مدخل /
كَيفَ كُنتُ ؟
. . وَ اليَومَ مَاذَا أَصبَحتْ ؟
أَرأَيتَ إلى أَيِّ حَالٍ وَصلتْ ؟
. . . . . . . . أنا مُهتَرئٌٌ كَـ أَنتَ ..
. . بعدَ إستعادة جُثّتِي من ذاكَ المنفى , خالجَ وجدانِي شيءٌ من الإحباط .. بيدَ أنِّي كُنتُ على فأَلٍ آن ذاك !
مَرّت بِي أيامٌ وَ أنا على أزِقة الإنتظار ..
أعبُر تِلكَ الأرصفة المهجورة , وَ بُؤسٌ يرمِيني للضفّةِ الأخرى من ذاكَ المكانِ المنفِي ..
قالَ لِي – أحدُهم – : بأنّه لا مكانَ وَ لا مَوطِن للبائِسينَ ها هُنا . . فَـ ارحل !
. . . . . . هَه !
كَيفَ ذاكْ ؟! .. وَ هذا المتَرعُ لا يحمِلُ إلا معنى البُؤس ؟ !
وَاصلتُ ذاكَ الطريقِ الضيِّق , الوعِر , المُظلم ..
. . وَ فِي أثناءِ طريقِي هُناك ,
إستوقفتنِي قافِلةُ قُطّاعِ طُرق !
آآه , أَ لَا يكفِي ما حلَّ بِي مِن تَشريد ؟!
. . كُنتُ لا أملِكُ آن ذاكَ إلّا زادِي وَ شيءٌ مِن بقَايا ردائِي المُهترئ !
أسرُونِي وَ أبعدُونِي بعيدًا حيثُ لا أعلم !!
حيثُ كُنتُ خلفَ رِواقِ القهرِ والحرمانِ ,
حنَانيكَ , بَعضُ الشّر أَهوَن مِن بَعضٍ !
غُربَه , ونَفيٌ عن وطَن ..
دَعوتُ ربّي علَّنِي أحضى بشيءٍ من فضلِه ( )
. . لَم يمُر على ذلكَ الحدَثِ إلا بضعَ ساعاتٍ إلا وغمامَةٌ صحِبت معها إعصارٌ لَهم , وفَرجًا قريبًا لِقلبِي البئِيس :”"”
هدَمت ذلكَ المعقِل وَ أصبحت حُصونُهم كَـ أعجازِ نخلٍ خاويَه ..
فَررتُ هاربًا مِنهُم قبلَ أن يَأبهُوا بِي ..
. . حيثُ استوقفتنِي سِكّةُ حدِيدٍ وجعلتُ انتظِرُ ذاكَ القِطارِ البعيد ,
لازلتُ أتذكّرُ ذاكَ الوطَنِ الذِي اِحتَوانِي بِكلّ أنواعِ الظُّلمِ والحرمانِ ..
. . . أشتاقُ إلى ذلكَ المنفى , الذِي أصبحَ أوسَعُ لِي من قُلوبهم , مواطِنهم , قهرِهم !
جثَوتُ على ركبتيّ ..
جسدِي بلَغَ مِن الإِرهاقِ عِتيًا ..
قدمَايَ كَـ العِظامِ البَالِيةِ , لَا تقدِرُ عَلى شَيءٍ مِمّا أتاَهَا ..
وَعَينَايَ ذَابِلتَان , آه لَو أنَّنِي كَ الأَعمَى ..
. . . . ذاكَ الذِي تَعرفُه وَسيمًا فِي كُل شَيءٍ ,
قَلبُه / عَقلُه / جسدُه / حتّى رِداءُه الأَبيض ذَاك الّذي تُحبّه
بَدأ مُهتَرئًا بَعدكَ ..
الروابط المفضلة