:
مؤلمٌ أن يكون جـلادكَ هو أقرب الناس إليكـ ،
يشهر في وجهك خنجراً كلما اقتربت منه ،
وأنتَ بدورك لا بدَّ أن تتقن دور اللا مبالي حتى لا يفقؤ الخنجر إحدى عينَيكـ .
إذ لربما يفيدك التمثيل في الخلوات على عدم الخوف ،
فتخرج بنتيجة أنك حتى تمثل الشجاعة على نفسك ،
وليس بمسموحٍ أن تضعف قليلاً ،
إذ أنّ للجدران عيـــون !
ويـآ ويلتى إن نطقت إحدى العينَين بما تحاول أن تخفيه ،
أو زلّ لسانكَ _على حين غرّة _ بما هو مُلجمٌ منه .
وبينا أنتَ تعيش في آلامٍ خالصة ،
ويرونكَ كأنكَ تعيش الهناء بأسمى آياته ،
فتنطلقُ العيونُ الحاسدةُ لتصيبك في مقتل !
لتمقت السعادة وكل مـآ تشير إليه _دام هذا مـآلها !
وفي حينِ يدّعون أنكَ أمـآمهم صافٍ كالماء ،
يرون ما تحمله تلك المضغة الحمرآء ،
إلا أنهم وبكل ما تحمله الحقيقة من معانٍ ،
فإن أعينهم عمياء عن لباسك الخارجي _عوضاً عما بداخلك _ .
لكنك تضطر للتظاهر بالتصديق ،
إذ لو أنكرت لكان ما لا يُحمد عقبـآه !
وحين تضطر للملمة كل البعثرة ، وكتم كل الصرخات ،
وتؤويها بكل ترتيب في مكانٍ ما لم يزل فيه فراغ ،
فإن الفوضى تعمّ وتعمّ ، ولن يرتبها إلا الموتـ !
وحين تضطر لنثر ألمكَ على صفحات جوفـآء ،
أملاً في امتصاص القليل ، ورغبةً في ألا تُفضح ،
فإنك لا تستطيع الاستمرار ،،
إذ ترتجف الأنامل ولا تقوى على الحراك ،
وتهدد الدموع بقريب الهطول ،
لتخبر أن البوح قد انتهت جولته ، وإن كان هناكـ بقية !
السبت
12_12_2009
الخامسة م
الروابط المفضلة