وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تفضلي أختي هذا نتيجة بحثي عن طلبك:
التربية الفنية للفئات الخاصة
أهدافها ووظائفها :
أ – الأهداف :
من أهم أهداف التربية الفنية في هذا المجال أنها تستطيع أن تقدم يد العون لهذه الفئات الخاصة بمساعدتهم على التنفيس عن انفعالاتهم الداخلية ، وما يحسون به في داخلهم ، كي يتمكنوا من ترجمة هذه الأحاسيس ويعبروا عنها بصفا ، وصدق ونقا ، حتى نستطيع أن نُفرج من كربتهم ونعزز طاقاتهم 0
ومعلم الفنون الجيد يأخذ تلاميذه ورسومهم مأخذ الجد الكامل على الدوام ،
كما أنه الوسيلة لحمل الأطفال على مطالبة أنفسهم بخير ما لديهم ،
فهم بحاجة عندما يقاربون الوعي الذاتي إلى شهادة من بالغ رشيد ، لكي يقنعهم بأن فنهم جدير بالعناء المبذول فيه ، وليحذرهم من قبول الرسوم الجاهزة المستنسخة التي تحيط بهم من كل جانب ،
لأن عمله مع هذه الفئة قد يزوده في النهاية بمفتاح يهيئ له فهم الفن بأوسع معانيه ، لأن نشاط الطفل المعوق التخطيطي وسيط للاتصال بالغير وله خصائصه وقوانينه نظراً لحاجته الضرورية بمجاراة عالمه الخارجي وإلى تجسيد عالمه الإدراكي 0
ب – الوظائف :
ومما سبق فأن التوفيق بين الحواس وما حولها من بيئة موضوعية يعتبر من أهم وظائف التربية الجمالية ، وقد يوجد في ضعاف البصر والبكم ملكات جمالية داخلية يمكن أن ندفعها للخارج ، ونظهرها للعيان بمساعدة الملكات الجمالية ، وأحدها تكون بدنية حركية حتى في البكم والعميان ، وهي مخزون التصورات يستمد من التطورات العضلية والعصبية ،
كذلك من وظائف التربية الفنية لهذا المجال رعاية نمو كل ما هو فردي من كل كائن بشري على حده ، أيضا العمل على إيجاد التناغم والانسجام بين الحالات الفردية والمجموعة التي ينتسب إليها الفرد ذو الإعاقة حتى يحققوا التكامل بينهم وبين المجموعة والمجتمع الذي ينتسبون إليه0
والمتعلم باعتباره إنسانا يستخدم الأساليب السلوكية المحرفة حتى في رسمه وتعبيره على اختلاف ألوانه ، فعوامل الإبدال ، والتجاور ، والتعويض ، والتنفيس تبدو من خلال الرسوم ، كما تظهر النزعات العدوانية والوساوس من خلال التعبيرات التي يمكن أن تعين في التعرف على الحالة النفسية للمعاق ، لأن الفن يعكس الانفعالات ، ويمتص شحنتها ، ويبين كثيرا من الخبايا المغلقة ،
ولذلك نجد أن وظيفة التربية الفنية للفئات الخاصة بجانب أنها تساعد في التشخيص فإنها أيضا تساعد على تحديد العلاج كمعاونة لفريق المعالجين من أطباء وأخصائيين في التحليل النفسي والاجتماعي0
ومن وسائل تحقيق تلك الأهداف ما يلي :
1- تنمية الخبرات اللمسية وإثراؤها من خلال التدريب المستمر للكفيف لأن الفنون الحديثة كشفت النقاب عن مثاليات كثيرة لم تكن فيها الخاصية البصرية الداعمة الأولى 0
2- التعليم من جديد لاستغلال مختلف الكفاءات لاستعادة الكفاية الإبداعية والابتكارية كلا حسب قدراته وميوله واتجاهاته 0
3- الاحتفاظ بالحدة الطبيعية لجميع أنواع الإدراك والإحساس 0
4- إيجاد التناسق بين مختلف طرائق الإدراك والإحساس بعضها مع بعض من ناحية وبينها وبين البيئة من ناحية أخرى 0
5- مساعدة الطفل ذو الإعاقة على التعبير بأشكال يمكن نقلها للغير عن طريق الخبرة الفعلية التي تظل كامنة إذا لم يتيسر لها التعبير بصورة جزئية أو كلية 0
6- إخراج الأطفال ذوي الإعاقة من الاهتمام الضيق بنفوسهم إلى رحاب الحياة الواسعة بمساعدتهم على التخطيط كي ينقلوا عالمهم الداخلي للآخرين وهو ما يعرف بالتعبير عن الوجدان 0
7- استثمار القدرات المتبقية والإمكانيات بأفضل طريقة ممكنة عن طريق التعليم بواسطة الفن ،، مما يساعد على إعداد ذوي الإعاقة مهنيا وفنيا للقيام بأي عمل نفعي جمالي يكسب منه قوته ويحقق له التوافق الاقتصادي مستقبلا حتى لا يصبح عالة على الغير 0
8- تعتبر التربية الفنية من الأمور الهامة لشغل أوقات فراغ ذوي الإعاقة ، وفي الكشف عن مواهبهم وميولهم بل ومشكلاتهم أيضا ، ويمكن عن طريق الإشغال الفنية أن يكتسب ذوي الإعاقة خبرات جديدة تعمل على تنمية الحواس الأخرى لديهم مما يؤدي إلى تكامل شخصياتهم ويصبحوا أعضاء منتجين في المجتمع 0
******************
خصائص التعبير الفني لدى ذوي الإعاقة العقلية
من المسلم به أن رسوم الأطفال ذوي الإعاقة العقلية لا تكون متطابقة مع مراحل النمو الفني
أو سمات التعبير الفني لمن هم في سنهم لأنهم في عزلة عن جميع الأمثلة المتعلقة بالنشاط التخطيطي لدى الأسوياء ،
ولذلك نرى نشاطهم التخطيطي خاليا من أي قصد تمثيلي بل وخاليا أيضا من أي غريزة تقليدية ،
ورسومهم تنشأ عن اللذة التي يحصل عليها الطفل من حركات الذراع ومن الأثر المرئي للحركات المتروكة على الورق ،
فهي تعبير عن إيقاع جسمي فطري ،
وعادة ما تكون علاماتهم ورموزهم اعتباطية غير مترابطة يشوبها كثير من الغموض لدرجة
أنها قد تكون غير تمثيلية على الإطلاق أو مجردة إلا أن لها دلالتها في فهم سيكولوجية هذه الفئة ،
ورسومهم عادة غير متلبسة بشكل معين إلا أنه بتحليلها يمكن الوقوف على مغزاها وترجمتها ،
وهم لا يحاولون ترجمة صورهم الذهنية والبصرية إلى مرادفات تشكيلية بل يرسمون علامات تخطيطية ذات طابع تجريدي ،
ويرسم الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية أو العاديون في لحظات غفلتهم أو في أثناء رسمهم بعبث على نحو تلقائي تماما ،
وهم بالنسبة للأسوياء يتعلمون بمشقة أن يمثلوا للموضوعات تمثيلا طبيعيا ،
ولا يكون لديهم دافع تلقائي لأن يعملوا ذلك ،
والطفل ذوي الإعاقة العقلية يرسم بطريقة طفليه جدا حسبما يقع عليه بصره وترغب له نفسه ،
لا يتصف بالتخطيط الجيد بل هي مجرد علامات أو خربشة ليس لها علاقة متمايزة بالموضوع المترابط معها وتخطيطاتهم مختصرة
وهي تتطابق بالطبع مع النزعة الشائعة ، بالنسبة للجوامد لدى الإنسان البدائي وهي تحتوي ازدواجا أحيانا في
الأنماط فهي يمكن أن تجمع بين الانبساطي والانطوائي في موضوع واحد أو بين النمط الإيقاعي والانبساطي في آن واحد ،
وهو لا يدرك أن الناس الآخرين يرسمون بطريقة مختلفة عن طريقته
وهو باستخدامه لأسلوبين مختلفين في رسمه لتمثيل نفس الموضوع الواحد
فأن أحدهما لإرضاء نفسه شخصيا والثاني لإرضاء الناس والآخرين 0
وعموما فرسومهم تحتوي على مغالطات تصويرية وفيها تضاد بين المدرك الحسي والتصور الذهني ،
وهذا راجع إلى الإدراك الحسي لديهم غير مترابط مع الإدراك العقلي ،
ولذلك فأن الشخص ذوي الإعاقة العقلية يرسم ما لا يفكر فيه ، وما لا يزعم أنه يراه بالفعل 0
المصدر : التربية الفنية للفئات الخاصة
للمؤلف : محمد حسين السويفي
الروابط المفضلة