وجاء يوم زفاف عماد. كان جالسا بجانب عروسه على الكوشة ... نظر إليها وأحس بالندم المتأخر ... ليست هذه من تمنيت أن تعيش معها ما بقي من حياتك ... لكن وقت الندم فات ... رمى عماد إحساسه بالذنب خلف ظهره ، فقد كان رجلا يتحمل المسؤولية ويعلم ان بنات الناس مش لعبة ...
عاش عماد مع زوجته أياما عادية ، لا تخلو من بعض المشاكل التي يمكن اعتبارها عادية بين زوجين حديثين ، أمها تتدخل كثيرا في علاقتهما ، إخوتها لم يبق لهم سوى ان يناموا بينه وبين زوجته ... ملتصقين بهم ليل نهار ... كلما أراد أن يجلس مع زوجته او يخرج معها على انفراد على صوت حماته واخوة زوجته ... ليييييييييييييييش احنا لأ ... تعايش عماد المسالم مع هذه المشاكل ، كان اكثر ما يكره ، ليس تدخل حماته ، ولا التصاق وملاحقة إخوتها صغيرهم وكبيرهم ... بل كان يكره استهتار زوجته ، انكارها للنعمة وتكبرها على من حولها ... فلانة وفلانة ... لا تترك سير الناس ، تسب هذا وتعلق على هذا ... هذا عائلته غير أصيلة ، وهذا يتحدث بلهجة غير مدنية ... كان عماد يكره هذه الاحاديث ، وكان هذا مبدأ في حياته ... وان قال لها مالنا وللعالم والناس ، اتركي كل واحد بحاله ... تنهااااااااال عليه التحليلات والتفسيرات الخاطئة من كل صوب .... ليش بتداف عنهم وشو في بينك وبنهم .....الخ
أنجب عماد من جميلة 4 بنات وهن من الأكبر للأصغر : سرين ، رنا ، رباب ، هدير
أحبهن عماد اكثر من نفسه ... كن شمعات تنير طريقه ( لطالما استخدم عماد هذا المصطلح ... كن شمعات ) ، كانت جميلة تغار كثيرا ، من كل شيء ، ومن كل الناس ...
سرين البنت الكبرى كانت ذكية جدا ، قوية وجريئة ، لكنها كانت تكذب كثيرا ... أما عماد فكان الكذب بالذااات عنده خطا أحمر لا يجب تجاوزه ... كان يكرهه كثيرا وكانت وصيته طول عمره ... ابتعدوا عن الكذب
رنا : كانت نسخة مصغرة عن سرين ، تكذب كثيرا وتفوق قدرتها على التمثيل نجمات هوليوود
رباب : كانت هادئة رزينة ، تشع ذكاءا وخفة
هدير : كانت صغيرة ، حظها بالجمال أفضل من أخواتها فرغم ان ملامحها لا تختلف كثيرا عن اخواتها ، والتي ورثنها عن امهم إلا أنها كانت تملك بشرة بيضاء ورثتها عن أبيها شعرا أشقرا وعينان عسليتان فاتحتان مما جعلها تبدو أجمل مما هي عليه ..
وهذه مواقف تبين الحياة التي عاشها عماد مع زوجته جميلة :
كانت جميلة تمشط شعر ابنتها سرين ، كان طويلا ناعما ... كانت تمشطها بعنف ، والفتاة تبكي ... دخل عماد على صوت ابنته ....
عماد : على مهلك يا جميلة .... على مهلك يا ابوي على شعر البنت
جميلة : شو دخلك انت بيكفي تدخل بكل شي ... تعال مشطها أشوف
عماد : يا بنت الحلال صلي على النبي ... وعلى مهلك على شعر البنت ... البنت بتبكي
تصرخ جميلة : قلتلك ما إلك ... وبعدين معك بتدخل بشغل النسوان
هنا ثار عماد وسحب ابنته من بين يدي امها وقال لها : تعالي يا بابا تعالي ....
وهديك الليلة طبعا .. ما نام نهاااااااااااائيا من نكد جميلة وحكيها الفاضي
دخل عماد مرة على ابنته رباب ، كانت تنام على بطنها وترفع رجليها تحركهما للأمام والخلف ، وما أن رأت أباها حتى ركضت عليه وقالت : بابا بابا شوف ، كتبتلك رسالة ...
أمسك عماد الورقة وقد خطت عليها خطوط هي أبعد ما يكون على الكلام ... ضحك من كل قلبه وضم ابنته إلى حضنه ... بتجنن يا روح بابا انتي ... إن شاء الله أشوفك بكرة بالجامعة وتاخدي شهادة الدكتوراة وتكتبيلي أحلى رسايل ...
خرج يوما عماد مع زوجته وبناته إلى أريحا ( مدينة في فلسطين تقع في الغور) ، كان عماد يحب برتقال اريحا ، فمر بجانب صديق له يملك محل بيع فواكه وخضار ، نزل من السيارة وسلم عليه بحرارة ... أخذ طلبه ، وحسب حساب حماته واولادها طبعا ... وعندما ركب في السيارة ليرحل ، أطل صديق عماد البائع من نافذة السيارة وخاطب جميلة ... ( كيفك يا أختي ... وكيف البنات ... الله يخليلك اياهم ، ديري بالك على البنات وعلى عماد ... عماد هاد زلمة طيب ... ) .... كانت هذه الكلمات العابرة سببا دفع جميلة أن تقلب النزهة إلى جحيم ، فباعتقادها أن عماد شكى لصاحبه عنها ... واخذت بالكلام الفاضي والصياح والبهادل !!!!!!
المرة القادمة ... عماد يسير بسيارته وعائلته إلى الوادي السحيق ... هل يمكن أن ينتحر عماد
الروابط المفضلة