** وأحضرت الأنفس الشح **
البخل
ذلك الداء العضال الذي يحرم صاحبه وأهله من خير الدنيا والآخره,
تراه ممسكًاً على قرشه يجمع الواحد فوق الآخر ,
يمنع نفسه لذات الدنيا ويجعل أهله يتمنون موته,
أحمق.. يظن أنه بذلك يحفظ رزقه ولا يعلم المسكين أن الرزق بيد الله ,
إنه بهذا يتهم ربه انه قد لا يرزقه غدا ،
أولم يسمع قول الله تعالى(وفى السماء رزقكم وما توعودون)الذاريات
ولكن الإنسان :قتور بطبعه يحب المال حباً جما
قال تعالى (وإنه لحب الخير شديد)العاديات 8,
يكنز المال، وقد يمنع زكاته ولا يعرف المسكين ما ينتظره ،
قال تعالى :
والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم،
يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم
هذا ماكنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون . التوبة/ 34 :35 .
إن خطر البخل عظيم لأنه يحرم صاحبه الأجر ويمنعه من الخير ويوقعه في الحرام.
والبخل درجات
- فمنهم شديد الحرص الذي ينفق بقدر ويحسبها بشده قبل الانفاق،
وهذا وإن تضرر منه البعض إلاانه لا يلام إذا كان يؤدى حق الله.
- نوع اخر بلغ به البخل مبلغا فامتنع عن الواجبات الإجتماعية
من زيارة اقارب وخلافه ,حتى لاينفق أي مال زياده عن الواجب
وهذا النوع من البخلاء منعزل عن الناس فبنظره مخالطة
البشر مكلفة وعدمها أفضل
, -اما النوع الاخير والعياذ بالله فهو.....قد منع الواجب
والمستحب والفرض ايضا
,منع اهله من حقوقهم وتركهم بلا نفقه ,ومنع حق الله فلم يؤد زكاة ولا صدقه
,وهذا الصنف تجده يكنز المال ولا يظهر عليه اثر النعمه ,
يكرهه من حوله ويضمرون له البغضاء ويتمنون زواله من هذه الدنيا
ليستمتعوا من بعده وهذا النوع للاسف كثير ومشاهد ،
كان لي زميلة رثة الثياب
أراها دائمًا منطوية حزينة وكنت أرئف لحالها الذى يدل على الفقر المدقع,
بعد سنوات شاهدتها والحال غير الحال ورائحة الرفاهيه والنعيم تغدقها ,
وكان سر تغير الحال ويا للعجب هو وفاة والدها !!!!!!!
نعم توفي والدها البخيل الذي كان مقترا عليها هى واخوتها أشد التقتير ,
فتنعموا بماله الذي بلغ الملايين وظهرت عليهم اثر النعمة بعد حين ولا حول ولا قوة الا بالله.
أتعجب كيف يكنز أحدنا لغيره ,نعم يحرم نفسه وذويه من متع الحياة ليموت وما انفق
من ماله شيئا فلا دنيا حصل ولا عمل لآخرة ترضى ربه.
تحضرنى قصة جارتنا الذى توفى زوجها تاركاً لها طفلا صغيرا .....
وتزوجت رجل لا ينجب وهى تظن انه سيغدق
عليها وعلى ولدها بالحنان والعطف,
تقول: فوجئت به يطرد ولدي حتى لا ينفق عليه ,
بل يمنعني من أن أستقبله في بيتي فهو يضن
عليه باللقمة حتى التى يأكلها فى بيتي ,
بخيل للغايه يغلق على الطعام ولا يترك في يدي قرشاً ،
لعنة الله على البخل واهله،
ولكن العجب العجاب من نوع اخر من البخل يؤذي أكثر من البخل المادي ,
نعم:أن تبخل بالعاطفة على من حولك ,
تبخل بكلمة حب تقولها لزوجتك ,تبخل بتربيتة حنان على ظهر ولدك ,
تبخل إبتسامة في وجه جارك ,تبخل بمسحة
على رأس يتيم لا يريد منك إلا قليل
هذا البخل قد يكون صاحبه كريم ماديا
إلا أنه لا يعرف عن كرم المشاعر شيئا ,
وهو نوع قاتل يؤدي إلى الجفاء والكراهيه بل
وإلى إنحراف ذوي النفوس الضعيفة ,
فكم من زوجة أفتقدت كلمة حب من زوج بخيل عاطفياً فانتطلقت تبحث
عنها في غرف الدردشة , وكم من إبنه لم تجد
الحنان في بيت أهلها فبحثت عنه عند ذئب
ماكر يجيد اختيار الكلمات ,
فياله من شح أهلك أهله ...
ولنفهم نفسية البخيل لابد لنا أن نعرف أولا أن
كل منا به بعضاً منه شاء أم أبى وهو مفطور في الجبلة البشريه ,
دفعه من دفعه وسار معه من سار,
والبخيل هو شخص في قلبه خوف ونقص في
اليقين,خوف من قلة الرزق ,
ونقص في يقينه بأن الله رازقه ,فيكنز القرش
خوفا من الفقر وحتى يضمن المستقبل (في نظره طبعاً)
وقد ينقلب السحر على الساحر فيصبح اكتناز المال في حد ذاته متعة
يفعلها وهو راض سعيد فيفرح بمشهد النقود الورقية المصفوفة
ويطرب قلبه كلما زاد رصيده فى البنوك يوما
بعد يوم ، وهذا والله داءه عضال قد لا يرجى
شفاءه عافانا الله واياكم منه.
فمن وجد في نفسه حباً للمال وجمعه فليعلم أنه على خطر ,
,فالإسلام إنما جعل المال وسيلة وليست غاية ,وسيلة لتكف عن نفسك سؤال الخلق ,
ولتقضي حاجتك في يسر ,ولتعفك أنت وأهلك ,
فإذا أخذك جمع المال وحبه عن أداء حق الله في ماله ,
فتعساً وبئساً لهذا المال ,لقد حارب أبى بكر الصديق رضي الله عنه :المرتدين لأنهم منعوا زكاة مالهم ,
ذلك لأن المال في أصله مال الله ومن أنكر الزكاة
فقد أنكر ركناً من أركان الدين ,
وليعلم كل منا أن النفس أمارة بالسوء ،
فإذا وجدت نفسك تثبطك عن الإنفاق فحاربها بمزيد من الإنفاق ,
إن ر أيت منها ميلاً للتضييق على أهلك فقاومها بالتوسعه ,
وهنيئاً لمن أنفق ماله في سبيل الله فهذا والله هو الفائز الأكبر .
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
" لا يجتمع الشح والإيمان في جوف رجل مسلم
"الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن جرير الطبري -
إسناده صحيحيالله ... الهذه الدرجه يصرع البخل صاحبه
فيخرجه من حظيرة الايمان ،
,لو يعلم البخيل ما فقد لعض اصابع الندم حسرة وكمدا ,
لو يعلم كم يخلف الله عليه بانفاقه لود ان انفق كل ماله
,يقول الحق سبحانه وتعالى: إنما أموالكم و أولادكم فتنة و
الله عنده أجر عظيم* فاتقوا الله
ما استطعتم و اسمعوا و أطيعوا و أنفقوا خيرا لأنفسكم و
من يوق شح نفسه
فأولئك هم المفلحون * إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه
لكم و يغفر لكم و الله شكور حليم*عالم الغيب و الشهادة العزيز الحكيم) التغابن 15-18
الروابط المفضلة