السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم .. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم ...
ما أجمل أن يصبح القرآن شغلنا الشاغل ...
إخوتي أخواتي بالله ....
ربّما لن أفوز في المسابقة ... لكن يكفيني شرفاً أنّني أَبحرتُ في بحر القرآن الكريم ..
ووجدتُ في ذلك لذّة لا توصف ... وهذه هي جائزتي الحقيقية
تأمّلوا معي هذه الآية الكريمة ...
قال تعالى في كتابه الكريم :
( ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلّهم يرجعون ) " 41 " سورة الروم
في الحقيقة ... يعجز اللسان عن التعليق ...
لكن لا بدّ من ذلك فالتعمّق والتفكّر في آيات الله يحتاج إلى فهمها بدقّة ...
سبحان الله الذي أنزل هذا القرآن الكريم الذي يناسب كلّ زمان وكل مكان ..... !!
ألا تشعرون أنّ هذه الآية قريبة إلى واقعنا الذي نعيشه ... ؟!!
مع أنها نزلت قبل ألفٍ وأربعمئة سنة ... !!!
نزلت عندما شنّع على المشركين في عبادتهم لغير الله .. فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة ليبيّن
لنا الأسباب الموجبة للمحنة والابتلاء وهي الكفر وانتشار المعاصي وكثرة الفجور والموبقات التي بسببها تقلّ الخيرات وترتفع البركات ....
ألا تلاحظون أن سبب نزولها مناسبٌ تماماً لعصرنا هذا ؟!!
ربّما سيقول البعض منكم : لكنّنا لم نفهم تماماً ما المقصود بهذه الآية ..
لكن على رِسلِكم ... سأوافيكم بمعنى الآية كلّها ...
بسم الله الرحمن الرحيم
( ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلّهم يرجعون )
ظهر الفساد في البر والبحر, كالجدب وقلة الأمطار وكثرة الأمراض والأوبئة; وذلك بسبب المعاصي
التي يقترفها البشر; ليصيبهم بعقوبة بعض أعمالهم التي عملوها في الدنيا; كي يتوبوا إلى الله -سبحانه- ويرجعوا عن المعاصي, فتصلح أحوالهم, وتستقيم أمورهم.
فالله جلّ وعلا يقول لعباده في كتابه العزيز :
( ظهر الفساد في البرّ والبحر )
فالبلايا والنّكبات ظهرت في برّ الأرض وبحرها ... وانتشر الجدب وكثُر الحرق والغرق
ومُحقتِ البركات وكثُرَت المضارّ ونقصت الزروع والثمار ... ما سبب كلّ هذا يا تُرى ؟!
( بما كسبت أيدي النّاس )
كلّ هذا بسبب ما اقترفه النّاس من معاصي ... وبسبب شؤم تلك المعاصي .. فصلاح الأرض والسّماء لا يكون إلا بالطاعة ...
( ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلّهم يرجعون )
قد يتبادر إلى أذهان البعض هذا السؤال : لكن لمَ يفعل الله هذا بعباده مع أنهم عباده وهو الذي خلقهم ؟
فأقول لهم : أولاً .. لا اعتراض على حكم الله ... ثانياً ... إن في هذا خيرٌ لهم ..
فالله عز وجل أراد بهذا أن يذيقهم وبال بعض أعمالهم في الدنيا قبل أن يعاقبهم بها جميعاً في الآخرة ..
لعلّهم يتّعظون .. ويتوبون إلى الله ... ويرجعون عمّا هم عليه من المعاصي والآثام ..
والحمد لله أنّه قال : " بعض " لأنّه لو أراد أن يعاقبنا على كلّ أعمالنا لهلكنا منذ زمنٍ بعيد ..
قال تعالى في سورة : " ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى "
وكم من الآيات والأحاديث تنبّهنا لهذه الفكرة .... لكن هيهات هيهات أن نعتبر !!
فقد ققال تعالى في سورة آل عمران :
" أولمّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم "
وقال سبحانه في سورة الأنفال :
" ذلك بأن الله لم يكُ مغيّراً نعمةً أنعمها على قومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم "
ماذا استفدتُم من تأمّلكم لهذه الآية الكريمة ؟
* كما تدين تُدان وكما تزرع تحصد .
* من خلال هذه الآية عرفنا ما هي أسباب الابتلاءات التي تنزل بالأمم بشكل عام
وأسبابها طبعاً واضحة من مظاهر الفساد المنتشرة في مجتمعاتنا ومن هذه المظاهر :
- الفجور المنتشر من اللباس الضيّق والتّبرّج .
- ضياع عقل الشباب المسلم والفتيات المسلمات بشكل عامّ بالأغاني والموضة وإشباع شهوات النفس .
- الأمراض الجديدة والخطيرة التي ظهرت فجأة وعدم معرفة سببها وعلاجها ...
مثلاً : مرض سارس ، والإيدز ، والجمرة الخبيثة .. اللهم أبعد عنّا هذه الأمراض ...
- البرامج التلفزيونية الشيطانية التي ظهرت من جديد لكي تقضي على أهداف الشباب وتلهيهم
عن كل قضيّة متعلّقة بالإسلام .. مثل برنامج سوبر ستار .. والعياذ بالله !!
بعد كل هذا نتساءل : ما هي أسباب انحطاط المسلمين ؟
الأسباب ظاهرة .. وواضحة ..
لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم ....
لكن أختي الغالية ... لن أدعكِ تخرجي من هذا الموضوع قبل أن تَعِديني أن تقدّمي شيئاً للإسلام ..
أختي واللهِ إنّ الإسلام يستصرخ ضمائرنا .. يستصرخ فينا طاقاتنا التي نهدرها بدون فائدة ...
ستقولين لي : وما علاقة كلامكِ هذا بالموضوع ؟
الاثنان متعلّقان جداً ... ألا تريدين أن يرفع الله من شأن المسلمين ؟
ألا تريدين أن يجعل الله الأمة الإسلاميّة من أعظم الأمم في جميع المجالات ؟
ألا يُحزنكِ أنّ الغرب قد هزئوا بأمتنا فأسمونا " الدّول النّامية " ؟
ألا يُحزنكِ هذا اللقب ؟
إذا كان جوابكِ على الأسئلة نعم ... إذاً هاتي يدكِ ...
لكي نتعاون على توعية الناس و إفاقتهم من غفلتهم لعلّنا ننجو من زوبعة المفاسد والفتن ...
وأذكّركِ أختي المسلمة ... أنّ الابتلاء عندما ينزل لا ينزل فقط على المفسدين بل حتى على الصالحين
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون في آخر هذه الأمة خسف و مسخ و قذف، قيل : يا رسول الله أنهلك و فينا الصالحون .. ؟ قال : نعم .. إذا ظهر الخبث .. "[ حديث صحيح ] ..
وباختصار ... إذا كنتِ تحبين الإسلام :
_ اجعلي لنفسكِ ورداً يومياً من الاستغفار لنفسكِ وللمؤمنين والمؤمنات ..
" اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات "
ليكون لكِ بكل مؤمنٍ ومؤمنة حسنة ...
وبنفس الوقت تكوني قد استغفرتِ للمسلمين الغافلين عن ذكر الله .. لعلّ الله يغفر لهم فيرفع البلاء عن أمّة الإسلام ...
_ كوني داعيةً إلى الله أينما ذهبتِ ..
_ اتّقِ الله ، اتّقِ الله ، اتّقِ الله
لا تقولي لي إن ذنوبي كثيرة ...
لو بلغت ذنوبكِ عنان السماء ثم تبتِ لأتاكِ الله بمغفرةٍ مضاعفة ... فاستغفري الله وأفيقي من سباتكِ العميق ...
اللهم إنّي بلّغتهم رسالتك ...
اللهمّ فاشهد .. اللهمّ فاشهد ... اللهمّ فاشهد ...
اللهم اجعل موضوعي هذا حجّة لنا لا علينا ..
والصلاة والسلام على خاتم النبيّين ...
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربّ العالمين ..
أخـتـكِ الـمـحـبّـة لـكِ / حـمـامـة الـجـنـة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الروابط المفضلة