي العريزَ ما الذي قرَّبَك من هذه الملعونةِ؟

    حزنَ القردُ لما سمعَ هذا الكلامَ وقال بغضبٍ:

    - تَعسًا لك أيُّها الجبانُ، وأنا الذي قلتُ لن يأخذَ بثأري، ولن يشفيَ غليلي إلا صديقي العزيزَ الخنزيرُ الشجاعُ الجميلُ.

    وأحسَّ الخنزيرُ أن القردَ يغريهِ كيْ يحققَ بهِ حلمَه، ففتحَ فاهُ ليرفضَ فكرةَ صديقِه، لكن القردَ قاطعَه مواصلا كلامَه:

    ولقدْ أشفقتُ عليك لا تنسَ أنك لا تملكُ بيتاً، وأنت مطاردٌ في الأرضِ، منبوذٌ ، وهذا الغارُ الذي تسكنُه الآن ليسَ ملكَك، وقد تُطردُ منه في أيةِ لحظةٍ.

    كان الخنزيرُ يستمعُ إلى صديقِه والحزنُ يجلِّلُه، حقيقةٌ أنه يعيشُ من زمنٍ طويلٍ مشرداً منبوذاً هائماً كأنَّ لعنة الله قد حلَّتْ به … وفطنَ من شرودِه والقردُ يكملُ حديثَه بقوله:

    -أما إذا تغَلبتَ على الحمامةِ المذهبةِ الرأسِ الخضراءِ الجناحينِ فإنك ستأخذُ بثأري أولاً، وتعيشُ في شجرةِ الزيتونِ المباركةِ هانئاً آمناً يحترمُك الجميعُ ويقدرونَك.

    ردَّ الخنزيرُ وقد اختلطَ عليه الطمعُ والخوفُ:

    فكرةٌ جميلةُ ياصديقي العزيز ولكنَّ فرائصِي تصطَكُّ من شدةِ الخوفِ، لقد فقأتُ عينَك، وأخشى أن تفقئَ لي عينيَّ الاثنتين.

    طمأنَه القردُ وأكَّدَ له أنه سيمُدُّه بالدعمِ الكاملِ مادياً ومعنوياً، وأنه سيكونُ إلى جانبِه في السرَّاءِ والضراءِ مادامَ عدوُهما مشتركاً، وانطلق القردُ من ساعته قاصدا التلةَ الجميلةَ التي تعرشُ فوقها الزيتونةُ المباركةُ، حينما وصلَها لم يجد فوقها الحمامةَ، فصعدَ بسرعةٍ، وقام برميِ الفراخِ بعيدا عن العشِ، ثم قام ببناء بيت محصنٍ فوق الشجرةِ التي بدت حزينةً كئيبةً.

    عادتِ الحمامةُ في المساءِ منسابةً في الهواء، محلقةً في الجوِّ، حالمةً بعشِّها الدافئِ وبفراخها الصغارِ، وماكادت تقتربُ حتى هزتها المفاجأةُ، لقد رأتْ عشَّها متناثرا، وفراخَها على الأرض العراءِ يبكون، اشتد غضبُها حين علمتْ بالحقيقةِ، وزاد غضبُها حين خاطبها الخنزيرُ من داخلِ بيتِه الذي ابتناه فوق الشجرةِ قائلا:

    -انتهى أمرُكِ أيتُها الحمامةُ المغرورةُ، لقد أصبحتِ الشجرةُ مِلكي، ولا تعتقدينَ أنني سهلُ المأخذِ كالقردِ فقأتِ عينه اليمنى بِيُسْرٍ، اذهبي بعيدا وابحثِي لك عن مكانٍ آخرَ تعيشين فيه

    … انتبهتِ الحمامةُ إليه والشررُ يتطايرُ من عينيها وصاحتْ فيه:

    إنك أجبنُ من القردِ وإلَّا ما كنتَ تحدثني من داخلِ البيتِ، انزلْ وسترى ما أفعلُ بك.

    لم ينطقِ الخنزيرُ ولم يخرجْ إليها، سلامتُه في الاحتماءِ بجدرانِ بيته الحصينِ، وحينَ يئستِ الحمامةُ المذهبةُ الرأسِ الخضراءُ الجناحين حملت فراخَها واختارَت لهم مكاناً آمنا في سفح الجبلِ، ثم ضمتْهم تحت جناحَيها وهم يرتعدُون من البردِ والخوفِ، وقضتِ الحمامةُ ليلَها تواسيهُم وتشجعُهم وتعِدُهُم بالعودةِ.

    ومضتِ الأيامُ الطويلةُ، تذهبُ الحمامةُ إلى الشجرةِ تصيحُ في الخنزيرِ أن يخرجَ إليها، لكنه كان يرفضُ، يُرهبُها مرةً، ويُغْريها أحياناً بأن يسمحَ لها بالعيْشِ في أسفلِ الشجرةِ مع فراخِها شريطةَ أن تخضعَ له وتكفَّ عن معاداتِه، وتعودَ الحمامةُ كلَّ مساءٍ إلى فراخِها الصغارِ يائسةً حزينة، تقصُّ عليهم وتواسِيهم، وتزرعُ في قلوبهم أملَ العودةِ إلى الشجرةِ المباركة.

    وانصرفتِ الحمامةُ عن الذهاب إلى الشجرةِ، واكتفتْ بالبقاءِ ليلا ونهارا مع فراخِها لعلَّها يئستْ وصرفتْ تفكيرَها في الأمرِ.

    تنهضُ الحمامةُ كلَّ صباحٍ باكرا فتوقظَ أطفالها، فتصعدَ بهم إلى الجبلِ تعلمُهم الطيرانَ والعملَ والقدرة على مواجهةِ المصاعبِ والشدائدِ.

    مرتْ الأيامُ، غَدَتْ بعدَها الفراخُ قويةً تحسنُ الطيرانَ والتحليقَ والعملَ ومواجهة المتاعبِ كلِّها …

    ومساءً ذاتَ يومٍ جمعتهم جميعا في سفحِ ذاك الجبلِ، وراحت تذكرُهم أن بيتهم الحقيقي هو شجرةُ الزيتونِ التي اغتصبَها الخنزيرُ ، وأن الواجبَ يدعوهم إلى أن يعودوا إليه، وأن يسترجعوها، ولو كلَّف ذلك موتَهم جميعا.

    وذكَّرَها أحدُ فراخها أن الخنزيرَ القذرَ ضخمَ الجثةِ، وأنه لا يخرجُ من حصنِه الذي أقامَه، وبالتالي فإن استردادَ الشجرةِ أمرٌ مستحيلٌ، ولا حلَّ إلا أن نبقى حيثُ نحن في عراءِ هذا السفحِ خاصةً وقد تعودْنا عليه، أو أن نقبلَ بفكرةِ الخنزيرِ فنعيشَ في أسفلِ الشجرةِ معه.

    ولم تمتلِكِ الحمامةُ نفسَها فصفعَتْ ابنَها حتى أسقطتْه أرضاً، فلزمَ إخوانُه الصمتَ، ولم ينطقْ هو ثانيةً، بل قامَ من مكانِه ووقفَ صامتاً معهم.

    صمتَتِ الحمامةُ لحظاتٍ تتجرعُ حزنا غاضباً وقالت:

    اسمعوا يا أولادي سنذهبُ هذه المرةَ جميعا، ولن نعودَ حتى ننتصرَ، فإن الله لا يخيِّبُ كلَّ مطالبٍ بحقِه …

    صمتتْ برهةً ثم واصلَت:

    لقد استقرَّ تفكيرِي على حيلةٍ، إن الخنزيرَ في الشجرةِ ينزلُ ليلا لينالَ طعامَه، وطعامُه يوفرُه له القردُ اللعينُ، وأنا أخطأتُ أولَ الأمرِ حينَ حاربتُ الخنزيرَ نهارا ونسيتُه ليلا، وحين حاربتُ الخنزيرَ ونسيتُ القردَ.

    واستبشرَ الأولادُ خيرا، وانطلقوا مع أمِّهم، وكلُّهم إصرارٌ على النصرِ

    وماكادوا يقتربونَ من الشجرةِ المباركةِ حتى كَمَنوا ينتظرونَ الليل، وماكادَ يظلمُ حتى لمحوا من بعيدٍ القردَ الأعورَ يتعثرُ في مِشيتِه، يسقطُ وينهضُ، وهو معبأُ بأكياسِ الطعامِ

    وأعطتِ الحمامةُ إشارةَ الانطلاقِ فانطلق أبناؤها بكلِّ عزمٍ صوبَ القردِ الأعورِ، ونزلوا فيه ضرباً مبرحاً، وهو يصيحُ ويستغيثُ حتى أسقطوه أرضاً جثةً هامدةً لا حراك بها.

    وانتظرَ الخنزيرُ صديقَه القردَ تلك الليلةَ فلم يحضرْ، وثانية وثالثة حتى يئسَ واشتدَّ به الجوعُ فتحَ البابَ بحذرٍ شديدٍ، وتسلَّل خارجا، لكنه ما كادَ يحسُّ بوجودِ حركاتٍ غريبةٍ حتى عادَ وأغلقَ البابَ خلفَه وهو يصيحُ:

    -أين أنت ياصدِيقي القرد أنقذنِي.. كدت أموتُ جوعا؟ أين أنت ياصديقي لقد وعدْتني بالمساعدةِ فلماذا تخليتَ عني؟

    ولم يجبْه أحدٌ، عندَ ذاك نطقتِ الحمامةُ وهي تحلقُ قريبا منه:

    إما أن تخرجَ لنقتلَك أيُّها القذرُ، أو أن تبقى خلفَ جدرانِ حصنِك لتموتَ جوعاً …

    وانفجرَ الخنزيرُ باكياً نادباً حظَّه التعيسَ صائحا:

    أين أنت أيها القردُ ؟ تبا لك لقد ورَّطْتَنِي أين أنت أيها القرد ؟

    الكلُّ كان يسمعُه، وكانت الجبالُ المحيطةُ ترددُ صياحَه وصراخَه ونداءه لكن القردَ لم يكن يسمعُه أبدا.

    ضحكتِ الحمامةُ البيضاءُ المذهبةُ الرأسِ الخضراءُ الجناحينِ وقالتْ لأبنائها:

    -هل رأيتم جزاءَ الظالمِ المغترِّ بقوته؟ تستطيعون قهرَ كلِّ الظالمين بإصرارِكم وإرادتِكم.

    بقيَ الخنزيرُ أياما بلياليها سجيناً يتألمُ من شِدةِ الجوعِ منتظرا قدوم صديقه القردِ، ولما يئسَ وخارتْ قوَاهُ لجأَ إلى الحيلةِ فطلبَ من الحمامةِ أن تسمح له بمغادرة البيتِ، وأقسم بأغلظِ الأيْمان أنه لن يعودَ إلى فعلته أبدا، بل سيكونُ صديقا حميماً وسيعوضُها عن كلِّ ما لحق بها.


    فرح الفراخُ بهذا العرضِ وطالبوا أمَّهم أن تقبَله لمِاَ يعودُ عليهم مِنه من الفائدةِ الجَمَّةِ.



    instgram
    sama_ab77


مواضيع مشابهه

  1. الردود: 10
    اخر موضوع: 19-07-2010, 12:28 PM
  2. الردود: 8
    اخر موضوع: 16-07-2010, 09:08 AM
  3. الردود: 3
    اخر موضوع: 14-07-2010, 10:35 PM
  4. جبتلكم كتاب جديد (يوميات مؤمن مع الآداب الإسلامية)
    بواسطة المجبرية في ركن الكمبيوتر والإنترنت والتجارب
    الردود: 0
    اخر موضوع: 13-08-2007, 09:28 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ