السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يسعدني أن أشارك في هذا المقام الطيب شاكرة للأخت الخنساء طرحها لهذا الموضوع الشائك و المرير لأنني أعاني منذ اثنا عشر عاما لاقامتي في اوربا و أنا أرتدي الحجاب الشرعي الكامل و حقا أشعر بغربة شديدة ناهيك عن غربة الوطن و بجفاء و نظرات ملؤها السخرية و البغض و الاستكبار أكثرها من المسلمين أنفسهم لأن أغلب المسلمين عندنا من المغرب العربي و هم لا يرون ستر وجه المرأة بل يعتبرونه من التنطع و التشدد و لهذا و لأسباب أخرى منها كثرة الفساد و العري و الاختلاط لا أخرج من البيت اطلاقا الا لزيارة طبيبة مختصة أو للولادة و رغم اقتناعي الجازم بضرورة قرار المسلمة في بيتها الا أنني أشتاق أحيانا لزيارة أحد أو للمشي فقد أصبحت أعاني من كثرة الدوالي في الساقين لعدم الحركة و التنقل و لكن الحمد لله لست نادمة على قراري في بيتي خاصة في بلاد الغرب. بينما أعجب من المسلمين في ديار الاسلام يتركون بلاد النور و يسافرون الى الغرب و يفتخرون بذلك و يظنون أنهم يحتلون مكانا مرموقا عند الغربيين و الحق أن أموالهم هي التي تحتل هذا المكان ووالله لو يعلمون كيف نعيش في شقاء و أن أغلب الأحياء الفقيرة و المحرومة يسكنها العرب و المسلمون بينما هم يوفر لهم أفخر المساكن في بلاد المسلمين ناهيك عن طريقة الترحيب بهم و تقديمهم على المسلمين و الله المستعان، انني و الله لم أذق طعم السعادة منذ أن أتيت الى هذا البلد لأنني لا أجد مكانا لي في مجتمعهم و لا لأولدي بل أعيش في قلق دائم و خوف عليهم في دينهم و أخلاقهم و أنتظر اليوم الذي أفر فيه الى بلاد الاسلام حينها و حينها فقط يمكنني أن أذوق طعم الحياة الاسلامية و التي لا يعرف قيمتها الا من حرم منها و أسأل الله أن يكون قريبا و لا تنسوني من الدعاء .
أختكم من ديار الغربتين غربة الدين و غربة الوطن
الروابط المفضلة