فانتبه من نومه وظن أنه يهذى وغلبه النوم مرة أخرى فرأى الرسول ( ص ) ثانية يقول له : " يابن المبارك .....لاشك فى منامك فهو حق والشيطان لا يتمثل فى صورتى قط ....فإذا قضيت حجك فاذهب إلى المجوسى وبشره بما قلت لك ....."
فتأكد لابن المبارك أنها رؤيا حق , فلما فرغ من حجه توجه للعراق وسأل عن بهرام , حتى وصل إلى منزله , فطلب منه ابن المبارك أن يخلو به ساعة وكان ابن المبارك معروفا فرحب به بهرام وجلس معه , فقال ابن المبارك : " هل تذكر أنك عملت عملا استوجبت عليه الجنة ؟ " ....فكر بهرام ثم قال : " لا شئ سوى أنى كنت أعبد النار وأخلص فى عبادتى ليل نهار " ......
فقال ابن المبارك : " هذا عمل تستحق به النار وليس الجنة ....الأ تذكر غير هذا "
وراح ابن المبارك يقص على بهرام الرؤيا...فانهمرت دموع بهرام ثم قال : الآن تذكرت , لقد أقمت وليمة ذات مرة وبعد انتهائها عند منتصف الليل جائتنى إمرأة من جيرانى وقالت أنها جاءت من أجل ثلاث بنات يتضورون جوعا ...فإن بقى فى دارك بقية طعام فأعطنى مما أعطاك الله فإنك إن شاء الله تدخل الجنة , فدخلت دارى وأعطيتها مالا وطعاما وملابس كثيرة جدا , ولما لم تستطع أن تحمله , حملته أنا فوق رأسى وذهبت حتى دارها واطعمت بناتها بيدى حتى شبعن وتضاحكن...وقلن لى أصلح الله أمورك وفرحك يوم القيامة كما فرحتنا وختم لك بخير وأنزلك قصر أقرب إلى قصر نبينا محمد ( ص ) فى الجنة , وكنت أقول آمين عقب كل دعاء وأنى أشهدك أنى دخلت فى دين الاسلام .
الروابط المفضلة