أن خلق الكرم متأصلاُ عند الإنسان العربي الأصيل منذُ القدم ، وما تزال قائمة ؛
لأنها نقلت عبر الأجيال ، فاصبحت جزء من شيم العرب وإكرام الضيف من مكارم الاخلاق فالأسلام دين يقوم على البذل والإنفاق،
لذلك حبّب الله سبحانه وتعالى أن تكون نفس المسلم سخية ، واوصى بالمسارعة إلى دواعي الإحسان ووجوه البر،
قال الله تعالى: (.. وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ البقرة..)" 272".
فلم يقصد بالكرم الأكل والشرب فقط ؛ وأنما بأنواع عديدة ، فنورالبشاشة التى تطفح من القلب ،
وحُسن الاستقبال للضيف ، وفك ضائقة مُعسر، وإدخال السرور إلى قلبه هذا هوالكرم بعينه ؛
لأنها تجعل الأمر يظهر على حقيقته، فتقوى بهٍ أواصر المحبة والمودة ، وبه تتآلف القلوب..
* وكذلك يكون الكرم مع الله: بالإحسان في العبادة والطاعة، وفعل كل ما أمر به ، والانتهاء عما نهى عنه.
* ومع نبينا الكريم : ويكون بالاقتداء بسنته، والسيرعلى منهجه ، واتباع هديه، وتوقيره .. * والكرم مع النفس: فلا نهين انفسنا ، أونذلها أو نعرضها لقول السوء أو اللغو،
* الكرم مع الأهل والأقارب: المسلم يكرم آهله وأقاربه ، وذلك بمعاملتهم معاملة حسنة،
والإنفاق عليهم، فخير الإكرام والإنفاق أن يبدأ المسلم بأهله وزوجته..
فضل الجود والكرم:
* ثواب الجود والكرم والإنفاق عظيم ،
الكرم يجعل الإنسان محبوبًا من أهله وجيرانه وأقاربه والناس أجمعين.
الكرم يقرب من الجنة ويبعد عن النار، قال رسول الله :
(..السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنْ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْجَنَّةِ قَرِيبٌ مِنْ النَّاسِ بَعِيدٌ مِنْ النَّارِوَ
الْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنْ اللَّهِ بَعِيدٌ مِنْ الْجَنَّةِ
بَعِيدٌ مِنْ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنْ النَّارِ وَلَجَاهِلٌ سَخِيٌّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَالِمٍ بَخِيلٍ.. )"الترمذي".
فقد رغَّبنا الله فيه في أكثر من موضع من القرآن الكريم ، قال الله -تعالى-:
(.. مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ..)البقرة: 261".
* وقال تعالى: (.. وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ..)"البقرة: 272".
* وقال تعالى: (.. الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ
عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَهُمْ يَحزنُون ..)"البقرة: 274".
الروابط المفضلة