ابني عنيد
هل يمكن اعتبار عناد الطفل ظاهرة مرضية ؟
إن الطفل يتحدى البيئة المحيطة به ، في محاولة لإثبات الذات ، وإحدى وسائل إثبات الذات عندهم العناد وتحدي الأسرة والمحيطين به ، وهي فترة عادة ما يمر بها الإطفال ، والعناد غير المبالغ فيه للطفل في مرحلة من مراحل النمو النفسي للطفل ، يساعد الطفل على استقلال شخصيته واكتشافه لذاته ، وهذا الاكتشاف يكسبه صفات الفردية والشجاعة الاجتماعية السوية في الأخذ والعطاء ، ويكتشف أن التعاون والتفاهم يفتحان له آفاقًا جديدة في التوافق والخبرات والمهارات خصوصًا إذا كان الوالدان يعاملان الطفل بشيء من المرونة ويؤمنان بالتفاهم مع الحزم المقرون بالعطف .
وعادة ما ينتقل الطفل تدريجيًا من مرحلة العناد والتحدي إلى مرحلة الاستقلال النفسي في الفترة من الرابعة إلى السادسة من عمره ، وكلما كان الوالدان على درجة معقولة من الصبر والتعاون والفهم لنفسية الطفل في كل مرحلة من مراحل عمره ، ساعدا على اجتياز الطفل مرحلة العناد بسهولة، أما الوالدان اللذان يبالغان في الحزم وإصدار الأوامر والنواهي والقسوة والعنف ، فقد يثبتان في الطفل أسلوب العناد ، فيوقفه ذلك عن التقدم واكتشاف الطرق السوية لإثبات الذات ، فعلى الوالدين أن يكسبا طفلهما إلى جانبهما عن طريق التقدير والتفاهم ، وحتى يكونا مصدر هنائه وراحته فيركن إليهما ، وينتفع بتوجيهاتهما وخبراتهما ويقبل عليهما برضى .
------------------------------------
عن مجلة"المنار" أكتوبر سنة 2000م(الأسرة السعيدة)
الروابط المفضلة