لماذا اختلاف العلماء في حكم التغني؟
قال ابن القيم في زاد المعاد: وقد اختلف العلماء في حكم التغني بالقرآن, فقد ذهب بعضهم الى وجوب التغني استنادا الى الأدلة المذكورة سابقا, وذهب بعضهم الى كراهية ذلك رادين على الأدلة بعدم دلالتها على الجواز
وفي سنن البيهقي الكبرى :عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ثم ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن حمزة وأخرجه مسلم من وجه آخر : ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن .
قال الحصري في كتابه: والمراد بلحون أهل الفسق و الكبائر: القراءة التي تراعى فيها النغمات الموسيقية و التطريب و التلحين. و انما حذر النبي صل الله عليه و سلّم من هذه القراءة : لأن الشأن فيها أن تكون ذريعة الى التلاعب بكتاب الله تعالى بالزيادة فيه أو النقص منه.......ومن أجل ذلك كانت القراءة بهذه الألحان مذمومة و محرمة شرعا. أحكام تجويد القرآن
وفي نهاية القول المفيد:" ومنها ما رواه مالك في موطأه والنسائي في سننه عن حذيفة عن رسول الله صل الله عليه و سلّم أنه قال (اقرؤوا القرآن بلحون العرب, واياكم بلحون أهل الفسق و الكبائر )
أقوال العلماء في حكم قراءة القرآن بالمقامات:
قال شيخ الإسلام رحمه الله في الإستقامة :
" ومع هذا فلا يسوغ أن يقرأ القرآن بألحان الغناء ولا أن يقرن به من الألحان ما يقرن بالغناء من الآلات وغيره
وقال المفسر الإمام ابن كثير رحمه الله في كتابه فضائل القرآن :
" و الغرض أن المطلوب شرعاً إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن و تفهمه و الخشوع والخضوع و الانقياد للطاعة .
فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي ، فالقرآن ينزّه عن هذا ويجلّ ،
و يعظم أن يُسْلك في أدائه هذا المذهب ، و قد جاءت السنة بالزجر عن ذلك ". انتهى
وقال القرطبي رحمه الله في حين تكلم عن حرمة القرآن قال :
" ومن حرمته ألا يقعر في قراءته كفعل هؤلاء الهمزيين المبتدعين والمتنطعين في إبراز الكلام من تلك الأفواه المنتنة تكلفا
فإن ذلك محدث ألقاه إليهم الشيطان فقبلوه عنه ومن حرمته ألا يقرأه بألحان الغناء كلحون أهل الفسق "
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله :
ماذا يقـول سماحتكم في قارئ القـرآن بواسطة مقامات هي أشبه بالمقامات الغنائية بل هي مأخـوذة منها أفيدونا بذلك جـزاكم الله خيـرا ؟
الجواب :
لا يجوز للمؤمن أن يقرأ القرآن بألحان الغناء وطريقة المغنيين بل يجب أن يقرأه كما قرأه سلفنا الصالح
من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان ، فيقرأه مرتلا متحزنا متخشعا حتى يؤثر في القلوب التي تسمعه
وحتى يتأثر هو بذلك . أما أن يقرأه على صفة المغنيين وعلى طريقتهم فهذا لا يجوز .
مجموع الفتاوى لابن باز
الروابط المفضلة