بكل حب و أمل في النفوس يزيد
ما أجمل تلك الأيام المباركات التي منحها الله لعباده المؤمنين
لمن صام وقام إيمانا واحتسابا
جائزة من الله عز وجل لعباده على صبرهم وتسليمهم وحسن اتباعهم
وحق على كل مسلم أن يسعد ويفرح بقدوم العيد
وواجب عليه أن يدخل السعادة على أهل بيته ومن حوله
وان يقوم بواجباته تجاه الفقراء والمحتاجين
فأعيادنا دائما تعبيرا عن خضوع المسلم لله عز وجل
في الطاعة والعمل القلبي والبدني والعطاء المادي
فكما نعلم جميعا أن للمسلم عيدين فقط .
رُوي عن أنس قال: قدم النبي المدينة ولأهلها يومان يلعبون فيهما،
فقال: "قد أبدلكم الله ـ الله ـ بهما خيرًا منهما؛
يوم الفطر ويوم الأضحى".
فعيد الفطر يأتي بعد الصيام والقيام وتلاوة القرآن وتدارسه والاعتكاف ,
وعيد الأضحى يأتي بعد أداء فريضة الحج لمن يسر الله له حج بيته الحرام
وبعد اغتنام العشر الأوائل من ذي الحجة في طاعة الله عز وجل والعبادة
لمن لم يقدر له الحج .
فيفرح المسلم بتمام نعم الله عليه وفضله وكرمه
" قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"
(يونس: 58 ).
ونعلم أبناءنا أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص اللهو المباح
والمرح وإظهار السعادة في تلك الأيام المباركة
لأنه شعيرة من شعائر الإسلام .
رُوي عن عائشة قالت :
إن أبا بكر دخل عليها والنبي عندها في يوم فطر أو أضحى،
وعندها جاريتان تغنيان بما تَقاوَلَت به الأنصار في يوم حرب بُعاث،
فقال أبو بكر: أمزمار الشيطان عند رسول الله!
فقال النبي: "دَعْهما يا أبا بكر؛
فإن لكل قوم عيدًا، وإن عيدنا هذا اليوم".
وهناك أمور يجب أن نقف عندها
حتى لا تنسينا فرحتنا بالعيد واجباتنا وعبادتنا ,
وعلينا كآباء وأمهات الانتباه إلى أمر هام جدا
وهو أن يرانا أبناؤنا قدوة صالحة ,
وألا تلهينا فرحتنا الواجبة في العيد التزامنا
بزكاة الفطر وآداب وأحكام العيد ,
فينشأ الأبناء في جو إيماني ويسعدوا بحبهم للفقراء والمحتاجين ,
ونغرس في نفوسهم حب الغير وبذل العطاء
وهناك خطوات عملية حتى نقربهم من تعاليم الدين في تلك المناسبات :
- تحديد مبلغ ولو بسيط وتوزيعه على كل فرد من أفراد الأسرة
وأن يقوم كل واحد بالبحث عن فقير أو محتاج
ممن حوله وإعطائه ذلك المبلغ .
* الذهاب مع الوالد لمن يعرفهم من المحتاجين وإعطائهم الهدايا والنقود .
*البحث في الملابس التي بحوزتنا وتكتظ بها الدواليب
وإخراج الأم لها بمساعدة الأبناء واختيارهم للملابس التي صغرت عليهم
بشرط أن تكون مناسبة أن يرتديها غيرهم ولا تكون قذرة أو مقطعة .
وكذلك أغراض ليسوا في حاجة لها ويستطيعوا شراء غيرها
حتى لو كانت مازالت جديدة والذهاب إلى من يحتاجها
بعد تغليفها وتقديمها لهم بطريقة حسنة .
* نصطحب أبناءنا إلى السوق ونختار لمن نعرفه
من فقراء الحي أو العائلة ملابس خاصة بهم جديدة
تناسب احتياجاتهم حتى يعلموا أن العطاء ليس فقط بما نستغنى عنه .
*تعويد الأبناء على التبسم في وجه من نعطيه تلك الأشياء
وتعطيرها بعطر فواح وكذلك تعطير النقود قبل إعطائهم إياها
فهي تقع في يد الله عز وجل قبل أن تقع في ايدي المحتاج .
* إخبار الأبناء أننا من بحاجة لهذا البذل وهذه الصدقات
ونحن أكثر استفادة من الفقراء بها
لأننا نرجو الثواب من الله عز وجل والعفو والعافية عنا والجنة .
نأتي إلى يوم وقفة عيد الفطر بفرحة تملأ القلوب وبعطاء بلا حدود
فيجد أبناؤنا أن رمضان لم ينتهي في قلوبنا ويظهر جليا
في طاعتنا لأمر الله ورسوله في إخراج زكاة الفطر
ليعيشوا معنا المعنى السامي لتلك العبادة
ويتعلموا أنها قربة لله عز وجل وتطهير للنفوس وجبر للصيام
بإخراجنا إياها فتتأصل عندهم فكرة أن ما نخرجه للفقراء نحن أحوج إليه منهم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين
صححه الألباني
وهى تخرج قبل طلوع شمس يوم العيد
وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكمتها
وأنها طهرة للصائم من اللَّغو والرَّفث اللذين قلَّما يسلم صائم منهما،
وهي طُعمة للمساكين حتى يكون المسلمون جميعاً يوم العيد
في فرح وسعادة وتكافل اجتماعي راق
وإدخال السرور على قلب المسلمين في تلك الأيام المباركة
عن عائشة رضي الله عنها :
" من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله ثوابا دون الجنة "
رواه الطبراني
ولا ننسى أن لعائلتنا نصيبا وافرا من ذلك السرور وتلك السعادة التي ترضي الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم
فتكون سعادة ممزوجة بإيمان يتضح
عندما يقوم كل مربي وكل أب وأم بالالتزام بآداب العيد
مع أبنائه فيبدأ الوالد بالتكبير
ويردد معه الأبناء والزوجة ولكن دون الجهر به
فالتكبير في العيد سنة عن النبي محمد وقد ذكر القرآن في آيات الصيام :
"ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم "
ويبدأ التكبير من وقت الخروج من المنزل إلى الصلاة
حتى بداية خطبة العيد
ويكون في المنازل والطرقات والمساجد والأسواق .
وصيغته :
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد؛
الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً .
ونتبادل الدعوات مع أسرتنا ومن نقابله أن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .
وتقوم الأم بإعداد وجبة إفطار خفيفة وسريعة قبل الذهاب إلى صلاة العيد ,
فهي سنة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
وتحرص على وجود التمر فيها إتباعا للسنة النبوية .
ثم الذهاب سويا إلى المصلى حتى وإن كان هناك عذر شرعي
يمنع الأم أو بناتها من أداء الصلاة ,
فالأمر لا يقتصر على الصلاة ,
بل مشاهدة تجمع المسلمين وإحياء لسنة الحبيب
روت أم عطية :
أمرنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن نخرج في الفطر والأضحى
العواتق والحيّض وذوات الخدور،
فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير، ودعوة المسلمين.
ثم الرجوع من مكان مخالف عما ذهبنا منه
لأداء الصلاة وذلك تنفيذا لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم .
وبعدها تصل الأسرة إلى بيتها بعد أداء حقوق الله عليها
بحب وإيمان وفرحة وسعادة تملأ القلوب
وتغمر النفوس طمأنينة وأمان
لتستريح العائلة ثم تبدأ رحلة الزيارات العائلية الدافئة وصلة الأرحام
والخروج إلى المتنزهات
والتوسعة على الأهل بالفسح والطعام واللعب المباح .
أترككم مع الكحك والبسكويت وحلويات العيد اللذيدة
الروابط المفضلة