مشروعية القتـال
فى مستهل القرن السابع الميلادى ظهر الإسلام فى شبه الجزيرة العربية فأشرق على العالم بمبادئه الفاضله الى تدعو إلى الخير وتهدى للتى هى أقوم والتى تنظم العلاقة بين الفراد والجماعات وبين الأمم والشعوب ، والتى تصف مشاكل المجتمع وأدواءه ثم تقدم فى يسر وسهولة أنجح الدواء لهذه المشاكل والأدواء
وكان العالم فى هذا الوقت يموج بالفتن ، وتسود فيه نزعات خبيثة تمكن للشر والفساد ، ونحل باطلة قوامها الزور والبهتان ، والظلم والطغيان ، ولم يكن العرب حينئذ أقرب إلى الخير من غيرهم ، بل سادت فيهم العادات الضارة الهدامة ، ومالوا عن دين إبراهيم الحنيف إلى عبادة الأصنام والأوثان ، فكان من الطبيعى أن تصطدم مبادئ الإسلام بتلك العقائد المائلة والعادات الباطلة ، من اجل ذلك فزعت القبائل العربية كل الفزع ، واخذت تحارب الدعوة الإسلامية وتقاومها بكل الوسائل فقعدت لها كل مرصد وشهرت فى وجهها كل سلاح
وفى وسط هذه المحنة المظلمة ، كان الرسول الكريم يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، ويقابل هذا العنف والطغيان بالرضا والإيمان والصبر الجميل ، حتى كان يأتى له المسلمون وهم جرحى ومصابون يشكون إليه ما أصابهم فيقول :
( اصبروا فإنى لم أومر بقتال )
وهكذا توالت البلايا والمحن على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وعلى المسلمين ، حتى كانت المؤامرة الكبرى واراد المشركين قتل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأوحى الله عليه بالهجرة من مكة إلى المدينة ، فخرج من مكة آسفاً حزيناً لأنها وطنه واحب بلاد الله إليه ، واحب بلاد الله إلى الله ، وأخرج المسلمين كذلك من مكة وهى وطنهم وتركوا ديارهم وأموالهم بغير حق إلا ان يقولوا ربنا الله
ومن اجل ذلك شرع القتال فى الإسلام ، وأذن الله للمسلمين بالجهاد فى سبيله ردا لما لحقهم من ظلم وما أصابهم من شر
فكانت غزة بدر وهى التى نزل فيها قوله تعالى :
" أُذن للذين يُقاتلون بانهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولون ربُنا الله "
سورة الحج الأيتان 39 ، 40
يعنى أذن الله للمسلمين الذين يقاتلون – أى يقاتلوهم الكفار – أذن لهم فى القتال بسبب أنهم ظلموا وأخرجوا من ديارهم بغير حق
ثم أمر الله المسلمين بالقتال إذ هوجموا من عدوهم فقال تعالى :
" وقاتلوا فى سبيل الله الذين يُقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المُعتدين "
سورة البقرة أية 190
ثم أمروا بالقتال لتأمين الدعوة وإظهار قوة المسلمين حتى يدخل الناس فى دين الله دون خوف من اضطهاد أو فتنة ، وحتى يطمئن الضعفاء من المسلمين على أنفسهم واموالهم
" وقاتلوهم حتى لا تكون فتنةٌ ويكونَ الدينُ كُلُهُ لله "
سورة الانفال أية 39
ولما اجتمع الأحزاب والمشركون كافة على قتال المسلمين أذن الله للمسلمين بقتال المشركين كافة فنزل قوله تعالى :
" وقاتلوا المشركين كافة كما يُقاتلونكم كافة "
سورة التوبة أيه 36
صلى الله عليه وسلم
الروابط المفضلة