الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وأصحابه أجمعين..
المروءة .. خلق جليل وأدب رفيع ، ومدلولها واسع كبير
وخَصْلَةٌ شريفة ، وصدقٌ اللسان ، وبذل للمعروف ،
والمروءة : من أخلاق العرب التي تدخل في أخلاقهم وعاداتهم ..واصطلاحاً هى : آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات،
سئل سفيان الثوري عن المروءة: ما هي؟ قال: "الإنصاف من نفسك والتفضُّل؛قال الله تعالى: (..إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ..) وهو ( الإنصاف ) ،( وَالإِحْسَان ) وهو ( التفضل) ، ولا يتمُّ الأمر إلاَّ بهما؛
ألا تراه لو أعطى جمع ما يملك ولم يُنصف من نفسه، لم تكن له مروءة..؟!
لأنه لا يريد أن يُعطي شيئًا إلا أن يأخذ من صاحبه مثله، وليس مع هذا مروءة "...
أهمية المروءة..
قيل لسفيان بن عيينة رحمه الله " .. قد استنبطت من القرآن كل شيء فأين المروءة في القرآن.. "
قال في قول الله تعالى : (.. خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ.. )( سورة الأعراف 199 )...
ففيه المرءوة ، وحسن الآداب ومكارم الأخلاق ، فجمع في قوله "خُذِ الْعَفْوَ " صلة القاطعين والعفو عن المذنبين والرفق بالمؤمنين ،
وفي قوله تعالى : "وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ " صلة الأرحام وتقوى الله في الحلال والحرام ،
وفي قوله تعالى : " وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ " الحض على التخلق بالحلم ..
والإعراض عن أهل الظلم والتنزه عن منازعة السفهاء ومساواة الجهلة وغير ذلك من الأفعال الحميدة والأخلاق الرشيدة .
أنواع المروءة ..
1. المروءة : مع الله تعالى بالاستحياء منه حق الحياء وأن لا يقَابَل إحسانه ونعمته بالإساءة والكفران والجحود والطغيان ،بل يلتزم العبد أوامره ونواهيه ، ويخاف منه حق الخوف في حركاته وسكناته وخلواته وجلواته وأن لا يراه حيث نهاه ولا يفتقده حيث أمره .2. المروءة : مع النفس بحملها على ما يجمّلها ويزينها وترك ما يدنّسها ويُشينها فيحرص على تزكيتها وتنقيتهاوحملها على الوقوف مواقف الخير، والصلاح ، والبر والإحسان مع الارتقاء بها إلى مراتب الحكمة والمسؤوليةوسلامة القلب تجاههم وقبول النصيحة منهم والصفح عن عثراتهم وستر عيوبهم ، واحتمال أخطاءهم
لتكون الناصح الأقرب إليه والواعظ الأكبر له(.. قَدْ أفلَحَ من زَكَّاهَا * وَقد خَابَ من دَسَّاهَا ..)( الشمس 7)3. المروءة : مع الخلق بإيفائهم حقوقهم على اختلاف منازلهم والسعي في قضاء حاجاتهم ، وبشاشة الوجه لهم ،ولطافة اللسان معهم وسعة الصدر،
وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه .
مجالات المروءة ..
1. رجاحة العقل ورزانته ، يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه " حسب المرء دينه ، وكرمه تقواه ، ومروءته عقله "2. صون النفس عن كل ما يعيبها أمام الخلق ولو كان ذلك الأمر حلالاً ، يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: " المروءة حفظ الرجل نفسه "3. حسن التدبير وإتقان الصنعة من المروءة والأخلاق المحمودة ؛ لأن الذي لا يتقن ما يصنعه مذمومعند الناس ولزوم الحياء والتواضع والحلم وكظم الغيظ وصدق اللهجة وحفظ الأسرار ، والإعراض عن الجاهلين ..
4. صيانة العرض والبعد عن مواطن الريب والسخرية والغيرة على الدين والمحارم والعفة في النفس وعما في أيدي الناس5. البر والصلة للوالدين وذات الرحم مع قبول إساءتهم بالإحسان وخطأهم بالعفو والغفران .
6. نشر الجميل وستر القبيح مع ملازمة التقوى والعمل الصالح فهي جماع المروءة وأعلاها .
نظافة البدن وطيب الرائحة والعناية بالمظهر بلا إسراف ولا مخيلة مع الاهتمام بالباطن وإصلاحه ، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
" من مروءة الرجل نقاء ثوبه ، والمروءة الظاهرة في الثياب الطاهرة "7.القيام بحقوق الجيران من إكرام وإحسان وحماية ونصرة وكف للأذى مع احتمالهم وقبولهم على ما هم عليه .8. ألا يفعل المرء في السر ما يستحيي من فعله في العلانية .
عوامل تحقيق المروءة ..
1. علو الهمة والتطلع إلى أصحابها فكلما علت الهمة ازدادت المروءة
2. شرف النفس واستعفافها ونزاهتها وصيانتها.
.3. مجالسة أهل المروءات ومجانبة السفهاء وأهل السوء
الروابط المفضلة