قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشرة)) فما هي صلاة الله على عباده؟
صلاة الله عز وجل على عباده الرحمة والمغفرة، فإذا عرفت أنك إن صليت على رسولك محمد صلى الله عليه وسلم مرةً صلى الله عليك بها عشراً؛
إذا علمت أن معنى ذلك أن الله عز وجل يرحمك ثم لايزال يرحمك ويرحمك أضعافاً مضاعفة، ويغفر لك ذنبك،
فلتعلم أن من آثار هذه الرحمة زوال الهموم والغموم.
ورد فيما رواه أحمد والحاكم والبيهقي وآخرون من حديث عبد الرحمن بن عوف قال:
كنت أتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فرأيته دخل حائطاً - أي بستاناً - فيه نخيل، فتبعته فإذا هو سجد - سجد على الأرض-
وانتظرت فأطال السجود وأطاله حتى خشيت أنه قد قُبِضَ، فجئت أنظر إليه، فرفع رأسه ثم قال لي: (ما بك يا عبد الرحمن؟)
قلت: يارسول الله وضعت رأسك هنا وأطلت، خشيت أنك قد قُبِضت، وقلت في نفسي لن أرى رسول الله بعد اليوم أبداً.
قال: ((لقد أتاني آتٍ من ربي فقال ألا أبشرك؟ إن الله يقول لك من صلى عليك مرة صلى الله عليه بها عشرة)).
فكان ذلك سبباً لسجوده صلى الله عليه وسلم، ووضعه جبهته الشريفة على الأرض المترِبة ليس بينها وبين جبهته حجاب،
وأطال ما شاء الله أن يطيل. لماذا أيها الإخوة والاخوات؟
ليست الفرحة فرحة الصلاة عليه، ولكنها فرحة الجزاء، فرحة صلاة الله عز وجل بذلك علينا،
(من صلى عليك مرة صلى الله عز وجل عليه بها عشرة) ولو كانت هذه الصلاة أمراً مُستهاناً يُستَخَفُ به كما هي الصورة عند كثير من المسلمين اليوم،
أفكان يَحفِلُ رسول الله بذلك إلى هذا الحد؟ أفكان يتحول إلى ذلك البستان ليسجد وليعفر رأسه بالتراب وليطيل سجوده ماشاء الله له أن يطيل،
أفلو كانت نتائج وآثار الصلاة على رسول الله لنا نحن عباد الله عز وجل أمراً مستهاناً به كما هي الصورة عند كثير من المسلمين الإسلاميين الملتزمين اليوم،
أفكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحفل بذلك؟ لكنه علم أهمية صلاة الله سبحانه وتعالى على عباده.
ويروي أُبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام مرة من نصف الليل فقال ((أيها الناس جاءت الراجفة تتبعها الرادفة))
والراجفة هي المقدمات التي تكون بين يدي الساعة، والرادفة التي تردفها، هي قيام الساعة ((جاء الموت بما فيه)) جاء الموت بما فيه،
يستنهض رسول الله بذلك الناس إلى القيام من جوف الليل للإقبال على الله عز وجل بما يستطيعون من ذكر وصلاة ودعاء واستغفار،
قال فقلت (يا رسول الله! إني أكثر من الصلاة عليك، فكم أجعل من الصلاة عليك؟) قال:(ماشئت) قلت (الربع) قال (ماشئت، وإن زدت فخير)
قلت (فالثلث) قال (ماشئت، وإن زدت فخير) قلت (فالنصف) قال (ماشئت، وإن زدت فخير) قلت (فلأجعل صلاتي لك كلها) - أي أنفق وقتي كله بالصلاة عليك-
قال (إذن تُكفَى همك، ويغفر الله سبحانه وتعالى لك ذنبك) هذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أهو كلام فارغ لا معنى له؟
أم هي حقيقة يخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ هل من إنسانٍ وقرت حقائق الإيمان في قلبه،
وأيقن بنبوة رسول الله - والحديث صحيح - ثم لايستيقن هذا العلاج الذي يذكره لنا رسول الله؟
اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم،
وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وآل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد،
ورضي الله عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الروابط المفضلة