ماذا لو كان هذا العام هو آخر عام في حياتي ؟
دائماً ما أسمع عبارة " عش يومك كأنه آخر يوم بحياتك " ولكني لم أفكر فيها فعلاً.
فلو كان هذا العام هو الاخير بحياتي الدنيا , لاهتممت بعبادتي كما لم أفعل أبداً ولخشعت في كل ركعاتي , و لدعوت ربي ليلاً ونهاراً لعلي أجد لي مكاناً في جنان الخلد .
لو كان هذا آخر عام بحياتي لحاولت بكل الطرق رسم ابتسامة الرضا والسعادة على والديّ , لساعدت أمي بكل فرصة تتاح لي , فوالله عندما أفكر بمقدار المساعدة التي قدمتها لها سابقاً مقارنة بما ضحت به هي في سبيلي وفي سبيل إخوتي لظننت أني عاقة لها وأن مصيري لا محالة هو النار . ولو كان هذا آخر عام بحياتي لاجتهدت في دراستي وأحرزت أعلى الدرجات فقط لأسعد أبي وأجعله يشعر أن كل هذا الجهد و التعب الذي يبذله لا يضيع هباءً.
لو كان هذا آخر عام بحياتي لابتسمت لكل من يقابلني , و لقدمت المساعدة لكل من يحتاج , وكنت لأقضي وقتاً أطول مع إخوتي , أضحك معهم , أشرح لهم ما استصعب من الدروس , وأنصحهم خوفاً عليهم , لعلهم أن ينفعوا أمي وأبي ومجتمعي أكثر مني لاحقاً .
لو كان هذا العام هو الأخير بحياتي لاستسمحت أصدقائي وطلبت العفو من كل معارفي ,و لعفوت للجميع أخطاءهم فلا شيء يستحق الخصومة , و كنت لأعيش المزيد من التجارب بلا خوف أو وجل وأضيف المزيد من الذكريات الجميلة إلى ذاكرتي المتواضعة .
المشكلة هي أننا نعيش دائماً ناسين أو متناسين أننا في هذه الدنيا مجرد ضيوف وسنغادر عندما يحين أجل الرحيل, فلو فكر أحدنا فيما فعله في ما مضى من السنوات وهل ترك بصمة تُرى في مجتمعه أو حتى في أسرته , وهل هناك من يذكره بعد مماته ويشتاق إليه وإلى أفعاله وتصرفاته , وما الفرق الذي أحدثه في هذا العالم ولو كان صغيراً , لوجد أنه ما يزال عند نقطة البداية وأنه لم يبدأ انطلاقته بعد .
هذا ما كنت لأفعله لو كان هذا آخر عام بحياتي, فماذا كنتِ لتفعلي ؟؟
بعيدا عن الموضووع والله اشتقت لكن وعذرا على التقصير فدراستي تشغلني حاليا
كل عام وأنتن بألف صحة وعافية
الروابط المفضلة