ملــ ـف أعده أحد الصحفيين...
كم شعرت بضآلة وحرج الآباء والمربين عندما يضعون أنفسهم أمام أطفالهم وصغارهم في موقف ''لا يحسدون عليه''! عندما سألت طفلا في نهاية العقد الأول من عمره عن المرة الأولى التي وقعت فيها عيناه على صورة عارية، أو مشهد بذيء خلال
استخدامه لجهاز الكمبيوتر، أجابني: ''عندما نسي والدي اغلاق نافذة الموقع الذي كان يتصفحه لأمر طارئ وخرج من البيت، وحسبت أن الجهاز مغلقا، وما أن أمسكت بالمحرك'' الماوس'' حتى رأيت منظرا غريبا لسيدات عاريات تماما يؤدين حركات لا أفهمها، وأراها لأول مرة، وحسبته فيلما سينمائيا فناديت أمي، التي '' لطمت'' على وجهها مذعورة، ودفعتني وشقيقتي التي تكبرني بعامين الى خارج الغرفة، وأغلقت الكمبيوتر، ونزعت أسلاكه وقطعتها، وجرت الى غرفتها وهي تبكي''·
وهذه طفلة في عمرالزهور، تبلغ من العمر احدى عشر ربيعا، أجابتني عبر'' التشات''، ولم تتردد بعد أن كسبت ثقتها كصديق أن تحكي بجرأة، وبطريقة لا تخلو من خفة الظل والطرافة، كيف أنها تعرف أشياء'' كثيرة عن'' الجنس ''، وأنها شاهدت أمها وشقيقتيها أكثر من مرة·
لم أصدق ما قالته الطفلة، ودفعني فضولي الصحافي لمعرفة المزيد، وهل ما تقوله حقيقة، أم محض خيال؟ وأغرقتها بعشرات التساؤلات الملتوية،
وجاءت الإجابة عنها في حاجة الى صفحات بل مجلدات للتفسير والتحليل·
لقد روت الطفلة في ''براءة'' وخبرة لا تحسد عليها، كيف تتبادل أمها وشقيقتاها المراهقتان 15 و17 سنة الوقوف والاستعراض والعبث لساعات طويلة أمام ''الويب كاميرا'' من حين لآخر أثناء غياب الأب، وهن عاريات يمارسن الجنس الإلكتروني '' الافتراضي'' مع أكثر من صديق '' فضائي''·
حقيقة··· أضحكتني وأبكتني كلماتها وأثارت سخطي واشمئزازي وشفقتي، وأصابتني بالكآبة عندما اعترفت بسذاجة وبراءة أنها حاولت أن تقلد أمها وشقيقتيها ذات مرة عندما خاطبها شاب عبر''التشات'' على أنها احدى المراهقتين في البيت، الا أنه سارع باغلاق نافذة ''الدردشة والكاميرا'' في وجهها قائلا لها: '' أنت مازلت صغيرة ''، وسألتني مستاءة ومندهشة: ''هل أنا بحق مازلت صغيرة ؟''·
بسؤالها انتحرت كل الكلمات ، وتبخرت أية اجابات، وكرهت نفسي···هذه هي الحقيقة المجردة··· وهذا هو الوجه القبيح لتكنولوجيا العصر··· وتلك هي الصورة القاتمة الأليمة لأطفال اليوم، وجيل المستقبل··· واقع وحقيقة تدعونا الى أن نبحر في''عالم الوهم''، في محاولة للمزيد من الفهم، ولكن مع الأطفال هذه المرة· ونحاول أن نستوعب معاً بعضا من جوانب حياة ''أطفال دوت كوم'' قبل ان نودع عام ،2005 وحتى يمكن أن نتخيل ماذا سيكون عليه العالم في العام المقبل، والأعوام التالية···!
دمتم فمان الله
فواغ ـي
الروابط المفضلة