,,
حينَ شُردّتُ يا أمي ...
لمْ يلْقفني سوى منْفى مُعْتلٍّ مخْبول
في اليقْظة سرقوني ...
وتداً زرعوه في قلْبي ...
وقالوا دراكولا قتله ...
مرّغوا وجْهي في التّراب لذاكَ الملْجأ
كُبلّتُ في شظايا الأماني
وقالوا بكل هزأ
سننْظر في الجرْم للحْظة
وعلى انْطواءات أحْلام اليقظة
أرْسيتُ مرْساتي لأجْل تلْكَ النّظْرة
هناكَ حدّقْتُ في الملْجأ منْ خلْف سياجٍ يتوكأ
فثمّةَ ...
إطارٌ حصر قطْعة منْ سما
نجمٌّ أدّ ضيائه بعْد أنْ كان مُرْسلا
لأرْضٍ وصبا ...
لفّ وأوْشح نفْسه بثوْب ليْلٍ
دامسٍ دفينٍ بيْن الذّكريات
ووداعاً يا أمْنيات ...
عزاءٌ مفْتوح ...
لأنّ اسْماً بات هامشاً بيْن دفّتي المتون
اكْتسى جزْءٌ منْه بالغبار
ونصْفه حفّهُ ويلاتُ الخذول
فأصْبح مقْطوعةٌ ذاتُ شجون
اتّخذتْها مسْكناً ميكروبات السّنون
حائطٌ وَرِف لكنّ باطنهُ خَرِب
تشابكاتٌ في المكْنون
ولِبْناتٌ مُرتبة بأناقة
منَ الظاهر للعيون ...
موضوعٌ على شفا الجُرْف
وفي أيّ لحْظة قدْ يعور
صدْعٌ يابسٌ ...
غصّةُ حلقوم ...
طائرٌ بلا جنْحان ...
فاسْتعاضّ عنْها بالقفْز لتدور العجلة ببطء
.... وحان الإنْتظار
مسْتودعٌ نصْفٌ مهْدود
جُدْرانه مُتآكلٌ بعْضه
ظلامٌ اكْتنف عمْقُه
وهناكَ فتْحة منْ هشّ الحصير
ينْتظر الرّميم ...
عجوزٌ رؤوم
كَهُلَتْ منْذ انْدثار الحنين
ترى شحوبها على وجْهها
فتقول بأنّها عدّت قرون
وتنْتظر على عتبات الملْجأ علّ البرّ
أنْ يعود ...
هناكَ بقرْبها أحلْتُ المشْهد للمحْكمة
فتحوا ملف قضيّة
نظروا فيها ثمّ إليّ
وحّدوا صوْتهم أنْ للقاضي تُحال
أمْنيتُ نفْسي أنّها موْطني غُرْفة الإنْتظار
وطال الإنْتظار
وطال ...
وعلى صوْت الصّخب
مطْرقةُ القاضي أيْقظني
رماني بأوْراقٍ صفْراء بليّة
أوْهمني أنّ المجْني عليه قدْ صُرع
وقالوا انْتحر ...
قادوني بعنْفٍ ونفوني
والآن خلْفَ قُضْبان السّجْن يا أمّي
ملْحوفٌ بدثار النّسْيان ...
,,
نديّة الغروب
,,
الروابط المفضلة