السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ 8 سنوات تقريباً – أي منذ تزوجت – وزوجي معتاد كل ليلة أن يقضي معظم وقته مع أصدقائه في الديوانية، ويعود إلى البيت في وقت متأخر،
فلا شيء يمنعه من الذهاب إليها حتى في الأوقات التي أحتاج أنا وأولادي لأن يكون معنا، أعيش الوحدة القاسية، أفتقد زوجي، أبحث عنه فلا أجده، لقد صرت أغير من الديوانية وكأنها ضرة لي، فكيف أجذب زوجي إلي وإلى بيته؟ وكيف أصرفه عنها، أو على الأقل يعود إلى البيت مبكراً لأنعم أنا والأولاد ببعض الوقت معه؟
رحاب- بيان
• كثيراً ما تشكو الزوجة من أن الديوانية تأخذ وقت زوجها الذي هي أحق به، والواقع أن الديوانية جزء من الموروث الاجتماعي في المجتمع الكويتي لا يمكن إغفاله. ورغم التغيير الهائل الذي حدث في المجتمع فمازال الرجل الكويتي أو الخليجي يعطي أهمية كبيرة للديوانية، ويرى فيها مكاناً للراحة والتنفيس والسمر والالتقاء بالأصدقاء، ولا يمكن أن تأتي الزوجة – وبكل سهولة – وتغيّر هذا النمط الاجتماعي الذي تنشأ عليه الرجل في حياته.
إن محاولة الزوجة منع زوجها عن الديوانية أشبه ما يكون بالسباحة ضد التيار، وهذا لا يعني التسليم والاستسلام للأمر بل بإمكان أي زوجة ذات فطنة أن تجذب زوجها إلى البيت عن طريق أن تجعل وقته داخل البيت مرتبطاً بخبرات سارة تدفعه هو نفسه لأن يقرر عدم الذهاب إلى الديوانية والبقاء داخل البيت مع الزوجة والأولاد. وأنصح أي زوجة بأن تتبع الأسلوب التدريجي الآتي:
- عليك أولاً فهم طبيعة زوجك، وأن تعلمي بأن مخاطبته بأسلوب ( إنك مقصر) أو ( إنك تقضي وقتك في الديوانية وتتركنا ).. سيأتي بأثر عكسي.
- عقد جلسة تفاهم ومصارحة بينك وبين زوجك، تطرحين خلالها ما تحتاجين إليه منه، ويمكنك خلال تلك الجلسة أن تطرحي عليه أن يحدد لك وقتاً جزئياً محدداً وثابتاً تقضيانه معاً، وبعد أن تصلحي على هذا الوقت تسيرين على مبدأ ( خذ وطالب) بمعنى أن تطلبي منه أوقاتاً أخرى لك ولأولادكما، وهكذا.
- يمكنك من خلال هذا الأسلوب أن تضمني وقتاً لن يرفض زوجك أن يقدمه لك مثل وقت لكما معاً أسبوعياً تذهبان فيه إلى أي مطعم أو منتزه، أو وجبة يتواجد فيها الزوج ليجتمع شمل الأسرة، أو يوم في الأسبوع لخروج العائلة كلها معاً إلى البر أو البحر، أو وقت للأبناء الكبار لمناقشة أمورهم. فأنت هنا لم ترفضي ذهابه إلى الديوانية وفي الوقت نفسه حصلت على وقت يتواجد معك فيه.
- الزوجة الذكية تحاول أن توجد الوسائل التي تجذب زوجها إلى بيته وتجعله في النهاية يترك الديوانية ويهرول عائداً إلى بيته.
مجلة الفرحه
العدد (3) نوفمبر 1996 ـ ص : 61
الروابط المفضلة