إن المتابع لأخبار الزمان اليوم ليجد عجبا
عجابا من كثرة ما يقع من موت الفجأة ومع هذه الكثرة إلا أن جملة منا في غفلة
وكأن ما أتى غيرنا لا يأتينا ولا يقرب من دارنا .
عجبا لنا : كيف نجرأ على الله فنرتكب معاصيه
وأرواحنا بيده
وكيف نستغفل رقابته والموت بأمره يأتي فجأة
أما سأل أحدنا نفسه :
لماذا لا يستطيع أحد أن يعلم متى سيموت
إنها حكمة بالغة ليبقى المؤمن طوال حياته
مترقبا وداع الدنيا مستعدا للقاء ربه .
يا حسرتنا على غفلة قد طمت ومهلة قد
ذهبت أضعناها في المغريات
وقتلناها بالشهوات وأهدرناها في التفاهات
نسير كأن أحدنا سيعمر ألف سنة
ونغفل كأن بيننا وبين الموت ميعاد مؤجل
كم قريب دفنا وكم حبيب ودعنا
وعدنا من دور اللحود وعادت معنا الدنيا
لنغرق في ملذاتها
أين العيون الباكية من خشية الله
أين القلوب الوجلة من لقاء الله
ألا نعود أنفسنا على توديع هذه الدنيا كل يوم
فنحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبها الله
ألا نعزم على مضاعفة الأعمال الصالحة من صلاة واستغفار وذكر وبر وصلة
ألا نفكر بجدية مقرونة بعمل أن نقلع من معاصينا ونتوب من تقصيرنا في حق الله تعالى
ألا نجعل ساعة الموت هذه واعظا لنا في هذه الدنيا الفانية من الغفلة عن الله تعالى ؟
التأفف من ذكر الموت
إنه من الخطير حقا أن نتأفف من ذكر الموت وأسبابه
لقد قال النبي صلى الله علية وسلم
أكثروا ذكر هاذم اللّذّات يعني الموت رواه الترمذي
ونحن نتأفف ونبتعد عن ذكر الموت او التذكير به
وما علمنا ان لذكر وتذكر الموت أمور مهمه
لنا في حياتنا
لأن ذكر الموت يعين بعد الله تعالى على فعل الطاعات
والاستزادة من المعروف والخير
ويزهد في الدنيا وزهرتها
ويكشف لك غرورها وزوال متعاها
ويهون عليك فوات نعيمها لتفكر في نعيم الآخرة المقيم
فتجتهد في العبادة وتعمل لتلك السعاة .
ليذكر بعضنا بعضآ بفناء أعمارنا وفناء هذه الدنيا
ولنستعذب الحديث عما أعده الله لعباده من الجنان والفوز بالرضوان
عسى قلوبنا أن تلين لباريها وتخشع لخالقها العزيز الحكيم .
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات الآموات منهم والآحياء
اللهم ارحم ضعفنا وآنس وحشتنا
وذكرنا بك ما حيينا واللهم التوبة النصوح قبل الممات يا رب العالمين
وصلوا وسلموا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ملاحظه هامه
إن المقصود بذكر الموت,
ليس كره الحياة و ترك العمل,
بل المقصود هو ربط كل ما نفعله في حياتنا بالآخرة حتى ينفعنا عند الموت
إن المؤمن هو الذي يستطيع أن يوازن بين عمله للدنيا و بين وضع حقيقة الموت أمام عينيه
المطلوب العمل للدنيا و التمتع بها بدون نسيان الموت و الآخرة و العمل لها
أما أن يعيش المؤمن حياته و كأنه في مأمن من الموت و من الحساب , فهذا ليس الفكر الذي يجب أن يسود
اتمنى ان لا يكون دخولك للموضوع وخروجك منه سواء!!
فنحن نملك الآن نعمة الحياة
فلنزيد من حسناتنا ونكفر عن سيئاتنا
قبل ان نندم على كل دقيقة ضاعت ليست فيها ذكر لله
وليست في طاعة الله فلنغتنم ساعات العمر ودقائقه قبل أن نندم
فنتمنى ما يتمناه بعض الموتى الآن.
وقفة
إذا رأيت نفسك فارغا فتذكر أمنية الموتى .
إذا فترت عن طاعة الله فاذكر أمنية الموتى .
اللهم أني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من عذاب النار
وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال
م
ن
الروابط المفضلة