بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد .. وآله وصحبه أجمعين ..
اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا اتباعه .. وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ..
والله إن الحق بين واضح جليَّ .. ونسأل الله أن لا يعمي بصيرتنا عنه .. إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
تقول أم خنور هداها الله وإيانا إلى الحق المبين :
الحمد لله الذي أظهر الحق الذي كان خافيا بسبب الزيف و تعمد أتهام الشيعة بأنهم يكرهون الصحابة
فأقول :
نعم .. الحمد ظهر الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً .. ظهر الحق وقامت الحُجة والله على من كان في قلبه زيغ أو إتبع هواه أو اتبع من أضله من علمائه الذين يُخفون عنه مثل هذه الأحاديث التي تروي تلك العلاقة الرائعة بين الصحابة وآل البيت .. ويملؤون قلوب العامة منهم بالحقد والكراهية للصحابة الكرام الذي أحبوا آل البيت وأحبهم آل البيت .. فكان بذلك بمثابة من ترك طريق الحق الواضح البيَّن إلى طريق الزيغ والضلال ..
لقد بان للجميع ماهية العلاقة الحميمة الطيبة المباركة التي كانت تجمع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين .. تلك العلاقة التي يكسوها الحب والتآخي والإيمان ..
فأين من صمُّوا آذاننا بدعواهم حب آل البيت وأنهم قدوتهم ونبراسهم من هذه العلاقة الحميمة ؟؟ لماذا لا يقتدون بمن يدَّعون أنهم يُحبونهم ويسيرون على خطاهم في محبتهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيرهم وإنزالهم منازلهم ؟؟!! .. أم أن المسألة مسألة إدعاء فقط ؟؟!! .. وأن إتباعهم ليس إلا لهواهم وليس لأهل البيت ؟! ..
فإن كانوا صادقين في دعواهم لحبهم لأهل البيت .. فدونكم كل تلك النصوص التي تروي تزكية آل البيت للصحابة وتوقيرهم وإنزالهم ما يستحقون من منزلة .. فهل أنتم فاعلون كما فعل من تدَّعون أنكم تُحبونهم وتوالونهم ؟! .. أم أن ما تُمليه عليكم أهواؤكم وما يحشوكم به علماؤكم أولى بالإتباع من أئمتكم ؟؟!! ..
أما بالنسبة لتعمد إتهام الشيعة بأنهم يكرهون الصحابة .. فنقول :
إليكم أقوالكم أنتم بأنفسكم في كتبكم التي تسبون فيها ليس الصحابة فحسب .. بل حتى عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسلم منكم فقد طعنتم فيه من خلال طعنكم في أم المؤمنين عائشة .. بل في أقل الأحوال أقول : إرجعي للوراء عدة صفحات من هذا الموضوع وانظري بنفسكِ كيف أنكِ اتهمتي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنفاق عياذاً بالله .. هذا .. وأنتِ الجاهلة التي لا تعرف أصول دينها .. ولم تقرأ الكتب ..
وهنا أسألكِ :
هل تعرفين دُعاء صنمي قريش ؟! .. ليس هناك شيعي لا يعرف ذلك الدُعاء .. فهل من الممكن أن تقولي لنا (بدون تقية) من هما صنمي قريش ؟! .. وعندها سنعرف إن كرهكم للصحابة صحيحاً أم إتهاماً منا لكم ..
ولولا خشية الإطالة لأحضرت هنا نصوصاً كثيراً جداً من طعن علمائكم في الصحابة وتكفيرهم ولعن وقذفهم بأبشع الألفاظ والشتائم والسباب .. أوبعد كل هذا تقولين لنا أننا نتهمكم ؟؟!! .. سبحان الله .. رمتني بدائها وانسلت ..
فضلاً عن الكثير من المقاطع الصوتية بأصوات علمائكم والتي ولا شك أنكِ قد سمعتي الكثير منها .. ولعل آخر ما وضعت في الصفحة السابقة من هذا الموضوع .. والذي فيه من اللعن والسب والشتم والطعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقشعر من جلود المؤمنين .. فما موقفكم يا شيعة من كل ذلك ؟! .. أليس موقف المتفرج المؤيد ؟! ..
ثم إني أسألكِ أنتِ سؤالاً وأتمنى عليكِ الإجابة (بدون تقية أيضاً) :
هل تُحبين الصحابة -كما يُحبهم آل البيت- وتترضين عنهم وتوقرينهم وتنزلينهم ما يستحقونه من منزلة رفيعة ؟! ..
ثم تقول أم خنور :
فهلا تشيع السنة إذ علموا الحقيقة
..
فنقول لها :
بالنسبة لنا .. فلا شيء جديد مما ذُكر أعلاه من مدح للصحابة من آل البيت وتزكيتهم .. فهذا ما تربينا عليه ولله الحمد والمنة .. لم نتربَ يوماً على الطعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولم نتربَ على كره صحابته وبغضهم ولعنهم عياذاً بالله .. بل تربينا على توقيرهم وحبهم وعلو شأنهم .. قدوتنا في ذلك حبيبنا وقدوتنا وشفيعنا يوم الدين محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين ..
وبالتالي فإن غيرنا هو الأولى بإتباعنا لتوافق منهجنا وما تربينا عليه مع منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وما تربى عليه آل بيته من حب للصحابة وتكريم وتزكية ..
تقول أم خنور :
و لكن أقول أن ما يحدث الآن من سب و غير ذلك ما كان ليحدث ، لولا أن الآخرين بدؤا يخفون حقيقة آل الرسول عن الناس و أحقيتهم بالخلافة
قلت لكِ سابقاً .. نحن لم يكن لدينا شيئاً خافياً علينا ولله الحمد .. فنحن منذ صغرنا ونحن نعرف قدر الصحابة رضوان الله عليه ومكانتهم .. وكل ذلك كان ظاهراً بالنسبة لنا وواضحاً ولا غبار عليه البتة .. بيد أن غيرنا (الشيعة) هم من يُخفون مثل هذه العلاقات الحميمة عن عامتهم .. ويزرعون في قلوبهم بدلاً من ذلك الكره والحقد والبغضاء ..
وأنا أسألك بالله العلي العظيم .. هل سبق وأن قرأتي ما نقلته أنا عن علاقة آل البيت الطيبة المباركة مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزكيتهم لهم ؟! .. أم أن ذلك كان خافياً عليكِ ؟! .. (وتذكري أني سألتكِ بعظيم يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور) ..
أما أحقية آل البيت بالخلافة .. فلو أنكِ قرأت بإنصاف وحيادية وبغير هوى ما تقدم من أقوال آل البيت في حق الصحابة .. لكان اتضح لكِ ماذا يقول الإمام علي رضي الله عنه في ذلك الخصوص .. إلا إن كنتِ ترينه يكذب .. فأقول : حاشا أبا الحسن ذلك والله .. فوالله لا يعرف الكذب ولا التقية والا الجبن إلى قلبه طريقاً .. وما قال إلا ما يؤمن به وما يراه من الحق ..
ومع ذلك .. أعدكِ بمشيئة الله تعالى أننا سنتناول هذه القضية في القادم من الأيام ..
تقول أم خنور :
و ليس من دين الشيعة بشئ و ها هي الأدلة يا ناس سيقت إليكم سوقا من كتب الشيعة تبرأهم من ذلك
فنقول :
إذا كان الأمر كذلك حقاً وواقعاً .. فلماذا لا تُنظفوا كتبكم وقبل ذلك قلوبكم مما دنسها من الحقد والكره والبغض لآل بيت رسول الله وصحابته الكرام ؟؟!! .. لتكونوا بذلك مقتدين بآل البيت الكرام ولهم متبعون ..
فكتب الشيعة لا تُبرأ إلا آل البيت مما نُسب عليهم كذباً وزوراً وبهتاناً من الطعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام .. أما الشيعة فالواقع يوضِّح وبكل جلاء وبما لا يدع مجالاً للشك منهجم في الطعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ..
لذا .. فإننا يجب أن نُفرق بين موقف آل البيت الطيبين الطاهرين من الصحابة .. وبين موقف من يدَّعون أنهم شيعتهم وهم يُخالفون في تلك المحبة والعلاقة الطيبة ..
أما فيما يتعلق بمعاوية رضي الله عنه :
فقد حاولت أم خنور كثيراً أن تُظهر لنا كفره ونفاقه .. وأنا هنا وإختصاراً للموضوع وتحاشياً للإطالة أسألها سؤالاً مُباشراً :
هل لكِ أن تُحضري لنا نصاً صريحاً لا غبار عليه للإمام (المعصوم) علي رضي الله عنه يقول فيه بكفر معاوية ونفاقه ؟! .. بدلاً من تأويل المتشابه من الكلام ؟! ..
ثم ..
يا أم خنور هدانا الله وإياكِ إلى الحق .. إليكِ أدناه صفات الإمام المعصوم عندكم :
فالإمام يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن ، من سن الطفولة إلى الموت ، عمداً وسهواً ،
كما يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان !
ويجب أن يكون أفضل الناس في
صفات الكمال من شجاعة وكرم وعفة وصدق وعدل ومن تدبير وعقل وحكمة وخلق .
أما علمه فهو يتلقى المعارف والأحكام الإلهية وجميع المعلومات من طريق النبي أو الإمام من قبله .
وإذا استجد شئ فلابد أن يعلمه من طريق الإلهام بالقوة القدسية التي أودعها الله تعالى فيه ،
فإن توجه إلى شئ وشاء أن يعلمه على وجهه الحقيقى ، لا يخطئ فيه و لايشتبه عليه ، و لا يحتاج في كل ذلك إلى البراهين العقلية ، ولا إلي تلقينات المعلمين ، وإن كان علمه قابلاً للزيادة والاشتداد . وذهب بعضهم إلى أن أحد الملائكة كان يلازم الرسول صلى الله عليه وسلم ليسدده ويرشده ويعلمه ، فلما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ظل الملك بعده . ولم يصعد ليؤدى نفس وظيفته مع الأئمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ..(أصول الكافى : باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمة (1/271-272) وباب الروح التي يسدد الله بها الأئمة (1/273-274) ..
وأنا هنا أسألكِ يا أم خنور هدانا الله وإياكِ إلى الحق :
أليس الحسن عليه السلام إماماً من الأئمة وتنطبق عليه تلك الأوصاف التي يجب توافرها في الأئمة ؟! ..
لا شك أن الجواب نعم ..
إذاً ..
طالما أنه
يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان ..
فكيف يُبايع الحسن وهو الإمام (المعصوم) من السهو والخطأ والنسيان رجلاً منافقاً معلوم النفاق (بزعمكم) وكافراً مرتداً ؟! ..
أم أنكِ ستقولين إنه كان مُرغماً (وقد قلتي ذلك فعلاً) ؟! ..
سنقول لكِ : وأين ذهبت الشجاعة التي هي من صفات الإمام المعصوم : (صفات الكمال من شجاعة وكرم وعفة وصدق وعدل ومن تدبير وعقل وحكمة وخلق) .. فكيف يُبايع رجلاً منافقاً (بزعمكم) رغماً عنه ومن المفترض أنه إمام معصوم شجاع بطل وصاحب عقل وتدبير وحكمة ؟؟؟!!! ..
فأنتِ الآن أمام أمرين :
إما أن تقولي : إن الإمام الحسن عليه السلام ليس إماماً وليس معصوماً .. لأنه بايع رجلاً منافقاً مرتداً كافراً (بزعمكم) .. ولا ينبغي للإمام أن يُبايع كافراً .. وهو بذلك قد أخطأ .. ومن صفات الإمام المعصوم عندكم أنه معصوم من السهو والخطأ والنسيان ..
وإما أن تقولي : إن الحسن رضي الله عنه كان يعلم (وهو المعصوم المُلهم من ربه وصاحب التدبير والعقل والحكمة) كان يعلم أن معاوية ليس منافقاً ولا كافراً ولا مرتداً .. لذا .. رأى أن يلجأ إليه عندما أحس من شيعته الغدر والخيانة .. ولو كان يعلم ويعرف بأن معاوية كافر منافق لما بايعه ولو تم قتله وصلبه وقتل جميع أهله .. فهو شجاع بطل لا جبان رعديد يخاف على حياته لدرجة أنه يقبل أن يحكمه كافر منافق مرتد (بزعمكم) ..
فماذا أنتِ قائلة ؟؟؟!!! ..
أما قولكِ :
و ذكرت : أوصيكم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا تسبوهم، فإنهم أصحاب نبيكم، وهم أصحابه الذين لم يبتدعوا في الدين شيئاً، ولم يوقروا صاحب بدعة، نعم! أوصاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في هؤلاء)
إن رجلاً ممن يبغض آل محمد وأصحابه الخيرين أو واحداً منهم يعذبه الله عذاباً لو قسم على مثل عدد خلق الله لأهلكهم أجمعين) .[تفسير الحسن العسكري ص196
فأقول ليسوا كل الصحابة بل الخيرين منهم كما ذكر في الحديث .
فأقول :
سبحان الله .. هل استثنى علي رضي الله عنه أحد من الصحابة في الحديث أعلاه ؟؟!! .. فأتمنى عليكِ أن تقولي لنا من الذين استثناهم من الصحابة حتى نعلم ذلك .. لأنني عن نفسي لم أرَ أنه قد استثنى منهم أحداً ؟؟؟!! .. ولا أدري لعل العتب يكون على النظر !!! .. بل الذي رأيته أنه قاله رضي الله عنه مما قال : (إن رجلاً ممن يبغض آل محمد وأصحابه الخيرين
أو واحداً منهم يعذبه الله عذاباً لو قسم على مثل عدد خلق الله لأهلكهم أجمعين) .. بمعنى أنه لم يستثنِ أحداً .. فمن أتيت بالاستثناء ؟؟!! ..
ثم ..
سبحان الله أُخرى .. سبق وقلتي في بداية ردكِ أن الشيعة لا يكرهون الصحابة .. وأن مسألة كره الشيعة للصحابة مجرد إتهام من الغير لكم .. وتأتين وبعد عدة أسطر من ذلك الكلام لتنقضيه مباشرة وتقولين ليس كل الصحابة خيريون صالحون !!!! .. فلله العجب !!! ..
ثم ..
إن عدم أخذكِ بما قاله علي رضي الله عنه يعني أنكِ لست صادقة ومُخلصة في حبكِ له ولآل البيت .. وإلا لما ترددتي لثانية في قبول ما يقول من الحق المبين .. فراجعي نفسكِ قبل أن يفوت الفوت ..
أما ما يتعلق بكتاب الكافي :
فأقول : إن لا يختلف إثنان من الشيعة العارفين .. بصحة ذلك الكتاب ومكانته وقدره عندكم .. وكما سبق وأوضحت .. إنه عندما بدأت تتكشف حقائق ما كان يخفيه علماؤكم عنكم من تلك الكتب بدأوا يتبرأون من صحته .. وإلا فأني سبق وأدرجت نصاً لكبار علمائكم يقول بأن الكافي إضافة إلى الكتب الثلاثة التي ذكرتها مقطوع بصحتها .. بمعنى أنه لا مجال للشك بمضامينها ..
وبالمناسبة .. وهذا والله نصيحة مشفق عليكِ يا أم خنور وهي لنفسي قبلكِ :
عليكِ بعرض كل ما تقرأين وتسمعين وترين على كتاب الله وسنة رسول .. فما وافقهما من ذلك خذي به بلا تردد .. وما عارضهما منه فأضربي به عرض الحائظ كائناً من كان صاحب ذلك الكلام ..
وأخيراً ..
أسأل الله جلَّت قدرته .. أن يفتح على قلبكِ ويُنير بصيرتكِ .. وأن يُرينا وإياكِ الحق حقاً ويرزقنا إتباعه .. ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .. فوالله إن الحياة لقصيرة .. وهي دار تزود لا دار قرار .. ولو كانت دار قرار لما باد من كان قبلنا وصرنا لهم خلفاً ..
فالبدار البدار .. قبل أن يكون يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون .. إلا من أتى الله
بقلب سليم ..
والله تعالى أعلم وأحكم ..
تحياتي ،،،
الروابط المفضلة