الجزء الرابع
توالت الأيام والعلاقه بيني وبين جارتي توطدت الى أنها كانت تقول لي أدق تفاصيل حياتها
وأنا دائمة النصح فقد كانت حياتها سلسله من الآلام كما كانت تزعم وشكت من زوجها وسوء معاملته وضربه لها ولكني رأيت آثار ذلك الضرب عندما دقت بابي وكانت في حاله هستيريه مستنجدة بي وتتوسل لي بأن أطلب لها الشرطه فطبعا لم أوافقها الرأي لأن ذلك عندنا عيب كبير بأن نتجه للشرطه فهناك أهل
يتدخلوا ويحلوا المشكله وهذه كانت المرة الثانيه التي دخلت بها بيتها من الثلاث مرات
مشاكلها تتطور دائما تشتكي من اتهامه لها بأنها مريضه نفسيه ويجب عليها العلاج وطبعا أخذها لطبيب نفسي فاتصلت بي تبكي وتخبرني فنهرتها أن تذهب لأنها كانت بصراحه انسانه جيده فأخبرتني بأنه اشترى لها الأدويه المهدئه للأعصاب فأخبرتها بأن تلقيها في سلة المهملات أو تستبدلها من الصيدليه بأدويه تفيد بشرتها وفعلا سمعت الكلام ولم تفتح لها ملف في المستشفى والطبيب الخاص الذي أخذها اليه زوجها أخبرها بأنها طبيعيه ولا شائب عليها كما أخبرتني
فكرت في مستقبلها لكي لا يأتي عليها يوما ويتهمها زوجها بالسفه أو الجنون فخفت عليها وعلى سمعتها
ومن مضايقات زوجها بأنه كان دائما يقطع لها سلك التليفون وتمسكني وأنا خارجة من المنزل وتطلب مني أن أشتري لها سلكا بدل الذي قطع فقد كان يحبسها ويغلق عليها الباب
كان في نظري همجي في تصرفاته ولكني لم أتدخل الا بالأصلاح والخير وذلك عن طريقها هي
بالفعل الآن هي في حريه مطلقه تتصرف كما يحلوا لها تأمر وتنهي تفعل مابدا لها وان افترت صفق لها
لقد ساعدتها على النهوض فكسرت لي يدي
بدأت تنسحب قليلا فسألتها لماذا
فأخبرتني زوجي لا يريدني أن أتعرف عليكي أو أن يكن هناك علاقة لي بك وحلف علي يمين الطلاق أن لا أدخل بيتك
ماذا أرد عليها
بصراحه تضايقت كثيرا فهناك أناس كثيرون يتمنون معرفتي ويتشرفون بي فيأتي ذلك النكره ويقول ذلك
كان ذلك كثير علي
ولم تتركني بحالي فكانت تتوسل الي أن لا أتركها وأنا لم أخيب ظنها فساندتها الى أن كسرت لي ظهري
حتى ابنها كانت ترسله لي لكي أشرح له مالم يفهمه في تخصصي وبعدما تنتهي تقول لي بأن زوجها لايريد من أحد منه أو يدان للغير بالمعروف
هذا بدل جزاكي الله خيرا
ومع ذلك صبرت وتغاضيت لأجلها
أنا طبعا أسوق سياره منذ كنت في الجامعه وفجأه رأيت المشاكل تعلو بينها وبين زوجها حتى تتعلم السياقه ولم أكن أستوعب فعلمتها كيف تتعامل مع زوجها وفعلا بالذكاء زوجها أقتنع أن تتعلم السياقه
حتى توصل أولادها للمدرسه بدل الباص
وبعد المدرسه ماتت وحيت تريد سيارة خاصة بها وفعلا أشترت سيارة مستعمله من أخيها تؤدي الغرض
وحاولت جاهدة أن تعمل ولكن زوجها رفض
وهنا أنا وقفت عن التدخل لأنه ان كان الزوج غير موافق على العمل
وخصوصا هي لم تكمل شهادتها على ما أعتقد الثانويه فقط
فمن الأفضل ان تسمع كلامه
وبعد ذلك مالت على كفة الحمل
بعد ولادتي الطفله الرابعه
وأخذت تقول بأن زوجها يريدها أن تحمل وهي ترفض ذلك وهنا أنا كنت أقنعها بأن يجب عليها أن تطيع زوجها لأن ليس لديها مانع من الحمل فأخذت تتحجج بأنها لن تستطيع العمل في البيت ومذاكرة الأولاد وأن تنجب طفل جديد
وهنا جاءت نغمة الخادمه تريد خادمه بأي شكل
فقلت لها كيف يقدم على الطلب وفي حالة الرفض أن يقدم مرة ثانيه وثالثه وستتم الموافقه
وسيمفونية الخادمه أصبحت تتكرر على فترات متقطعه فأخبرتها أن تتوكل على الله وتحمل وهو أكيد سيدبرها كما قال لها
فأخبرتني بأنها ستدرس موضوع الحمل الى أن تأتي من السفر وان شاء الله ستسافر بالطائره
هنا أنا أخبرتها بأننا لن نسافر بالطائره وسنشتري سياره كبيره نسافر بها فذلك أمتع
هنا يا أحبائي لمحت شيئا جديدا الأخوه غيروا رأيهم واشتروا سيارة كبيره وذهبوا عن طريق البر
فقلت سبحان الله يمكن الفكره عجبتها وخير ان شاء الله
لم ألمح الغيره الكبيره في نفس هذه الأنسانه
لم أفهم وان فهمت أستنكرت ما دار بخاطري
وفعلا سافرنا بعدهم وأتينا قبلهم فأنا لا أستطيع أن أغيب كثيرا عن مسقط رأسي أشعر وكأنني سمكه وأخرجوها من الماء
صحيح أنا لا أحمل جنسية البلد التي ولدت فيها ولكني لا أعلم غيرها وأتمنى أن أدفن بها كما دفن أخي وأبي
وهذا ما كانت تردده جارتي وزوجها وأبنائها كانوا ينادوني بجنسيتي لا بأسمي أو أم فلان
لا بل بجنسيتي
وكنت أشعر مع تكرار الحدث
بنوع من الأستهزاء فكنت أبتسم وأطلب منهم عدم مناداتي بذلك ولكن دون جدوى
وأنا من النوع الذي يحترم نفسه
ويحاول أن يتجنب المشاكل
كانت عندها بنت مع ابنتي في المدرسه أصغر منها بسنه ولكن أفعالها أفعال بنت أكبر منها بعشر سنوات
تسب ابنتي وتضايقها وعندما كانت تشتكي لي ابنتي أقول لها عيب هذه أصغر منك ولا تردي عليها وكوني أحسن منها
وللأسف كنت مخطئه
فقد كانت هي وأختها يكتبوا ورقا لأبنتي ويضعوه على الباب ويصفوها بأنها سافله وحيوانه وزباله ومن هذا القبيل ولكني لم أكن أعلم
بالصدفه مرة خرجت فوجدت ورقه مكتوب عليها ذلك فرجعت للبيت وسألت ابنتي فأخبرتني بمضايقاتهم المستمره لها
وفاجأني ولدي بأن أولادها كانوا يسبونه ويقولون له ياكلب وياحيوان ويمدون له لسانهم عندما كان ولدي ينتظر الباص وهم يذهبوا مع أبيهم أو مع أمهم الى المدرسه
وولدي كان يرد عليهم الله يسامحكم كما علمته
هنا بدأت أتضايق وبدأت أشعر بأني الآن سببا في خلق شخصية ضعيفه لأولادي
ولكني أخبرت أولادي بأن الخطأ لا يصيبنا ولكن نضعه أسفل أرجلنا أعزكم الله فنعلى أكثر
وذهبت الى جارتي ووضعت لها الورقه على الشباك واذا هي تفتح الباب وتناديني بسرعه قبل ما أذهب
لأنها انقطعت فتره
وسبب مناداتي تطلب مني أن أدرس ولدها
مصلحه كالعاده
كنت أعتقدت بأنها حست
بوجودي
على الشباك فأخبرتها بالورقه
ولم أعلق أكثر لأن ذلك لا يهمني
وأنني أعلم بأنهم أطفال
ولا يؤخذ عليهم
والخطأ نعلى به لا ننزل
ولكنني أكلمها لأن ابنتي طفله صغيره ويصعب عليها فهم ذلك فقد كانت لم تكمل السبع سنوات وسألتها أن توضح الأمر لبناتها لا أن تضربهم ووعدتها بأن أدرس ولدها في يوم الخميس أو الجمعه
واتجهت الى عملي في صمت وحيره
كيف لم أفهم
لماذا لم أقارن أولادي وأولادها
كيف لم أعلم بأن الأولاد في أغلب الأوقات كوالديهم
لقد فاتني التفكير بأنها أرضعتهم من سمها وغلها وحقدها
والى الجزء الخامس
الروابط المفضلة